أمين رابطة العالم الإسلامي: نستثمر جهود العلماء خلال مؤتمر مكافحة الإرهاب

قال إنهم سيناقشون النزاعات السياسية الجارية في الدول العربية في مؤتمر مكة الأسبوع المقبل

أمين رابطة العالم الإسلامي: نستثمر جهود العلماء خلال مؤتمر مكافحة الإرهاب
TT

أمين رابطة العالم الإسلامي: نستثمر جهود العلماء خلال مؤتمر مكافحة الإرهاب

أمين رابطة العالم الإسلامي: نستثمر جهود العلماء خلال مؤتمر مكافحة الإرهاب

كشف الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عن أن المؤتمر الإسلامي العالمي لمكافحة الإرهاب الذي تستضيفه الرابطة مطلع الأسبوع المقبل في مكة المكرمة، يناقش جملة من النزاعات الدائرة في بعض الدول حاليا، سواء على المستوى الإقليمي والعالمي.
وقال التركي ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بأن المؤتمر سيتعرض لهذه القضية، ومن أسباب الإرهاب النزاعات والمشكلات السياسية، وقال: «من المؤكد أن هذه الجوانب تتيح فرصا للإرهابيين، وفي الوقت نفسه تتيح فرصا لأعداء العرب والمسلمين».
وأضاف أمين عام الرابطة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس بمقر الرابطة بمكة المكرمة: «إن مسألة التعاون والتضامن بين الدول العربية والإسلامية في حل المشكلات القائمة، سواء كانت هذه المشكلات بين الدول أو الشعوب، هامة جدا، خاصة أن المشكلات الحالية والدائرة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا لا يتصورها أحد، ولا شك أن الأعداء مسرورون بذلك، لكن المؤتمر سيوجه رسالة واضحة للعالم العربي والإسلامي بهذا الخصوص».
وقدم التركي في بداية المؤتمر الصحافي شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على رعايته ودعمه الكامل للمؤتمر الإسلامي العالمي الذي يأتي بعنوان: «الإسلام ومحاربة الإرهاب»، وتنظمه الرابطة خلال الفترة من الثالث حتى السادس من شهر جمادى الأولى المقبل.
ويشارك في المؤتمر نخبة من العلماء والمختصين من داخل السعودية وخارجها، وذلك بمقر الرابطة بأم الجود في مكة المكرمة، وما يقدمه من دعم متواصل للرابطة وبرامجها، وحرصه على خدمة الإسلام والمسلمين، موضحا أن المؤتمر يأتي نظرا لما تواجهه الأمة المسلمة اليوم من تحديات كبيرة تستهدف دينها، وتشوه حضارتها، وتصد عن هدي شرعها القويم، مؤكدا أن هذا الأمر ليس بجديد عليها، فما زال التاريخ القريب والبعيد يحدثنا عن الكثير من الكيد والافتراء، الذي دُس على الإسلام بقصد النيل منه وتقطيع الجسور التي توصل الناس إلى أفيائه، فهذا الجهد الآسن لن يغيب ما بقي الليل والنهار.
وشدد التركي على أنهم يريدون أن يقولوا للعالم من خلال هذا المؤتمر: «إن الإسلام ضد الإرهاب، وإننا ننطلق من ديننا الحنيف في مواجهة الإرهاب».
وتطرق الدكتور التركي لدور المملكة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، من العناية الفائقة والاهتمام البالغ بالإسلام وقضايا المسلمين في شتى أنحاء المعمورة، إلى جانب حرصها الدائم على تطبيق الشريعة الإسلامية في أعمالها وأفعالها وأحكامها كافة، وتحقيق الوسطية والعدل والتسامح وإشاعة المحبة والسلام بين الجميع، ونبذ الفرقة والتفرقة ومحاربة الفساد والإرهاب وإشاعة الحوار البناء بين جميع الأديان، بالإضافة إلى عملها المستمر لتوضيح سماحة الدين الإسلامي ومبادئه وما كفله من حقوق لجميع العباد.
وأشار الدكتور التركي إلى أن «الجديد في واقعنا أن بين ظهرانينا ومن أبنائنا من يقدم الأنموذج الأسوأ، الذي بحث عنه كثيرا الطاعنون في الإسلام حين كانوا يرمون الإسلام بأبشع التهم من غير أن يجدوا دليلا على دعواهم.
