«السبحة» أثمن الهدايا في رمضان... تُصاغ بأيادٍ سعودية

تشكل «السبحة» قائمة الهدايا التي يتبادلها السعوديون في شهر رمضان، مع تعدد أنواعها وأسعارها، إلا أن السبح المصنوعة يدوياً تعد الأثمن منها.
حرفة جذبت شبان سعوديين، منهم إبراهيم العبيداء الذي ابتدأ كهاوٍ قبل نحو 25 عاماً، بالمبرد اليدوي، ثم تطوّر لاحقاً في حرفة صناعة السبح إلى استخدام المعدات والآلات المتخصصة.
وأوضح العبيداء لـ«الشرق الأوسط» أن حرفة خراطة السبح من أندر الحرف في السعودية، مبيناً أنه استطاع أن يشق طريقه ويفوز في عدة جوائز وأن تصل سُبحه المصنوعة يدوياً إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبقاع أخرى من مختلف دول العالم.
ويؤكد العبيداء أن السبح السعودية المصنوعة يدوياً تجذب محبي اقتناء السبح الثمينة من خارج البلاد لكونها الأفضل والأجود عالمياً، حسب قوله، مشيراً إلى أن السبحة لها جذر تاريخي عميق في البلاد منذ القدم، باهتمام الملوك وشيوخ القبائل باقتنائها، كجزء من هوية الفرد العربي الأصيل، مشبهاً السبحة بالسيف والثوب والشعر وغيرها من مكملات الشخصية العربية.
ويرى العبيداء أن السبحة لا ترتبط فقط بالجانب الديني، بل هي تعبير عن هوية ثقافية وتراثية، مبيناً أن اقتناء السبح صار رائجاً في الدول الغربية مؤخراً، على اعتبار أنها قطعة إكسسوار فاخرة، وأفاد بأن هذه الصنعة من شأنها إيصال رسائل توعوية للمجتمع، من ذلك قيامه بصناعة 3 سبح من خشب شجرة البطم التي تنمو شمال السعودية.
وأوضح أن مراحل التصنيع تبدأ بتقطيع الخام وتشذيب الأطراف والتخريم وتشكيل الخرز ثم الصنفرة والتلميع والشك بالخيط وفي الأخير (الكركوشة) وهي القطعة المتدلية من السبحة.
وعن المواد المستخدمة في السبح، يفيد بأن منها ما هو طبيعي مثل: العاجيات، والأخشاب، والأحجار، والمعادن. وهناك أيضاً المواد شبه الطبيعية، وأخيراً المواد المصنعة.
إلا أن هذه الحرفة تتطلب الكثير من الوقت، حيث يفيد العبيداء بأن متوسط الوقت الذي يقضيه لصناعة سبحة واحدة يستغرق ما بين 6 و8 ساعات. وبسؤاله عن أطول مدة قضاها في صناعة سبحة، أجاب بأنها أخذت منه 28 يوماً، وذلك للدقة العالية التي تتطلبها هذه الحرفة، معتبراً أن السبح اليدوية الفاخرة تضاهي المشغولات الذهبية من حيث القيمة والمكانة.
من جهته، يوضح فايز الزهراني، شيخ طائفة «السبحية» بمكة المكرمة، أن السبح المصنوعة يدوياً تواجه معوقات منها قلة وندرة الحرفيين السعوديين، الأمر الذي يدفع بارتفاع ثمنها إلى آلاف الريالات مقارنةً بالسبح المستوردة الزهيدة والتي يصل قيمة المجموعة منها في بعض الأحيان إلى عشرة ريالات فقط (2.6 دولار).
وأبان الزهراني لـ«الشرق الأوسط» أن السبح المصنوعة يدوياً تتطلب الصبر، واحترافية عالية، وهي أمور تحتاج إلى سنوات طويلة من الخبرة وتوارث للمهنة. مشيراً إلى أن خراطة سبحة واحدة مكونة من 33 حبة يستغرق ساعات طويلة، الأمر الذي يرفع ثمنها، وهو ما جعله يصف زبونها بـ«المحدود»، مقارنةً بالسبح المستوردة التي تلتهم السوق لرخص ثمنها.
الأمر الذي يجعل السبح المصنوعة يدوياً جاذبة أكثر لذوي الدخل المرتفع، حيث يفيد الزهراني بأن أصحاب الدخل المتوسط والمحدود من زوار مكة المكرمة في موسم العمرة خلال شهر رمضان، يبحثون عن السبح الزهيدة لكونها تعد السلعة الأولى في قائمة الهدايا المأخوذة من البقعة المقدسة، مع وجود نحو 30 دكاناً متخصصاً في بيع السبح في مكة المكرمة وحدها.