مياه الصنبور أم المعبأة... أيهما أفضل للصحة؟

المياه الملوثة قد تسبب مشكلات صحية خطيرة للإنسان (رويترز)
المياه الملوثة قد تسبب مشكلات صحية خطيرة للإنسان (رويترز)
TT

مياه الصنبور أم المعبأة... أيهما أفضل للصحة؟

المياه الملوثة قد تسبب مشكلات صحية خطيرة للإنسان (رويترز)
المياه الملوثة قد تسبب مشكلات صحية خطيرة للإنسان (رويترز)

عندما تكون المياه نظيفة وآمنة، فإنها تعد أفضل شيء يمكن أن يشربه الإنسان. فهي جيدة لصحة الأسنان والجلد وتساعد على التحكم في الوزن وكذلك على القدرة على التفكير السليم.
لكن في حال تلوث مياه الشرب بالبكتيريا أو المعادن الثقيلة أو غيرها من المواد الضارة، فإنها قد تسبب مشكلات صحية خطيرة للإنسان من ضمنها تلف الدماغ والعقم والسرطان.
وفي دراسة نُشرت في مجلة «ساينتفك أميركان» العلمية، أجرى باحثون تابعون لجامعة «نورث وسترن» الأميركية اختبارات استمرت لسنوات على مياه الصنبور في عدد من الولايات الأميركية، ليجدوا أن أغلبها يحتوي على عناصر خطيرة من ضمنها الرصاص والنحاس والزرنيخ والفلورايد.
وأشار الباحثون إلى أن الكثير من الأطفال يتعرضون دون علم لأضرار مدى الحياة من سُمية هذه العناصر، خصوصاً الرصاص.
كما لفت فريق الدراسة إلى ما حدث في عام 2016 حين أعلن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، حالة الطوارئ في مدينة فلينت بولاية ميشيغان بعد تلوث المياه بالرصاص المتحلل من الأنابيب.
وأكدت الدراسة أن جودة المياه العالمية تعرضت للخطر بسبب مجموعة من الكوارث، من بينها البنية التحتية الفاشلة، والحرائق الهائلة، وتدفق مياه الصرف الصحي إلى البحار والأنهار، وزيادة استخدام المواد الكيميائية.
من جهة أخرى، أكد الباحثون أن المياه المعبأة ليست آمنة تماماً، حيث إن تغليفها البلاستيكي قد يتسبب في أمراض ومشكلات صحية أيضاً. فالجرعات الصغيرة من مادة البولي إيثيلين تيريفاثاليت التي تُصنع منها الزجاجات البلاستيكية قد تسبب الدوار وفتور النشاط الوظيفي، فيما قد تؤدي الجرعات الكبيرة منها إلى القيء والغثيان وربما السرطان.
وأشار الباحثون في دراستهم إلى ضرورة معرفة مدى جودة المياه قبل شربها لمعرفة ما إذا كانت بحاجة إلى الترشيح.
ونظراً لأن اختبارات سلامة المياه الحالية لا تزال غير متاحة لمعظم الناس، فإن الباحثين القائمين على الدراسة أكدوا أنهم يستهدفون جعلها متاحة وسهلة الاستخدام للجميع مثل اختبارات الحمل، بحيث يمكن نشرها بسهولة في المنازل ومراكز الرعاية والمدارس.
ويعمل الباحثون على تطوير نوع من اختبارات سلامة مياه الشرب يكون سريعاً ورخيصاً ودقيقاً.
وقالت سيرا يونغ، المؤلفة الرئيسية للدراسة: «القصد من ذلك هو تطوير اختبار يمكن لغير العلماء استخدامه بسهولة؛ ويكون بسعر معقول ويعطي نتائج في غضون ساعة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها».
إلا أن يونغ أشارت إلى أن تطوير هذا الاختبار سيستغرق وقتاً طويلاً، مؤكدة أنه «لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان أن تكون الاختبارات سهلة الاستخدام إلى أقصى حد».


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.