السعودية: مستوى الثقة في القطاع الخاص يعزز وفرة الفرص الوظيفية

مدعوماً بتواصل عمليات التلقيح والجهود الحكومية لتوطين الأنشطة في سوق العمل

تنامي الثقة في القطاع الخاص السعودي يزيد فرص العمل العام الحالي (الشرق الأوسط)
تنامي الثقة في القطاع الخاص السعودي يزيد فرص العمل العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: مستوى الثقة في القطاع الخاص يعزز وفرة الفرص الوظيفية

تنامي الثقة في القطاع الخاص السعودي يزيد فرص العمل العام الحالي (الشرق الأوسط)
تنامي الثقة في القطاع الخاص السعودي يزيد فرص العمل العام الحالي (الشرق الأوسط)

توقع تقرير حديث أن تشهد المرحلة المقبلة من العام الحالي تزايدا في الطلب على العمل والفرص الوظيفية في السعودية مرجعا ذلك لمجمل العوامل الجارية التي تدفع لتنامي الثقة في القطاع الخاص المحلي.
وقالت شركة جدوى للاستثمار - شركة استثمارية مرخصة من هيئة السوق المالية - إن الفترة المقبلة تشهد تحسنا في مستوى الثقة لدى الشركات بدرجة كبيرة خلال النصف الثاني من عام 2021 مع تواصل عمليات التلقيح ضد كوفيد - 19. مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى جانب عامل الجهود الحكومية المتواصلة للتوطين إلى توفير المزيد من الفرص الوظيفية للمواطنين.
وأظهرت آخر إصدارات الهيئة العامة للإحصاء السعودية بشأن سوق العمل، تراجع معدل البطالة وسط السعوديين إلى 12.6 في المائة في الربع الرابع لعام 2020، منخفضاً من 14.9 في المائة في الربع الثالث لعام 2020، حيث جاء التحسن بصورة رئيسية نتيجة لانخفاض معدل البطالة وسط الإناث إلى 24.4 في المائة من 30.2 في المائة في الربع الثالث.
وبحسب «هيئة الإحصاء»، زاد معدل مشاركة القوى العاملة وسط السعوديين في الربع الرابع لعام 2020 إلى 51.2 في المائة، مرتفعاً من 49 في المائة في الربع الثالث 2020، وذلك نتيجة لارتفاع معدل المشاركة وسط الجنسين، في مقابل تسجيل عدد العاملين الأجانب في سوق العمل تراجعاً صافياً بنحو 121 ألف في الربع الرابع، على أساس ربعي، وكذلك انخفض عدد العاملين السعوديين بما يقارب ألف وظيفة.
وأفادت البيانات الصادرة الأخيرة بأنه بالنظر إلى التوظيف حسب القطاعات، سجل قطاعا «الإدارة العامة» و«خدمات الضيافة والأغذية»، أكبر الزيادات في التوظيف للسعوديين والأجانب على حدّ سواء، خلال الربع الرابع العام الماضي، بينما ظل قطاع «التشييد» يشهد العدد الأكبر من العمالة الأجنبية المغادرين، يليه قطاع «خدمات الإدارة والمساندة».
وأضاف تقرير جدوى أن تقدم التحسّن في سوق العمل جاء بصورة أسرع من توقعاتهم إذ بلغ معدل البطالة بين السعوديين 12.6 في المائة في نهاية عام 2020، مقابل التوقعات التي كانت عند 14 في المائة، لافتا إلى أن الانتعاش السريع يعزز الرؤية بأن معدل البطالة سيتراجع إلى 12.1 في المائة بنهاية العام الحالي.
وقال معدا التقرير راجا أسد خان رئيس إدارة الأبحاث والدكتور نوف الشريف اقتصادي أول «لا نستطيع أن نستبعد بعض التذبذبات في معدل البطالة خلال النصف الأول، خاصة عندما نضع في الاعتبار تعليق الفعاليات والخدمات الترفيهية خلال جزء من الربع الأول»، مستطردين أن «احتمال العودة إلى بعض أشكال القيود في المستقبل القريب يعتبر قائماً في أي وقت، في ظل الزيادة الحادة في حالات كوفيد - 19 مؤخرا».
وأبان الباحثان بأنه، رغم ذلك، فإن استمرار عمليات التلقيح ضد كوفيد في السعودية، يعزز التوقع بالمزيد من الانتعاش الاقتصادي القوي في النصف الثاني من عام 2021، ما سيؤدي إلى جانب جهود التوطين المتواصلة الأخيرة كقرارات وزارة الموارد البشرية الأخيرة برفع مستوى السعودة في المجمعات التجارية المغلقة (المولات)، وأسواق التموين المركزية الكبرى، والمطاعم، والمقاهي، إلى توفير المزيد من الفرص الوظيفية للمواطنين.
وبحسب الباحثين، يتم تنفيذ تغييرات هيكلية رئيسية نتيجة للإصلاحات العمالية الجديدة في نظام «الكفالة»، متوقعين أن تقود تلك التغييرات إلى تحسين حرية التنقل الوظيفي للأجانب في القطاع الخاص، مما يسهم، بدوره، في تقليص فجوة الأجور بين السعوديين والأجانب.


