مشرّعون في الكونغرس يدفعون نحو مناهج فلسطينية جديدة

فصل دراسي في مدرسة للأونروا بالضفة بعد عودة الدراسة الأسبوع الماضي (رويترز)
فصل دراسي في مدرسة للأونروا بالضفة بعد عودة الدراسة الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

مشرّعون في الكونغرس يدفعون نحو مناهج فلسطينية جديدة

فصل دراسي في مدرسة للأونروا بالضفة بعد عودة الدراسة الأسبوع الماضي (رويترز)
فصل دراسي في مدرسة للأونروا بالضفة بعد عودة الدراسة الأسبوع الماضي (رويترز)

قالت صحيفة إسرائيلية إن مجموعة من المشرعين في الكونغرس الأميركي يدفعون باتجاه مشروع يضع منهجاً تدريسياً جديداً للفلسطينيين.
وجاء في تقرير نشرته «يديعوت أحرنوت»، أن مجموعة من المشرعين الأميركيين في الكونغرس، يعملون على تغيير المنهج التعليمي الفلسطيني الذي يتم تدريسه في المدارس الحكومية ومدارس وكالة الأمم المتحدة «أونروا».
وادّعت الصحيفة أن المنهج الفلسطيني التعليمي يحتوي ويضم مواد تدريسية «معادية للسامية» وأخرى «تحريضية»، وهي تهمة ينفيها الفلسطينيون الذين يقولون إن التحريض على الفلسطينيين والعرب، موجود في المناهج الإسرائيلية وفي وسائل الإعلام كذلك.
وهذه ليست المحاولة الأولى من قبل المشرعين الذين دفعوا مشروع القانون في نهاية فترة ولاية الكونغرس السابق، وأعادوا تقديمه مرة أخرى، قبل أسبوعين، استناداً إلى دراسات مراكز متخصصة لإظهار «التحريض». وأكدت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، أن تلك الخطوة تأتي على خلفية إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، استئناف تمويل المساعدات الإنسانية للأونروا، والسلطة الفلسطينية، وأن تلك الخطوة جزء من مشروع قانون يهدف إلى تعزيز «السلام والتسامح» من خلال منهج فلسطيني تعليمي جديد.
وادّعت الصحيفة أن المشرعين الأميركيين، يعتمدون في دراستهم الجديدة على وجود حذف فلسطيني متعمد من المناهج، لمواد متعلقة بعملية السلام مع إسرائيل عبر التاريخ، مثل «خريطة الطريق»، واتفاقية «واي»، حتى اتفاقية السلام مع الأردن، في مقابل التشجيع على «معاداة السامية» و«الإرهاب والعنف والشيطنة والتحريض ضد إسرائيل واليهود» على حد تعبير الصحيفة.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية، قد أعلنت، في وقت قريب، استئناف تقديم مساعداتها الاقتصادية والتنموية والإنسانية للشعب الفلسطيني. ونشرت السفارة الأميركية في القاهرة بياناً على صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، أكدت من خلاله أن الإدارة الأميركية تخطط بالتعاون مع الكونغرس، لاستئناف تقديم المساعدات الاقتصادية والإنمائية للفلسطينيين، بقيمة 75 مليون دولار، في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويضاف إلى هذه الأرقام 10 ملايين دولار لبرامج بناء السلام، من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، و150 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
يأتي هذا التمويل بالإضافة إلى 15 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لمواجهة أزمة كورونا وانعدام الأمن الغذائي، التي أعلنت عنها الولايات المتحدة في مارس (آذار) الماضي.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.