واشنطن تحض دول العالم على جمع ملياري دولار للقاحات

بلينكن لدى حديثه عن جهود مكافحة انتشار «كوفيد - 19» في وزارة الخارجية (أ.ب)
بلينكن لدى حديثه عن جهود مكافحة انتشار «كوفيد - 19» في وزارة الخارجية (أ.ب)
TT

واشنطن تحض دول العالم على جمع ملياري دولار للقاحات

بلينكن لدى حديثه عن جهود مكافحة انتشار «كوفيد - 19» في وزارة الخارجية (أ.ب)
بلينكن لدى حديثه عن جهود مكافحة انتشار «كوفيد - 19» في وزارة الخارجية (أ.ب)

حضّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دول العالم على المساهمة بملياري دولار، بالإضافة إلى المليارين اللذين قدمتهما الولايات المتحدة، لبرنامج «كوفاكس» المدعوم من الأمم المتحدة لشحن لقاحات ضد فيروس «كورونا» إلى أفقر دول العالم، في وقت حصلت فيه الدول الغنية على غالبية هذه الطعوم.
وجاءت هذه المناشدة خلال مؤتمر نظمته الولايات المتحدة و«تحالف اللقاحات» بين القطاعين العام والخاص والمعروف أيضاً باسم «غافي»، وسعى إلى ضخ مئات الملايين من الدولارات من الدعم من الحكومات ومجموعات العمل الخيري، من أجل دعم برنامج «كوفاكس» الذي جمع بالفعل 6.3 مليار دولار.
وبدأ البرنامج بتبرعات بملايين اللقاحات لـ92 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل في الأشهر الأخيرة. لكن منظمة الصحة العالمية، التي تصر على أنه لا يوجد أحد في مأمن من جائحة (كوفيد - 19) حتى يصير الجميع آمنين، نددت مراراً بعدم المساواة في توزيع اللقاحات، مع قيام الدول الغنية مثل الولايات المتحدة بشراء الغالبية العظمى من الجرعات حتى الآن.
وخلال المؤتمر، أعلن رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين أن بلاده ستزيد مساهمتها في «كوفاكس» من 20 مليون دولار إلى 280 مليون دولار. وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن إنه «بالإضافة إلى مساهمتنا البالغة 17 مليون دولار نيوزيلندي (نحو 12 مليون دولار أميركي)، ستتبرع نيوزيلندا أيضاً بما يكفي من لقاحات (كوفيد – 19) لأكثر من 800 ألف شخص».
وأفاد برنامج «غافي» الذي يساعد في إدارة «كوفاكس»، بأنه جرى جمع نحو 400 مليون دولار نحو هدف تأمين 1.8 مليار جرعة للبرنامج هذا العام. وأوضح أن مؤسسة بيل وميليندا غيتس والشركات التابعة لهما التزموا عشرات الملايين من الدولارات.
وأشاد بلينكن ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالإنابة غلوريا ستيل بالدول التي قدمت تعهدات.
وعرض بلينكن، في تصريح مسجل، رفع هدف «كوفاكس» المتمثل في تطعيم 20 في المائة من مواطني البلدان المتضررة، وقال إنه «للتغلب على هذا الوباء، نحتاج إلى أهداف أعلى من ذلك بكثير، مع زيادة ملياري دولار أميركي لكوفاكس، يمكننا الوصول إلى نحو 30 في المائة من الأشخاص في البلدان المستهدفة، بدلاً من 20 في المائة». وأضاف أن «هذا ليس كل ما يجب علينا فعله (...) نحن بحاجة إلى إنتاج لقاحات أكثر أماناً وفاعلية، ونحتاج إلى توزيعها بسرعة أكبر».
ومع أنه لم يقترح تمويلاً أميركياً جديداً، فقد سلط الضوء على مساهمة إدارة الرئيس جو بايدن البالغة ملياري دولار في «كوفاكس» في مارس (آذار) الماضي وخططها لإضافة ملياري دولار أخرى حتى عام 2022، وقال: «نحن ندرك أنه ما دام (كوفيد - 19) يتفشى ويتكرر في أي مكان، فإنه يشكل تهديداً للناس في كل مكان».


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».