«عرب نيوز» ومعهد مبادرة مستقبل الاستثمار تسلطان الضوء على سبل تعزيز صناعة الإعلام الإقليمية

برنامج مشترك يستمر عاماً ويهدف إلى إنتاج البحوث وحلقات النقاش حول مستقبل الإعلام في المنطقة

فيصل عباس ر ئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز"
فيصل عباس ر ئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز"
TT

«عرب نيوز» ومعهد مبادرة مستقبل الاستثمار تسلطان الضوء على سبل تعزيز صناعة الإعلام الإقليمية

فيصل عباس ر ئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز"
فيصل عباس ر ئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز"

أعلنت صحيفة «عرب نيوز»، الصحيفة اليومية الرائدة باللغة الإنجليزية في الشرق الأوسط، عن اتفاق تعاون مع معهد مبادرة مستقبل الاستثمار، ومقره العاصمة السعودية الرياض، وذلك بهدف تسليط الضوء على مستقبل صناعة الإعلام في المنطقة.
وسيتعاون الطرفان في إطار هذه الاتفاقية، التي تعلن اليوم تزامناً مع الذكرى السادسة والأربعين لإنشاء الصحيفة، على امتداد عام كامل في إنتاج سلسلة من حلقات نقاش يديرها خبراء، وإصدار دراسات وتقارير وتوصيات حول كيفية صمود هذا القطاع في مواجهة تحديات التحول الرقمي، وكيف يمكنه أن ينتج نماذج مستدامة للمستقبل.
من جهته، شدد فيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز» على أن وسائل الإعلام التقليدية تأثرت خلال العقدين الماضيين تأثراً كبيراً بالتطور السريع للتكنولوجيا، مشيراً إلى أن بروز عمالقة التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي أدى إلى إيجاد بيئة تنافسية غير متكافئة، مما حد من قدرة العديد من وسائل الإعلام التقليدية على الحصول على نموذج نمو مستدام، سواء أكان ذلك من خلال الإعلانات أو نماذج الاشتراك.
وأضاف: «كان للتكنولوجيا تأثير إيجابي على العديد من الشركات الجديدة ومنشئي المحتوى الفردي - المؤثرين؛ غير أن ذلك ترك المؤسسات الإعلامية الراسخة والموثوقة غير قادرة على تحمل تكاليف العملية المكلفة لإنتاج الأخبار ذات المصداقية وتحريرها ونشرها. كما سهلت على الكيانات الأخرى الاستفادة بشكل غير قانوني من حقوق نسخ هذه المنظمات، والتعدي عليها».
 وفي إطار الشراكة بين «عرب نيوز» ومعهد مبادرة مستقبل الاستثمار، ستتم مناقشة بشكل معمق التأثير الأكبر للتكنولوجيا على النماذج الاقتصادية للشركات الإعلامية. كما ستغطي مواضيع مثل التأثير السلبي لمنصات التواصل الاجتماعي على قضايا مثل انتشار الأخبار المزيفة، وزيادة خطاب الكراهية وفقدان الخصوصية الشخصية.
من جانبه، قال ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار إنه «كجزء من التزام معهد مبادرة مستقبل الاستثمار بتمكين ألمع الأفكار في العالم من أن تحقق الاستدامة وتوسع نطاقها، يسعدنا أن ندخل في هذه الشراكة مع صحيفة (عرب نيوز) لسبر أغوار صناعة الإعلام وإيجاد حلول لمساعدة هذا القطاع على التطور وحل قضايا التحول الرقمي».
وأضاف: «من هنا، فإننا ندعو جميع الجهات الفاعلة الرئيسية، من وسائل إعلام تقليدية وشركات تكنولوجيا ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الإعلان والمسؤولين الحكوميين، إلى المشاركة في المناقشات وفقاً لجدول الأعمال الذي سيستمر لمدة عام والذي ستتم إماطة اللثام عنه قريباً. ومن خلال إشراك أصحاب المصلحة المعنيين، ملؤنا ثقة بأنه بوسع معهدنا، يداً بيد مع (عرب نيوز)، أن يساعد في تقريب وجهات النظر وتحديد القضايا الدقيقة على أمل التوصل إلى حلول مبتكرة لها جميعاً».
وستكون أول المخرجات التي ستتمخض عن هذا التعاون هو تقرير صادر عن وحدة البحوث والدراسات التابعة لصحيفة «عرب نيوز» التي تتخذ من لندن مقراً لها. وسيتناول التقرير، الذي سيُنشر في مايو (أيار) تحت عنوان «أسطورة التحول الرقمي»، تفاصيل المشاكل التقنية التي تواجه صناعة الإعلام من منظور تجاري وما هو تأثيرها على مختلف المستويات والأصعدة.
بينما يمكن الاطلاع على التقرير فور جهوزه على موقعي «عرب نيوز» ومعهد مبادرة مستقبل الاستثمار الإلكترونيين، على أن تُعقد حلقة نقاش بعد إصداره لتسليط الضوء على النتائج التي تم التوصل إليها.



صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين

المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
TT

صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين

المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)

خلال إحدى حفلاته الأخيرة في بيروت، فوجئ المغنّي السوري «الشامي» بأحد الحاضرين الذي صعد إلى المسرح ووجّه إليه حركة نابية، بعد أن رفض الفنان الشاب ارتداء الكوفيّة نزولاً عند رغبة المعجب. أثارت تلك الحادثة الاستغراب، فبعد أن كان المعجبون يقتحمون خشبات المسارح لاستراق قبلة أو صورة مع مطربيهم المفضّلين، ها هم يحطّمون الحواجز الأخلاقية بينهم وبين الفنان.

لكن إذا كانت تلك التصرّفات العدائية من قبل المعجبين تجاه الفنانين طارئة على العالم العربي، فهي تُعد سلوكاً رائجاً في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا منذ عام 2021، وتحديداً بعد عودة الحفلات الموسيقية عقب جائحة «كورونا».

تعرَّض المغني الشامي قبل أسابيع لحركة نابية من معجب اقتحم المسرح (إنستغرام)

هاتف وسِوار على وجهَي ريكسا وأيليش

قبل أسابيع، وخلال حفلٍ لها في أريزونا، التقطت عدسات الكاميرا الفنانة الأميركية الشابة بيلي أيليش وهي تتلقّى سواراً على وجهها. بدت أيليش ممتعضة من هذا التصرّف الذي قام به أحد الحاضرين، فما كان منها إلا أن رمت السوار جانباً. أيليش، محبوبة الجيل الصاعد، معتادة على مواقف كهذا؛ في عام 2019 جرى تطويقها من قبل مجموعة من المعجبين؛ حيث حاول أحدهم خنقها بينما سرق آخر خاتمها.

قبل أيليش، تعرَّض عدد كبير من الفنانين لاعتداءات بأغراضٍ من العيار الثقيل، وأكثر أذى من مجرّد سوار. كان على المغنية بيبي ريكسا التوجّه من حفلها في نيويورك إلى المستشفى مباشرة، بعد أن رماها شخصٌ من بين الحضور بهاتفه على وجهها. وفي وقتٍ ظهرت ريكسا بعد الإصابة مجروحة الحاجب، جرى توقيف المعتدي الذي قال إنه تصرّف على هذا النحو آملاً في أن تلتقط الفنانة صوراً بهاتفه.

دجاج مقلي ومشروبات ورماد موتى

من بين الحوادث الصادمة، الصفعة التي تلقّتها المغنّية آفا ماكس من شخصٍ صعد إلى المسرح، بينما كانت تؤدّي أغنية خلال حفل لها في لوس أنجليس. أما المغنّي هاري ستايلز فكانت حصّته من هذه الظاهرة المستجدة قطعة دجاج مقلي أصابت عينه خلال إحدى حفلاته.

إلى جانب الهواتف التي نال مغنّي الراب دريك نصيبه منها كذلك خلال حفل في شيكاغو عام 2023، غالباً ما يلجأ الحضور إلى رمي الفنانين بالدّمى، وقطع الملابس، والمأكولات، والمشروبات. هذا ما حصل مع المغنية كاردي بي التي وجّه إليها أحد حاضري حفلها في لوس أنجليس كوباً من المشروب، فما كان منها سوى أن رمته بالميكروفون. إلا أن صدمة المغنية بينك كانت الأكبر من بين زملائها، فخلال إحيائها حفلاً في لندن، قام فردٌ من الحضور بنَثر رماد والدته المتوفّاة على المسرح!

مغنية الراب كاردي بي تضرب معجباً بالميكروفون بعد أن رماها بالمشروب (يوتيوب)

إن لم يتطوّر الأمر إلى رمي الفنان بأداة ما، غالباً ما يلجأ الحاضرون مفتعلو المشكلات إلى حِيَل أخرى، كتصويب فلاشات الكاميرا إلى وجه المغنّي بهدف إزعاجه، أو كالصراخ والسعي إلى الانخراط في محادثة معه.

في المقابل، يلوم بعض متابعي هذا المشهد المستجدّ الفنانين أنفسهم، على اعتبار أنّ بعضهم يعمد إلى رمي الجمهور بأغراض خاصة به، مثل القبعات والملابس والنظارات، ما دفع بالحضور إلى اكتساب تلك العادة والقيام بالمثل.

