«حالة تأهب» إسرائيلية لمواجهة إمكان إلغاء الانتخابات الفلسطينية

دبابة إسرائيلية بساحة مقر المقاطعة في رام الله الأسبوع الماضي (وفا)
دبابة إسرائيلية بساحة مقر المقاطعة في رام الله الأسبوع الماضي (وفا)
TT

«حالة تأهب» إسرائيلية لمواجهة إمكان إلغاء الانتخابات الفلسطينية

دبابة إسرائيلية بساحة مقر المقاطعة في رام الله الأسبوع الماضي (وفا)
دبابة إسرائيلية بساحة مقر المقاطعة في رام الله الأسبوع الماضي (وفا)

كشفت مصادر أمنية في تل أبيب، أمس الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة لمواجهة «احتمال انفجار أمني في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، في حال إلغاء الانتخابات الفلسطينية»، وأن تنفيذ هذه الخطة سيبدأ في الأسبوع المقبل، بالإعلان عن «حالة تأهب مرتفعة».
وقالت المصادر إن هذه الخطة وضعت خلال مداولات أجراها الجيش بحضور ممثلي «جهاز المخابرات العامة (الشاباك)»، ثم صادق عليها رئيس أركان الجيش؛ أفيف كوخافي. وسادت قناعة لدى المسؤولين الإسرائيليين بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي رفض في الماضي سماع رأي إسرائيل حول هذه الانتخابات وتحذيرها من نتائجها، بات يدرك اليوم صحة التقديرات الإسرائيلية بأن إجراء الانتخابات سيؤدي إلى خسارة فادحة له ولحركته «فتح»، لحساب «حماس». وأن نتائج كهذه «ستفضي إلى فوضى عارمة في أراضي السلطة الفلسطينية، تهدد ما حققته منظمة التحرير الفلسطينية من إنجازات في مجال إنشاء مؤسسات الدولة العتيدة على طريق الاستقلال». ولذلك؛ يرون في تل أبيب أن أبو مازن «ينوي اتخاذ قرار بتأجيل الانتخابات، من خلال اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن ذلك، بدعوى أنها تمنع الانتخابات في القدس». واعتبروا أن «هذا الأمر سيفجر الأوضاع في المناطق الفلسطينية».
وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن مظاهرات ومواجهات ستندلع في الضفة، وسيجري إطلاق صواريخ من غزة. أما في القدس؛ فإن «الفلسطينيين بدأوا هذه الأحداث منذ أسابيع عدة، وهم يقيمون جبهة جديدة ومتفجرة، تتمثل حالياً في تنفيذ اعتداءات فردية على متدينين يهود وتوثيقها بأشرطة مصورة ونشر الفيديوهات على تطبيق (تيك توك) وغيره من الشبكات الاجتماعية».
وذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس الأربعاء، أن مسؤولين إسرائيليين حذروا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وغيره من قادة «فتح»، من خسارة الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها الشهر المقبل، وبأن لديهم تقديرات ودراسات ميدانية تؤكد أن أبو مازن سيخرج من هذه الانتخابات وأنه الخاسر الأكبر، «وسيسجل في تاريخ شعبه على أنه القائد الذي أوصل حركة (حماس) إلى السلطة، وهي ضربة ستواجه حركة (فتح) صعوبة في التعافي منها» على حد تعبير المصادر الأمنية، التي أشارت إلى أن كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية بدأوا في استكشاف إمكانية أن تنقذهم إسرائيل من هذا «الفخ»، من خلال أزمة متضخمة بشأن التصويت في مدينة القدس. وبينت الصحيفة العبرية أن حكومة إسرائيل اليمينية ستواجه صعوبة في الموافقة على السماح لمراكز الاقتراع بالعمل في القدس، رغم أن الناخبين المقدسيين شاركوا في 3 انتخابات، في الأعوام: 1996 و2005 و2006، في عهد رؤساء الوزراء السابقين: شيمعون بيريس وآرييل شارون وإيهود أولمرت. وأوضحت «هآرتس» أن رفض إسرائيل قد يعطي ذريعة لأبو مازن لإلغاء الانتخابات «على أساس أن إسرائيل تجعل العملية الديمقراطية العادلة مستحيلة، وأنه لا يستطيع استبعاد إخوته في القدس. لكن موقف إسرائيل من هذا الموضوع لا يزال غير واضح».
ونتيجة لذلك، قالت مصادر إسرائيلية إن «فرص قيام عباس بتأجيل الانتخابات، تزداد حتى من دون عذر إسرائيلي. وكلما اقتربت الانتخابات، يصبح تقبل التأجيل أصعب. ومن المرجح أن يكون الفلسطينيون أكثر غضباً بشأن إلغائها في اللحظة الأخيرة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.