داخلية مصر: مقتل 3 «متورطين» بتصفية مواطن مسيحي في سيناء

الكنيسة نعت الضحية وقالت إنه «اختطف» منذ 5 أشهر

TT

داخلية مصر: مقتل 3 «متورطين» بتصفية مواطن مسيحي في سيناء

قالت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، أمس، إن أجهزتها الأمنية تمكنت من «تصفية 3 عناصر (إرهابية)؛ لتورطهم في حادث مقتل المواطن نبيل حبشي (مسيحي الديانة) بمنطقة (الأبطال) بشمال سيناء، واضطلاعهم بالإعداد والتخطيط لتنفيذ عدد من العمليات العدائية تستهدف المواطنين الأقباط وممتلكاتهم ودور عبادتهم وارتكازات القوات المسلحة والشرطة».
كانت حسابات داعمة لتنظيم «داعش»، نشرت وروجت، مساء أول من أمس، مقطع فيديو يتضمن عملية قتل لثلاثة أشخاص، وقال معدو المقطع إن من بينهم «حبشي» واثنين آخرين من قبيلة محلية.
وأفاد البيان بأن «‏معلومات توافرت لقطاع (الأمن الوطني) بشأن وجود مجموعة من العناصر الإرهابية، وتم ‏التعامل الفوري مع تلك المعلومات، التي أسفرت نتائج الرصد عن تحرك ثلاثة من تلك الخلية شديدة الخطورة بمنطقة (الأبطال بشمال سيناء) ‏بواسطة سيارة ربع نقل ‏بهدف إعداد وارتكاب عملية عدائية، حيث أمكن ‏إحكام الحصار عليهم بتلك المنطقة بمعرفة القوة (الأمنية)».
ووفق الداخلية المصرية، فإنه «بمجرد استشعارهم (المشتبه بهم بملاحقة قوات الأمن) قاموا بإطلاق النيران بكثافة تجاه القوات، وبالتعامل معهم أسفر عن مصرعهم وانفجار حزام ناسف كان يرتديه أحدهم، وعثر بحوزتهم على ثلاثة أسلحة آلية، وحزام ناسف، وقنبلة يدوية، وكمية من الطلقات الآلية».
وحددت الداخلية أسماء اثنين (من بين ثلاثة) من العناصر (الإرهابية) التي لقيت مصرعها، وقالت إن أولهما «أحد أخطر العناصر الإرهابية، وتولى الإعداد والتخطيط والتنفيذ للعديد من الحوادث الإرهابية التي شهدتها محافظة شمال سيناء، كما تولى مسؤولية توفير الدعم اللوجيستي للعناصر الإرهابية»، موضحة أن «الثاني متورط في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية ومن المعاونين للأول في توفير الدعم اللوجيستي».
كما نشرت «الداخلية المصرية» أسماء ثلاثة أشخاص آخرين، قالت إنهم «باقي عناصر (الخلية الإرهابية المتورطة) في حادث مقتل المواطن (حبشي)».
وشددت الداخلية المصرية على أنها «تواصل جهودها في تتبع وملاحقة العناصر المتورطة في تنفيذ ‏بعض العمليات الإرهابية التي تستهدف عناصر القوات المسلحة والشرطة ومقدرات الدولة، وتسعى ‏لتصعيد مخططاتها الرامية لزعزعة الاستقرار الأمني بالبلاد».
بدورها نعت الكنيسة الأرثوذوكسية الضحية، وقدمت التعازي لأسرته، ووصفته بـ«ابنها البار»، وأفادت في بيان بأن حبشي «اختطفته عناصر تكفيرية بشمال سيناء منذ خمسة أشهر».
وأكدت الكنيسة على «وقوفها متضامنة مع كل مجهودات الدولة المصرية في دحض أعمال الإرهاب البغيضة»، مضيفة أن تلك الأعمال «ستزيدنا عزماً وإصراراً على الحفاظ على وحدتنا الوطنية الغالية، وفي ذلك نحيي أبطال القوات المسلحة والشرطة المصرية».



فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.