تركيا: تحذير من انتشار كبير للفيروس بين الشباب

رخصت لإنتاج لقاح «سبوتنيك» الروسي محلياً

بلدية أنقرة تستخدم الرسومات للتوعية بضرورة لبس الكمامات (أ.ف.ب)
بلدية أنقرة تستخدم الرسومات للتوعية بضرورة لبس الكمامات (أ.ف.ب)
TT

تركيا: تحذير من انتشار كبير للفيروس بين الشباب

بلدية أنقرة تستخدم الرسومات للتوعية بضرورة لبس الكمامات (أ.ف.ب)
بلدية أنقرة تستخدم الرسومات للتوعية بضرورة لبس الكمامات (أ.ف.ب)

حذر أطباء أتراك من أن الوضع في البلاد ينذر بخطر شديد مع سرعة تفشي فيروس كورونا، بمعدل إصابات يومي يبلغ في المتوسط 60 ألف حالة، وتسارع الانتشار في أوساط فئات العمر الأصغر. في الوقت الذي حصلت فيه تركيا على ترخيص لإنتاج لقاح «سبوتنيك في» الروسي محلياً.
وقال رئيس الجمعية الطبية التركية للرعاية المركزية، البروفسور إسماعيل شانال، إن الموجة الجديدة لانتشار الفيروس في البلاد ليست كالتي شهدناها من قبل، وإن هناك انتشاراً سريعاً ينذر بخطر كبير، حيث بدأ يتصاعد تسجيل حالات الإصابة بين الشباب في الفئة العمرية بين 38 و45 عاماً، كما أن الوضع ينذر بالخطر بالنسبة لوحدات الرعاية المركزة في المستشفيات.
وأضاف شانال أن الوضع أصبح أخطر بكثير عن ذي قبل، لأننا نواجه سلالات متحورة من الفيروس، لافتاً إلى أنه بدأ إدخال المرضى الأصغر سناً إلى الرعاية المركزة في المستشفيات، وهناك مرضى تتراوح أعمارهم بين 38 و45 عاماً، كما ارتفع عدد المرضى في حالة حرجة خلال الأسابيع الستة الأخيرة. وتابع المسؤول الطبي التركي أن متوسط أعمار الأشخاص الذين عولجوا في وحدات الرعاية المركزة انخفض إلى حوالي 60 بدلاً من 78 بسبب التطعيمات.
وشدد شانال على خطورة الوضع الراهن، قائلاً إنه في الموجة الأولى من التفشي عندما كانت حالات الإصابة بالفيروس نحو 13 ألف حالة يومياً، كان هناك أقل من 2000 مريض في وحدات الرعاية المركزة، ومع ارتفاع عدد الإصابات إلى أكثر من 33 ألف حالة في الموجة الثانية، ارتفع عدد المرضى في وحدات الرعاية المركزة إلى حوالي 6000، لكن الوضع الآن مختلف، وأجراس الإنذار تدق خلال الأسبوعين الماضيين، مضيفاً: «هذه أوقات صعبة للغاية بالنسبة للعاملين بالقطاع الصحي».
ولفت إلى أن القيود الجديدة التي فرضتها الحكومة الأسبوع الماضي لم يظهر أنها ستكون كافية للمساعدة في خفض عدد حالات الإصابة، موضحاً أن وحدات العناية المركزة في مستشفيات إسطنبول، بشكل خاص، مكتظة، ومعدل الإشغال فيها «مرتفع للغاية»، داعياً المستشفيات الخاصة إلى تقديم المزيد من الدعم كما فعلت في الموجتين السابقتين من تفشي المرض.
وأظهرت أحدث بيانات معدل الإصابة الأسبوعية للفترة من 10 إلى 16 أبريل (نيسان) الحالي أن عدد حالات الإصابة في إسطنبول ارتفع إلى 920 لكل 100 ألف شخص من 805 حالات في الأسبوع السابق عليه. وشهدت أنقرة زيادة المعدل إلى 534 حالة لكل 100 ألف من 419 حالة في الأسبوع السابق، وارتفع المعدل في إزمير، ثالث أكبر مدن البلاد، إلى 352 حالة لكل 100 ألف شخص، مقابل 304 حالات في الأسبوع السابق.
وأعلنت وزارة الصحة أن عمليات التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا تجاوزت 20 مليون جرعة في أنحاء البلاد. وقالت الوزارة إن إجمالي التطعيم بالجرعتين الأولى والثانية تجاوز 20 مليوناً حتى صباح أمس (الاثنين)، وبلغ عدد المتلقين للجرعة الأولى 12 مليوناً و207 آلاف و83 شخصاً، والجرعة الثانية 7 ملايين و793 ألفاً و292 شخصاً، فيما تجاوز عدد الجرعات التي حصلت عليها تركيا من لقاح «سينوفاك» الصيني 26 مليوناً، وسط ترقب بوصول 30 مليون جرعة من لقاح «فايزر - بيونتيك» الألماني الأميركي في يونيو (حزيران) المقبل. وأضافت أن تركيا أتمت تجارب المرحلة الثانية على لقاح محلي ضد «كورونا»، ومن المخطط أن تنتقل الدراسات للمرحلة الثالثة خلال أسابيع.
وحتى مساء الأحد، سجلت تركيا ما يزيد عن 4 ملايين و268 ألف إصابة بـ«كورونا»، بينها قرابة 36 ألف حالة وفاة، وأكثر من 3 ملايين و687 حالة شفاء. في غضون ذلك، أفاد عضو المجلس العلمي لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، أفشين إمره كايبماز، بأنه تم الترخيص بإنتاج اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا «سبوتنيك» في تركيا. وقال كايبماز، في تصريح أمس، «تمت في تركيا تجارب السموم الخاصة بلقاح «سبوتنيك في»، وحصلت الشركة التي قدمت الطلب على ترخيص الإنتاج. وسعر اللقاح الروسي في تركيا سيكون 10 دولارات تقريباً.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».