السجن 10 سنوات لقيادي في أول حكم ضد أحد رموز نظام البشير

وزيرة خارجية السودان تبحث مع مسؤول بولندي شطب الديون

عمر البشير خلال محاكمته في فبراير الماضي (غيتي)
عمر البشير خلال محاكمته في فبراير الماضي (غيتي)
TT

السجن 10 سنوات لقيادي في أول حكم ضد أحد رموز نظام البشير

عمر البشير خلال محاكمته في فبراير الماضي (غيتي)
عمر البشير خلال محاكمته في فبراير الماضي (غيتي)

قضت محكمة سودانية بسجن القيادي الإسلامي ورجل الأعمال، عبد الباسط حمزة، لمدة عشر سنوات، بعد أن أدانته بتهم تتعلق بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، والتعامل بالنقد الأجنبي، والثراء الحرام والمشبوه.
وحسب عريضة الاتهام، يعد حمزة، الذي أدين أمس، أحد قادة الإسلاميين السودانيين الأمنيين، ويعمل تحت لافتة «رجل أعمال مستقل»، ويستثمر الأموال المنهوبة من المال العام لصالح الحركة الإسلامية (الاسم السوداني للإخوان المسلمين)، وتقدر ثروته بمليارات الدولارات.
وأدانت محكمة جنايات بحري وسط، برئاسة القاضي عبد المنعم عبد اللطيف، أمس، عبد الباسط حمزة بمخالفته لقانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال، وقانون تنظيم التعامل بالنقد الأجنبي، والثراء الحرام، والقانون الجنائي والإدلاء بمعلومات كاذبة. وقضت بسجنه عشر سنوات مع غرامة مالية، وفي حالة عدم الدفع، تُضاف للحكم تسعة أشهر إضافية، على أن تسري العقوبات بالتتابع.
وقالت النيابة العامة، التي مثلت الاتهام في القضية، إن المحكمة أدانت حمزة تحت مواد من قانون مكافحة الثراء الحرام لسنة 1989، وأوقعت عليه عقوبة السجن 5 سنوات، وأدانته تحت المادة 35 من قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وقضت عليه بالسجن 5 سنوات أيضاً، وبمخالفة المادة 9 من قانون الثراء الحرام والمشبوه، وقضت بغرامة مالية، وفي حالة عدم الدفع تنضاف للحكم ستة أشهر، وأيضا بالمادتين (5 و9) من قانون تنظيم التعامل بالنقد الأجنبي بالغرامة المالية، وفي حالة عدم الدفع يسجن 3 أشهر إضافية.
وبخصوص مصادرة الأموال، التي استردتها لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (حزيران)، رأت المحكمة أن استردادها من قبل اللجنة تم بموجب قانون سارٍ، ما يقنن مصادرتها، وتقدر قيمتها بمليارات الدولارات، وملايين الأفدنة من الأراضي والعقارات والأسهم.
ونقلت تقارير سابقة عن عضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (نظام البشير)، صلاح مناع، أن حمزة كان يعمل ضمن ما سُمّي «خلية الحركة الإسلامية في الجيش السوداني»، وأنه استغل نفوذه للسيطرة على أكثر من ملياري دولار أميركي.
كما أوضح مناع أن حمزة تمكن أثناء شغله منصب رئيس مجلس إدارة الشركة السودانية للهاتف السيار (موبتيل)، من السيطرة على قطاع الاتصالات في البلاد، قبل أن يسهم في بيعها لمستثمرين أجانب بثمن بخس لا يتجاوز 10 في المائة من قيمتها الحقيقية، ثم استثمر أموالاً عامة في دول أفريقية لم يجنِ منها السودان شيئاً.
وجمّدت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الأموال ومحاسبة الفساد، حسابات حمزة، وأفراد أسرته في المصارف والبنوك السودانية، منذ أبريل (نيسان) 2020، واستردت أسهما باسمه وشركاته المتعددة، بما فيها شركة «إم. زد. كي» المالكة لفندق «السلام روتانا»، و«مول عفرا»، و75 ألف متر مربع استولى عليها حمزة، وشيّد عليها المول والفندق الضخم وسط الخرطوم، و5 أراضٍ مملوكة لشركة تبلغ مساحتها أكثر من 14 مليون متر مربع، وقطع أراضٍ أخرى مساحتها أكثر من مليون فدان في الولاية الشمالية.
واستردت اللجنة لصالح وزارة المالية السودانية أكثر من 30 مليون سهم، تخص حمزة وشركاته المتعددة، بما في ذلك أسهمه في شركة «إم. تي. إن سودان»، وهي إحدى الشركات المشغلة للهاتف السيار في البلاد.
وتعد محاكمة حمزة هي القضية الثانية، التي تصدر فيها أحكام بالسجن على رموز الإسلاميين، بعد الحكم على الرئيس المعزول عمر البشير في ديسمبر (كانون الأول) 2019 بالسجن عامين، ومصادرة أمواله، بعد إدانته في تهم الفساد والثراء الحرام، والتعامل بالنقد الأجنبي، وغسل الأموال.
في غضون ذلك، استقبلت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، أمس، جاكوب جوفوشيفسكي، مستشار الشؤون الأمنية بمكتب رئيس الوزراء البولندي.
ووفقاً لبيان للخارجية السودانية، فقد استعرض اللقاء أوجه التعاون المشترك بين السودان وبولندا في مجالات الزراعة والطاقة والتعدين والطاقة المتجددة.
وأوضحت الوزيرة أن السودان يبحث عن شراكات حقيقية، خصوصاً بعد خروجه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأعربت عن تطلعها إلى مشاركة بولندا في مؤتمر باريس المزمع منتصف في مايو (أيار) المقبل، الذي يعد فرصة سانحة لتقديم السودان للعالم بصورة جديدة. مشيرة إلى تطلعها إلى شطب الديون التي تعطل تقدم السودان اقتصادياً.
من جهته، أكد المسؤول البولندي على متانة العلاقات السودانية - البولندية، وشدد على استعداد بلاده لشطب ديونها على السودان، وفق المقترحات المقدمة منها في الشأن.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.