تصنيع أجنة للقرود تحتوي على خلايا بشرية يثير جدلاً

صور للخلايا من أصول مختلفة في مرحلة مبكرة من الأجنة (جامعة كونمينغ للعلوم والتكنولوجيا)
صور للخلايا من أصول مختلفة في مرحلة مبكرة من الأجنة (جامعة كونمينغ للعلوم والتكنولوجيا)
TT

تصنيع أجنة للقرود تحتوي على خلايا بشرية يثير جدلاً

صور للخلايا من أصول مختلفة في مرحلة مبكرة من الأجنة (جامعة كونمينغ للعلوم والتكنولوجيا)
صور للخلايا من أصول مختلفة في مرحلة مبكرة من الأجنة (جامعة كونمينغ للعلوم والتكنولوجيا)

أكدت إحدى الدراسات العلمية أن أجنة القرود تحتوي على خلايا بشرية جرى تصنيعها في المختبرات. وأثارت تلك الأبحاث التي أجراها فريق من الباحثين الأميركيين والصينيين جدلاً أخلاقياً واسع النطاق إزاء إجراء هذا النوع من التجارب في المقام الأول.
وكان العلماء قد حقنوا الخلايا الجذعية البشرية -تلك الخلايا التي تملك القدرة على التطور الذاتي إلى كثير من أنسجة الجسم المختلفة- في أجنة قرود المكاك. وخضعت الأجنة النامية إلى الملاحظة والدراسة لمدة تصل إلى 20 يوماً كاملة، حسب تقرير لـ«بي بي سي». وكان هناك ما يسمى بالأجنة مختلطة الأنواع (أو الكيميرا) التي أنتجت في الماضي من زرع الخلايا البشرية في أجنة الأغنام والخنازير.
وقاد الدراسة المذكورة البروفسور خوان كارلوس إيزبيسوا بيلمونتي، من معهد «سالك» في الولايات المتحدة، الذي ساعد من قبل في عام 2007 في صناعة أول هجين بين البشر والخنازير. وأفاد البروفسور بيلمونتي أن دراستهم العلمية ربما تمهد الطريق في علاج النقص الحاد في الأعضاء القابلة للزراعة، مع المساعدة في فهم المزيد عن التطور البشري المبكر، وتطورات الأمراض، والشيخوخة.
وأضاف البروفسور المذكور قائلاً: «من شأن الأساليب الكيميرية أن تكون ذات فائدة كبيرة فعلاً في تطوير الأبحاث الطبية البيولوجية ليس فقط في المرحلة المبكرة من الحياة، وإنما في مراحلها المتقدمة كذلك». كما أكد أن الدراسة التي نشرتها مجلة «سيل» العلمية قد اعتنت بالمبادئ الإرشادية الأخلاقية والقانونية الحالية، وقال: «إنما نعمل على إجراء هذه الدراسات بُغية فهم وتحسين صحة البشر».
وكان بعض العلماء، على الرغم من ذلك، قد أثاروا المخاوف جراء التجربة، بحجة أنه إن جرى تدمير الأجنة في نهاية التجربة التي استغرقت 20 يوماً، فربما يؤدي الأمر بآخرين إلى المضي قدماً في العمل حتى النهاية. وهم يدعون إلى قيام نقاش عام بشأن الآثار المترتبة على خلق جزء بشري وآخر غير بشري من وراء هذه التجارب.
وقالت الدكتورة آنا سماجدور، المحاضرة الباحثة في أخلاقيات الطب الحيوي لدى كلية نورويتش للطب بجامعة إيست أنجليا: «تمثل تلك التجارب والدراسات تحديات ومآزق أخلاقية وقانونية هائلة»، ثم أضافت تقول: «يقول العلماء العاكفون على مثل هذه الدراسات إن الأجنة الكيميرية (الممتزجة) توفر فرصاً جديدة، نظراً لعجزنا الراهن عن إجراء أنواع بعينها من التجارب على البشر. لكن ما إذا كانت الأجنة النهائية بشرية من عدمه، فهذا محل تساؤل مفتوح من دون إجابة».
وقال البروفسور جوليان سافوليسكو، مدير مركز أكسفورد «أوهيرو» للأخلاقيات العملية المدير المشارك لمركز «ويلكوم» للأخلاقيات والعلوم الإنسانية لدى جامعة أكسفورد: «إن مثل تلك الأبحاث تفتح صندوقاً سحرياً أمام المخلوقات البشرية وغير البشرية».
وأضاف قائلاً: «لقد جرى تدمير هذه الأجنة بعد 20 يوماً من تطويرها، غير أنها مجرد مسألة وقت قبل أن يجري تطوير الأجنة الكيميرية البشرية وغير البشرية بنجاح، ربما بصفتها أحد مصادر الأعضاء للبشر، وهذا من بين الأهداف طويلة الأمد لمثل هذه الأبحاث».


مقالات ذات صلة

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.