- الدوخة ومريض السكري
> لدي مرض السكري ويتكرر لدي الشعور بالدوخة... بماذا تنصح؟
- هذا ملخص أسئلتك حول معاناتك من تكرار نوبات دوار الدوخة. ولاحظ معي أن السكري هو مرض تتأثر به عدة أعضاء وأجهزة في الجسم، وله العديد من المضاعفات، ولذا فإنه يمكن أن يسبب دوخة الدوار بعدة طرق، من خلال التأثير على أجزاء مختلفة من الجسم.
وبالأصل، فإن دوخة الدوار هي نوبة من عدم الثبات وعدم الاتزان نتيجة لشيء ما يؤثر على الدماغ أو الأذنين. وفي حالات مرضى السكري، قد تكون الدوخة من مضاعفات وتداعيات مرض السكري، وأيضاً قد تكون من أعراض أشياء كثيرة أخرى غير مرض السكري. لذلك إذا كنت تعاني من نوبات دوار متكررة، فيجب عليك التواصل مع طبيبك الذي سيكون قادراً على تشخيص السبب. ومع ذلك، فإن ثمة أسبابا شائعة للدوخة في حالات مرض السكري، ومنها انخفاض ضغط الدم وعدم قدرة القلب على ضخ الدم إلى الدماغ بشكل كافٍ، خاصة عند الوقوف فجأة من وضعية الجلوس أو الاستلقاء. وهناك عدة آليات لحصول هذا لدى مرضى السكري، مثل تضرر الأعصاب في الجهاز العصبي اللاإرادي، وعدم قدرتها على إحداث تكيف في الأوعية الدموية مع تغير وضع الجسم (الوقوف بعد الجلوس)، وبالتالي يقلّ بشكل وقتي وحاد تدفق الدم إلى الدماغ، وتحصل نوبة دوار الدوخة.
وأيضاً يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى زيادة التبول، لإخراج الغلوكوز الزائد مع الكثير من سوائل الجسم. وهو ما يُقلل كمية السوائل في الجسم (الجفاف)، ويُقلل حجم سائل الدم الذي يتدفق إلى الدماغ، وبالتالي يحصل دوار الدوخة بسهولة، وخاصة عند الوقوف بعد الجلوس.
وبالمقابل، يمكن أن يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم إلى دوخة الدوار، عن طريق التسبب في اضطراب وضعف عمل خلايا الدماغ التي تحتاج إلى الغلوكوز كي تعمل بكفاءة. وهو ما يستدعي تناول السكر، ويتطلب أيضاً معرفة سبب حصول هذا الانخفاض ومعالجته.
هذا بالإضافة إلى أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج مرضى السكري، يمكن أن تسبب نوبات الدوار.
- قيء الدم
> أختي عمرها 30 سنة وتقيأت الدم بصورة متكررة وتم إجراء منظار لها وتتناول العلاج الموصوف لها من قبل الطبيب ولكن لا يزال قيء الدم... بماذا تنصح؟
أيمن بورا - بريد إلكتروني
- هذا ملخص أسئلتك عن حالة أختك البالغة 30 عاماً، ويتكرر لديها قيء الدم، وتم لها إجراء المنظار للجهاز الهضمي العلوي، والذي بين وفق التقرير الطبي الذي أرسلته وجود التهاب في المعدة، والمريء والاثنا عشر سليمان. وأنه رغم تناول «الدواء» لا يزال لديها قيء الدم. ولم يتضح لي نوع الدواء، ومدة تناوله. وبداية، لاحظ معي أمرين. الأول، أن ثمة فرقا بين التقيؤ وبين أي طريقة أخرى للإخراج عبر الفم. فالتقيؤ هو إفراغ المعدة لمحتوياتها عبر الطرد اللاإرادي والقوي لمحتويات المعدة من خلال الفم، عبر انقباضات قوية لعضلات البطن، تدفع محتويات المعدة للخارج. وعادة يسبقه الغثيان (من مظاهره التعرق وزيادة إفراز اللعاب).
أما الأمر الآخر، فهو أن تقيؤ الدم يكون ناتجا عن نزيف دموي، وله مصدران رئيسيان، إما من الجهاز الهضمي العلوي (المريء والمعدة والاثنا عشر). أو نزيف حصل في أجزاء الجهاز التنفسي (الأنف والحلق والفم والرئة) ووصل الدم منها إلى المعدة، ثم تم قيؤه.
