مصر تغلق مجالها الجوي أمام طائرة ليبية متجهة إلى إسطنبول

المغرب يعلق الرحلات الجوية إلى ليبيا ويمنع طائراتها من مجاله

ليبيون يحتفلون وسط طرابلس أمس إحياء للذكرى الرابعة للثورة الليبية التي أنهت حكم معمر القذافي قبل 4 أعوام (أ.ف.ب)
ليبيون يحتفلون وسط طرابلس أمس إحياء للذكرى الرابعة للثورة الليبية التي أنهت حكم معمر القذافي قبل 4 أعوام (أ.ف.ب)
TT

مصر تغلق مجالها الجوي أمام طائرة ليبية متجهة إلى إسطنبول

ليبيون يحتفلون وسط طرابلس أمس إحياء للذكرى الرابعة للثورة الليبية التي أنهت حكم معمر القذافي قبل 4 أعوام (أ.ف.ب)
ليبيون يحتفلون وسط طرابلس أمس إحياء للذكرى الرابعة للثورة الليبية التي أنهت حكم معمر القذافي قبل 4 أعوام (أ.ف.ب)

قالت مصادر بمطار معيتيقة وشركة طيران ليبية أمس إن طائرة تجارية ليبية متجهة إلى إسطنبول أجبرت على العودة إلى طرابلس بعدما منعتها مصر من الطيران فوق مجالها الجوي.
ولم يصدر تعليق فوري من مصر التي نفذت ضربات جوية أول من أمس على أهداف مشتبه بها لتنظيم «داعش» في ليبيا بعد يوم من نشر الجماعة المتشددة لتسجيل مصور لقتل 21 مسيحيا مصريا ذبحا. وسيؤدي إغلاق المجال الجوي المصري أمام الطائرات الليبية إلى مزيد من عزلة ليبيا، لا سيما أن تركيا واحدة من الدول القليلة المتبقية التي تسير شركات الطيران الليبية رحلات إليها. وغادرت شركات الطيران الأجنبية البلاد. وتحتاج الطائرات الليبية المتجهة إلى تركيا المرور بالمجال الجوي المصري لتجنب قبرص، إذ يفرض الاتحاد الأوروبي حظر طيران لأسباب أمنية.
وقالت الخطوط الجوية الليبية ومطار معيتيقة على موقعيهما على الإنترنت إن طائرة الخطوط الجوية الليبية أقلعت من مطار طرابلس متجهة إلى إسطنبول أمس لكنها عادت بعدما أبلغتها مصر أنها لن تسمح لها بدخول مجالها الجوي. وفي وقت سابق علق المغرب كل الرحلات الجوية بين المدن المغربية وليبيا لأسباب أمنية.
وعلقت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى ليبيا في يوليو (تموز) بعدما سيطرت جماعة فجر ليبيا على المطار الرئيسي في طرابلس وسيطرت على العاصمة بعد أشهر من القتال. وقال مسؤولون إن المطار تعرض لأضرار جراء المعارك، فضلا عن تضرر نحو 20 طائرة.
وأعادت الخطوط الجوية التركية لوقت قصير رحلاتها إلى مصراتة شرق طرابلس، لكنها علقت رحلاتها الشهر الماضي بسبب الهجمات المتكررة على المطار.
علقت السلطات المغربية مؤقتا الرحلات الجوية بين المغرب وليبيا بسبب «عدم مطابقة معايير السلامة»، كما منعت عبور الطائرات الليبية لمجاله الجوي، حسبما أوضح بيان للحكومة المغربية.
وقال هذا البيان المشترك الصادر عن وزارتي الداخلية والتجهيز والنقل إن «التعليق المؤقت أملاه عدم مطابقة إجراءات تسيير الرحلات، انطلاقا من المطارات الليبية، لمعايير السلامة المفروضة من قبل الهيئات الدولية للطيران المدني». وأضاف البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية الليلة قبل الماضية أن هذا التعليق «يهم أيضا عبور الطائرات الليبية للمجال الجوي المغربي»، موضحا أنه «سيتم تسهيل عمليات تنقل المغاربة المقيمين في ليبيا، الراغبين في العودة إلى بلدهم.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».