مقالات ذات صلة

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الـ20 عالمياً، وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

يعقد مجلس الوزراء السعودي غداً جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس خالد الفالح خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:10

الاستثمارات الأجنبية تتضاعف في السعودية... واستفادة 1200 مستثمر من «الإقامة المميزة»

تمكنت السعودية من مضاعفة حجم الاستثمارات 3 أضعاف والمستثمرين بواقع 10 مرات منذ إطلاق «رؤية 2030».

عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الاقتصاد محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:56

الكويت تسعى لتقديم تسهيلات مرنة لجذب الاستثمارات الأجنبية

قال مساعد المدير العام لشؤون تطوير الأعمال في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» بالكويت محمد يعقوب لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات.

عبير حمدي (الرياض)

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
TT

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إنها خفضت النظرة المستقبلية لتصنيفات 7 كيانات تابعة لمجموعة «أداني» إلى «سلبي» من «مستقر»، بعد ساعات على إعلان وكالة «فيتش» وضعها بعض سندات «أداني» تحت المراقبة لاحتمال خفض تصنيفها. في حين وضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني.

وكانت واشنطن قد اتهمت رئيس مجلس إدارة مجموعة «أداني»، غوتام أداني، وآخرين بتهم الرشوة المزعومة، وهو ما يثير قلقاً حول قدرة المجموعة على الحصول على التمويل ويزيد من تكاليف رأس المال.

وثبَّتت «موديز» التصنيفات على جميع الكيانات السبعة، التي منها: مواني أداني للمواني، والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة، ومجموعتين محدودتين مقيدتين من «أداني للطاقة الخضراء».

«فيتش» تراقب التحقيق الأميركي

كما وضعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني بعض سندات مجموعة «أداني» تحت المراقبة لاحتمال تخفيض تصنيفها، مشيرةً إلى لائحة الاتهام.

وقالت «فيتش» في بيان لها، إن سندات «أداني لحلول الطاقة المحدودة» و«أداني للكهرباء» في مومباي وبعض سندات «أداني للمواني والمنطقة الاقتصادية الخاصة» بالروبية والدولار، أصبحت الآن تحت «مراقبة سلبية».

وأوضحت أنه تم تخفيض التصنيف الائتماني لأربعة سندات دولارية غير مضمونة لـ«أداني» من مستقرة إلى سلبية.

وفتحت أسهم «أداني» على انخفاضٍ إضافي، يوم الثلاثاء. ومن بين 10 شركات مدرجة، خسرت نحو 33 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ صدور لائحة الاتهام، كانت شركة «أداني للطاقة الخضراء» هي الأكثر تضرراً، إذ خسرت نحو 9.7 مليار دولار.

وانخفض السهم بنسبة 7.5 في المائة، يوم الثلاثاء.

وتشير مراقبة التصنيفات السلبية إلى زيادة احتمالية خفض التصنيف الائتماني الذي قد يؤثر في تسعير ديون «أداني» التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

وقالت «فيتش» في بيانها إنها ستراقب التحقيق الأميركي بحثاً عن أي تأثير على المركز المالي لشركة «أداني». وقالت على وجه التحديد، إنها ستراقب «أي تدهور مادي في الوصول إلى التمويل على المدى القريب إلى المتوسط، بما في ذلك قدرتها على تجديد خطوط الائتمان الحالية أو الوصول إلى تسهيلات جديدة، بالإضافة إلى هوامش ائتمانية أعلى محتملة».

ووضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني بسبب لوائح الاتهام الأميركية.

وتأتي ردود الفعل من الحكومة السريلانكية ووكالة «فيتش» بعد يوم واحد من إعلان شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» الفرنسية أنها ستوقف مساهماتها المالية في استثمارات مجموعة «أداني» بعد لائحة الاتهام التي صدرت الأسبوع الماضي.

ورداً على ذلك، قالت «أداني للطاقة الخضراء» يوم الثلاثاء، إنه لا يوجد أي التزام مالي جديد قيد المناقشة مع «توتال إنرجيز»، وأن قرار الشركة الفرنسية لن يكون له أي تأثير جوهري على عمليات الشركة أو خطط نموها.

ومع ذلك، تلقت المجموعة الهندية دعماً من أحد الداعمين الرئيسيين لها، وهي شركة GQG Partners. ولم ترَ شركة الاستثمار المدرجة في أستراليا أن لوائح الاتهام سيكون لها تأثير مادي على أعمال «أداني»، حسبما أخبرت عملاءها في مذكرة.

سريلانكا

هذا وتنظر سريلانكا في اتهامات الرشوة الأميركية ضد مجموعة «أداني».

وتمتلك «أداني للمواني»، وهي أكبر مشغل خاص للمواني في الهند، 51 في المائة من مشروع محطة حاويات جديدة من المتوقع أن تبدأ عملياتها العام المقبل في مدينة كولومبو السريلانكية المجاورة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الوزراء السريلانكي ناليندا جاياتيسا، للصحافيين، إن وزارتَي المالية والخارجية في سريلانكا تراجعان هذه الاتهامات، مضيفةً أن الحكومة ستنظر في جميع جوانب مشاريع المجموعة في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.

ورفضت جاياتيسا الإفصاح عن المدة التي سيستغرقها تقييم التقارير الوزارية.

جاءت هذه التصريحات بعد أيام من إعلان وكالة أميركية كانت قد وافقت على إقراض أكثر من 550 مليون دولار لتطوير الميناء السريلانكي أنها تراجع تأثير اتهامات الرشوة الموجَّهة إلى بعض المسؤولين التنفيذيين الرئيسيين في «أداني».