استئناف الطيران بين القاهرة وطرابلس... وفتح السفارة المصرية قريبا

مؤتمر صحافي مشترك لرئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة (يمين) ونظيره المصري مصطفى مدبولي (أ.ف.ب)
مؤتمر صحافي مشترك لرئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة (يمين) ونظيره المصري مصطفى مدبولي (أ.ف.ب)
TT

استئناف الطيران بين القاهرة وطرابلس... وفتح السفارة المصرية قريبا

مؤتمر صحافي مشترك لرئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة (يمين) ونظيره المصري مصطفى مدبولي (أ.ف.ب)
مؤتمر صحافي مشترك لرئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة (يمين) ونظيره المصري مصطفى مدبولي (أ.ف.ب)

أجرى مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، اليوم الثلاثاء، محادثات مع نظيره الليبي عبد الحميد دبيبة في العاصمة طرابلس خلال أول زيارة لمسؤول مصري على هذا المستوى منذ تولي الحكومة الانتقالية الليبية مهامها.
ووقع الجانبان بهذه المناسبة عدداً من مذكرات التفاهم لا سيما في مجالات الطاقة والبنى التحتية والاتصالات. وشملت المباحثات الإعداد لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين.
وصل مدبولي على رأس وفد رفيع المستوى ضم 11 وزيراً إلى العاصمة طرابلس في زيارة تعكس حالة التقارب التي تبنتها القاهرة خلال الأشهر الأخيرة وتهدف إلى الجلوس على طاولة الحوار مع مختلف الأطراف الليبية خاصة في غرب البلاد، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وعقب اختيار سلطة سياسية جديدة في ليبيا في فبراير (شباط) الماضي، سارعت القاهرة لاستضافة عبد الحميد دبيبة رئيس الحكومة الليبية الجديدة بعد أن أعلنت نيتها التعاون مع السلطات الجديدة في طرابلس.
وقال رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة إن الرحلات الجوية بين مطاري طرابلس والقاهرة ستستأنف، غداً الأربعاء، بعد تعليقها لأكثر من ست سنوات، كما سيعاد فتح السفارة المصرية قريباً.
وقال دبيبة في مؤتمر صحافي في طرابلس (الثلاثاء) مع مدبولي: «نبشركم أنه تم الاتفاق مع الجانب المصري من غد الطائرات الليبية سوف تحط في مطار القاهرة الدولي».
وكانت مصر قد أغلقت سفارتها وأوقفت الرحلات الجوية في 2014 مع احتدام الصراع في ليبيا.
وقال رئيس الوزراء الليبي: «إن شاء الله بعد العيد سيتم فتح السفارة والقنصلية».
ويُنتظر من السلطة السياسية الجديدة المتمثلة بالحكومة التي يرأسها دبيبة ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي اللذين عينهما الأفرقاء الليبيون برعاية أممية بجنيف في الخامس من فبراير (شباط) الماضي، إنهاء الانقسام السياسي والإشراف على المرحلة الانتقالية إلى حين حلول موعد الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر (كانون الأول).



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.