يلجأ بعض حضور الحفلات إلى إزعاج المغنِّين بالصراخ أو بفلاشات الكاميرات (رويترز)

لماذا يعنّف الجمهور الفنانين؟

* كورونا وعزلة الحَجْر

إذا كان الجمهور في الماضي يرمي الفنان بالبيض أو الطماطم في حال لم يعجبه الأداء، فإنّ وسائل التعبير وأسباب الامتعاض تبدّلت كثيراً على أيادي «الجيل زد». يعزو خبراء العروض الموسيقية وعلماء النفس والاجتماع تفاقم تلك الظاهرة في السنوات الأخيرة، إلى الحجْر الذي فرضته جائحة «كورونا». بسبب العزلة وتوقّف العروض الترفيهية المباشرة، نسي بعض الناس لياقة التصرّف وأدبيّات السلوك خلال الحفلات، ولا سيما منهم الجيل الصاعد.

* أوهام السوشيال ميديا وأرقامُها

السبب الثاني الذي جعل المعجب يرفع الكلفة مع الفنان، ويعد نفسه متساوياً معه محطّماً الحواجز كلها، هي وسائل التواصل الاجتماعي التي أوهمت الجمهور بأنّ الفنان صديق له، وبأنّ ما بينهما معرفة ومشاعر حقيقية وليست افتراضية. يظنّ المعجبون أنهم بمتابعتهم للفنان، وبمعرفتهم أموراً كثيرة عنه، قد كسروا جدار البروتوكول، ونالوا اهتمام الشخصية المشهورة.

تتحمّل «السوشيال ميديا» كذلك مسؤولية تحويل الحفلات الموسيقية إلى عروضٍ من العنف ضد الفنان، بسبب هوَس الجيل الصاعد بمفهوم «التريند» وتجميع المشاهدات، ولا سيما على «تيك توك». يسعى الحاضرون إلى افتعال تلك المواقف النافرة بهدف أن يصيروا جزءاً من العرض، وأن ينشروا بالتالي فيديوهات لتلك اللحظات الغريبة على أمل أن تنال الرواج على المنصة، فيدخلون بدَورهم نادي المشاهير، ولو لأيام قليلة.

* حقدٌ ماليّ

من بين الأسباب التي حوّلت حفلات أشهر الفنانين إلى عروض من العنف، أسعار البطاقات التي قد تكون خيالية في بعض الأحيان. يلجأ الحاضرون إلى التعبير عن امتعاضهم من الغلاء، بأن ينتقموا على طريقتهم من الفنان. وما يزيد الأمر سوءاً ويستفزّ البعض، ظهور الفنانين أمام الناس وهم يرتدون الملابس والحلي ذات الأثمان الباهظة والماركات العالمية.

يترافق ذلك وقناعة لدى أفراد الجمهور الذين يقومون بأعمال نافرة، بأنّ عشقَهم للشخصية المشهورة يبرر العنف ضدّها إن لم تبادلهم الاهتمام؛ خصوصاً إذا أنفقوا الكثير من أموالهم لشراء بطاقات الحفل. فبعض الجمهور يذهب في إعجابه إلى حدّ اعتبار أنّ أي شيء مبرّر من أجل الحصول على لفتة انتباه أو نظرة من الفنان، حتى وإن اضطرّه ذلك إلى افتعال مشكلة أو ضرب المغنّي بأداة حادّة!

يعد بعض جمهور الحفلات كل التصرفات مبررة من أجل لفت انتباه الفنان (رويترز)

أدبيات سلوك الحفلات

من ليدي غاغا، إلى دوا ليبا، مروراً بجاستن بيبر، وكولدبلاي، وليس انتهاءً بمايلي سايرس وتايلور سويفت؛ لم ينجُ أحد من اعتداءات الجمهور الغريبة. فرض ذلك اتّخاذ مواقف من قبل الفنانين تجاه ما يحصل، فخلال إحدى حفلاتها في لوس أنجليس رفعت المغنية البريطانية أديل الصوت قائلة: «هل لاحظتم كم نسي الناس أخلاقيات الحفلات؟ إذا تجرّأ أحد على أن يرميني بغرض ما، فسأقتله».

أما رابطة معجبي تايلور سويفت، فقد ابتكرت دليلاً لأدبيّات السلوك في الحفلات، خوفاً على محبوبتهم من التعدّيات. مع العلم بأنّ المغنية الأميركية الشابة كانت قد نالت نصيبها من تلك التصرفات، وقد عاشت إحدى أكثر اللحظات غرابة، عندما هجم أحد المعجبين باتّجاه المسرح، وحاول التقاط قدمِها بينما كانت تغنّي، قبل أن يلقي عناصر الأمن القبض عليه.