ووضوح المقصود بالقيء مهم في حالات خروج الدم عبر الفم، لأن أجزاء عدة من الفم والحلق والأنف قد تكون هي مصدر النزيف الدموي، وتبدو للمرء على هيئة قيء مصدره المعدة، بينما هو ليس كذلك. كما أن تلك المناطق (خارج الجهاز الهضمي) قد تتسبب بالنزيف الدموي الذي يبتلعه المرء ثم يتم تقيؤه.
وتقيؤ الدم من الجهاز الهضمي العلوي له سببان رئيسيان، الأول: نزيف من أوعية دموية كبيرة، والآخر، نزيف من الشعيرات الدموية الصغيرة.
وفي حالات دوالي المريء أو دوالي المعدة (نتيجة تليف الكبد أو ارتفاع ضغط الدم في الأوردة البابية للكبد)، وحالات تشوهات أوعية الدم في قناة الهضم، يكون النزيف مباشرة من أوعية دموية كبيرة. وإثارة حصول النزيف في هذه الظروف له عدة أسباب، ولكن «غالباً ما يكون واضحاً وجودها (الدوالي وغيره) في نتيجة المنظار للجهاز الهضمي العلوي.
والنزيف من الشعيرات الدموية الصغيرة قد يكون بسبب أمراض في أنسجة بطانة المريء أو المعدة أو الاثنا عشر، مثل التهابات وقرحة المريء أو التهابات وقرحة المعدة أو التهابات والاثنا عشر.
وحصول هذه الالتهابات والقروح له أسباب عدة، مثل تناول أدوية من مجموعة «مُضادات الالتهابات غير الستيرودية» كالأسبرين والديكلوفيناك والبروفين وغيره. وأيضاً قد يكون السبب وجود جرثومة المعدة «هيليكوبكتر بايلوري»، وكذلك تناول مواد مهيجة تتسبب بالالتهابات والقروح في بطانة أجزاء الجهاز الهضمي العلوي. ووجود هذه التغيرات (الالتهاب أو القرحة) يكون واضحاً في الغالب عند إجراء المنظار ويشير الطبيب إليها في تقريره الطبي. وأيضاً قد يتضح سببها بسؤال المريض عن الأدوية التي يتناولها أو أي مواد أخرى.
وهناك أسباب أخرى للنزيف من الشعيرات الدموية، مثل الضغط النفسي حال الإصابة بأمراض شديدة، ووجود اضطرابات في تجلط الدم وفي عمل أو عدد الصفائح الدموية، أو نقص فيتامين «كيه»، أو في حالات الفشل الكلوي. وهذه تتطلب إجراء تحاليل لقدرات التخثر في الدم وعدد الصفائح الدموية.
وهناك أسباب نادرة، كأنواع من السرطان أو تمزق الأجزاء السفلية من المريء بفعل تكرار القيء. وهذه ستبدو واضحة في الغالب عند إجراء المنظار ويشير الطبيب إليها في تقريره الطبي إذا لاحظها.
ووفق تقرير منظار الجهاز الهضمي العلوي الذي أرسلته، يشير الطبيب إلى ملاحظته وجود التهاب في أجزاء المعدة وكان المريء والاثنا عشر سليمين. ومع افتراض أن اقتصاره على ذكر هذه الأمور، يعني عدم ملاحظته وجود أوعية دموية متضخمة (الدوالي) أو أي إصابات مرضية أخرى.
ووفق هذه النتيجة، يجدر التأكد من عدم وجود جرثومة المعدة، وثمة تحاليل لذلك. ويجدر التأكد من موضوع تناول أدوية من مجموعة «مُضادات الالتهابات غير الستيرودية» كالأسبرين والديكلوفيناك والبروفين وغيره.
وحينئذ تتطلب المعالجة تناول أدوية «قوية» في خفض إنتاج المعدة للأحماض. وفي حال وجود جرثومة المعدة، تناول «كورسا» من المضادات الحيوية وفق ما هو معروف طبياً، والتوقف عن تناول أي أدوية تتسبب في التهابات بطانة الجهاز الهضمي العلوي.
ولم يتضح لي نوع الدواء الذي وصفه الطبيب، لأن أدوية خفض إنتاج أحماض المعدة أنواع، منها ما هو قوي وفعّال ومنها ما هو ضعيف. كما لم يتضح هل هناك جرثومة المعدة أم لا، وهل الشخص مستمر في تناول أي أدوية تتسبب بالتهابات المعدة.
وعند التأكد من وضع الطبيب خطة علاجية واضحة ومبنية على نتائج فحوصات شملت جميع الأسباب المحتملة، واتبعها المريض بدقة، فإن استمرار حصول التقيؤ الدموي يتطلب مزيداً من الفحوصات، والتي من أهمها إعادة إجراء المنظار وإجراء تصوير أعضاء البطن الأخرى (الأشعة فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية).
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]