وأضاف أن ما أحدثه سفهاء الأحلام تكفلوا للطاعنين بما يريدون، وزادوهم ما لم يحلموا به بأفعالهم الرعناء واستطالتهم على دماء الناس، وما ارتكبوه من ترويع للآمنين وإرهاب للمسلمين وغيرهم، تحت راياتهم الموشحة زورا بشهادة التوحيد، وصيحاتهم بالتكبير والتهليل، الذي لا يجاوز تراقيهم، مشيرا إلى أن هذا الإفساد العريض يحدث باسم الإسلام وهو منه براء، مؤكدا أن الغيورين على الإسلام ومستقبله جادون في التصدي لهذه الحملة، التي ارتكبت الموبقات متسترة بلبوس الإسلام وراياته، وقد آن للعلماء والدعاة وأهل الرأي أن تكون لهم صولة ماضية البيان في التحذير من هذا البلاء والبراءة منه ووضع الحلول الناجعة في تخليص شباب الأمة من براثنه؛ بكشف عواره وتزييف دعواه وتقديم التصور الإسلامي الصحيح فيما يعرض هنا وهناك من مقولات وتصرفات لم تعد خافية على متابع.
وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وجه بعقد هذا المؤتمر عن «الإرهاب» برعايته، حيث أوكل - أيده الله - إلى رابطة العالم الإسلامي استنفار جهود المخلصين من العلماء والدعاة والمعنيين بالشأن الإسلامي حول العالم للتصدي لخطر هذه الظاهرة ووأدها قبل أن يتطاير شررها في المزيد من بلاد المسلمين.
وأفاد بأن المؤتمر سيناقش 6 محاور تتعلق بمفهوم الإرهاب من خلال الرؤية الشرعية وتعريف الإرهاب في المنظور الدولي واستخدام الدين مظلة للإرهاب (نماذج من الهندوسية، البوذية، اليهودية، المسيحية، الإسلام)، وكذلك الأسباب الدينية للإرهاب من حيث الجهل بمقاصد الشريعة وأحكامها والتعصب المذهبي والتحزب الطائفي، والخطأ في ضبط المفاهيم الشرعية (الجهاد، الولاء والبراء، التكفير، التأصيل والتنزيل)، وعدم تطبيق الشريعة الإسلامية، وضعف المؤسسات الدعوية، وواقع الخطاب الديني، وكذا الأسباب الاجتماعية والاقتصادية، من حيث تحديد المشكلات الاجتماعية (البطالة، الفقر والحرمان، عدم تكافؤ الفرص) وضعف التشريعات والقوانين في التعامل مع المستجدات، وبخاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان، وضعف الأسرة في التنشئة الاجتماعية السليمة، إلى جانب ضعف مؤسسات المجتمع المدني والفساد المالي والإداري، والأسباب التربوية والثقافية والإعلامية لمناقشة ضعف المناهج التعليمية في تقديم ثقافة متزنة، وضعف وسائل الإعلام في التوعية والتثقيف، والتطرف العلماني والليبرالي، إضافة إلى ضعف ثقافة الحوار وأدبياته، وعدم تأصيل ثقافة الاختلاف، علاوة على الإرهاب والمصالح الإقليمية والعالمية لطرح موضوعات التحيز غير العادل في قضايا المسلمين، وإثارة الطائفية والفتن بين أقطار العالم الإسلامي ومجتمعاته، واستغلال الإرهاب لمصالح إقليمية وعالمية وطائفية، كذلك مناقشة آثار الإرهاب وتشويه صورة الإسلام والمسلمين في مناهج التعليم والإعلام، وكثرة الفتن، والولوغ في الدماء المعصومة، وضعف الاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية وزيادة التوتر عالميا.
وأبان أن المؤتمر سيشهد أيضا عقد 6 ورش عمل تتناول تطبيق الشريعة والحكم الإسلامي الرشيد، والدولة في الرؤية الإسلامية المعاصرة، ومفهوم الجهاد في الشريعة الإسلامية (ضوابطه، أحكامه، آدابه)، وأفضل الوسائل لعلاج الإرهاب (برامج عملية لمكافحته)، وتجارب مكافحة الإرهاب (جهود المملكة العربية السعودية أنموذجا)، ودور الإعلام في مواجهة الإرهاب.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.