بارزاني يدعو مكونات كركوك إلى دعم البيشمركة في الدفاع عن مدينتهم

أكد أن الأكراد سيقررون ما إذا كانت هناك حاجة لقوات الحشد الشعبي من عدمها

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال زيارته إلى كركوك أمس وبدا نائبه كوسرت رسول علي وقائد البيشمركة في المنطقة محمد حاج محمود ووزير البيشمركة مصطفى سيد قادر («الشرق الأوسط»)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال زيارته إلى كركوك أمس وبدا نائبه كوسرت رسول علي وقائد البيشمركة في المنطقة محمد حاج محمود ووزير البيشمركة مصطفى سيد قادر («الشرق الأوسط»)
TT

بارزاني يدعو مكونات كركوك إلى دعم البيشمركة في الدفاع عن مدينتهم

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال زيارته إلى كركوك أمس وبدا نائبه كوسرت رسول علي وقائد البيشمركة في المنطقة محمد حاج محمود ووزير البيشمركة مصطفى سيد قادر («الشرق الأوسط»)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال زيارته إلى كركوك أمس وبدا نائبه كوسرت رسول علي وقائد البيشمركة في المنطقة محمد حاج محمود ووزير البيشمركة مصطفى سيد قادر («الشرق الأوسط»)

أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، خلال زيارته إلى كركوك أمس، أن الإقليم سيبذل أقصى الجهود من أجل تحرير البيشمركة الأسرى لدى «داعش»، وحذر التنظيم من مغبة إعدامهم.
وقال عدنان كركوكي، المتحدث الرسمي باسم مجلس قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك، لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة رئيس الإقليم تأتي تأكيدا لاهتمامه بأمن هذه المحافظة وحمايتها، ومن هذا المنطلق اجتمع مع المحافظ ومجلس المحافظة وقادة البيشمركة وعوائل البيشمركة الأسرى لدى (داعش)، معربا عن استعداده لبذل أقصى الجهود لتحرير هؤلاء الأسرى». ونسب كركوكي إلى بارزاني قوله «إذا اعتدى عليهم (داعش) أو أعدمهم لا سامح الله، فإن تبعات ذلك ستكون كبيرة، ولن نعفو حينها عن منفذي الجريمة ولا عن الذين صفقوا لهم».
وتابع كركوكي أن «بارزاني طالب كل مكونات المحافظة بتوحيد صفوفهم، والمشاركة في الدفاع عن مدينتهم، وتقديم الدعم لقوات البيشمركة، وشدد على أن الإقليم مستعد لإرسال قوات أخرى إضافية من البيشمركة إلى المحافظة إذا اقتضت الحاجة».
بدوره، قال محمد حاج محمود، قائد قوات البيشمركة في كركوك وسكرتير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس الإقليم «أكد خلال اجتماعه بقادة البيشمركة على ضرورة الدفاع عن مواطني كركوك بكل مكوناتهم وطوائفهم، وشدد على أن قوات البيشمركة ستبقى في كل المناطق الكردستانية (المتنازع عليها بين أربيل وبغداد)»، مضيفا أن أهالي كركوك طلبوا من رئيس الإقليم إبعاد خطر «داعش» عن مدينتهم.
وعن موقف رئيس الإقليم حول نية قوات الحشد الشعبي دخول المحافظة، قال حاج محمود إن «بارزاني أشار إلى أن الأكراد مستعدون للتحالف والتنسيق مع كل القوات العسكرية التي تقاتل (داعش) في المنطقة، لكن هم الذين سيقررون ما إذا كانوا يحتاجون إلى قوات أخرى، خاصة في حدود كركوك، أم لا».
من جانبه، قال نائب محافظ كركوك عن الكتلة العربية، راكان سعيد، لـ«الشرق الأوسط»: «طلبنا من رئيس الإقليم التخفيف من حدة التوتر نتيجة عدم تمكين المكونات الأخرى من تشكيل قوات والتنسيق من أجل فتح معسكرات لتشكيل قوة من أهالي كركوك تضم كل المكونات في المدينة تحت غطاء الحكومة الاتحادية»، ونقل عن بارزاني قوله «نريد مشاركة الجميع في الدفاع عن هذه المدينة، وسننسق بمستوى عال حول هذه الأمور».
وبشأن أسرى البيشمركة، قال ممثل أسرهم، عرفان برزنجي، لـ«الشرق الأوسط»، عقب لقائه بارزاني «طلبنا من رئيس الإقليم أن يؤكد لنا إن كانت هناك عملية لتبادل الأسرى مع (داعش)، لكنه أجاب أنه ليست هناك أي تغييرات في الموضوع، ووعدنا ببذل الجهود من أجل تحرير أبنائنا». وتابع برزنجي «نحن ننتظر نتيجة المفاوضات الجارية عن طريق رؤساء العشائر العربية في الحويجة لإطلاق سراح أبنائنا، وسيتضح هذا خلال الجلسة الخاصة التي ستعقد خلال اليومين المقبلين مع وسيط».
وينذر تلويح قوات الحشد الشعبي (الميليشيات الشيعية) بدخول كركوك بإشعال فتيل مواجهات بينها وبين البيشمركة. وحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» أقامت الميليشيات قواعد على بعد 10 كيلومترات من المدينة. ولا يمانع محافظ كركوك الكردي نجم الدين كريم دخول قوات الحشد الشعبي إلى المدينة، لكن بارزاني سبق أن اعتبر ذلك خطا أحمر. وفي هذا السياق قال الملا محمد يوسف، وهو متحدث باسم فيلق بدر بزعامة هادي العامري، إنهم «في كركوك فعلا». وأضاف «علينا أن نقاتل». وكان العامري زار كركوك الأسبوع الماضي جالبا معه أسلحة وذخيرة للمقاتلين الشيعة. وحسب عدد من قادة هذه الميليشيا فإن نحو خمسة آلاف مقاتل شيعي دخلوا حدود محافظة كركوك هذا الشهر وحده.



رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
TT

رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

على الرغم من التوصل إلى «هدنة غزة» واصلت الجماعة الحوثية، الجمعة، تصعيدها الإقليمي، إذ تبنّت مهاجمة إسرائيل في 3 عمليات بالصواريخ والمسيرّات، بالإضافة إلى مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» في شمال البحر الأحمر.

وبينما لم تصدر تعليقات على الفور من الجيشَيْن الأميركي والإسرائيلي بخصوص هذه الهجمات، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها 5 غارات وصفتها بـ«الأميركية» استهدفت منطقة حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران الواقعة إلى الشمال من صنعاء.

وخلال حشد في أكبر ميادين صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر.

وزعم المتحدث الحوثي أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

وبالتزامن مع ذلك، زعم المتحدث العسكري الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يردّد «الصرخة الخمينية» خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

وتوعّد المتحدث الحوثي بأن قوات جماعته جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وأنها ستراقب «تطورات الوضع» في غزة، و«ستتخذ الخيارات التصعيدية المناسبة» في حال نكثت إسرائيل الاتفاق مع حركة «حماس».

وبينما أعلنت وسائل إعلام الجماعة تلقي خمس غارات في منطقة حرف سفيان، لم تتحدث على الفور عن الآثار التي تسبّبت فيها لجهة الخسائر البشرية أو المادية.

ومع التفاؤل الدولي والإقليمي واليمني بأن تؤدي الهدنة في غزة إلى استعادة مسار السلام في اليمن، إلا أن مراقبين يمنيين يتخوّفون من استمرار الجماعة الحوثية في تصعيدها سواء البحري أو الداخلي، مستبعدين أن تجنح إلى السلام دون أن تنكسر عسكرياً.

تهديد بالتصعيد

جاءت الهجمات الحوثية والضربات الأميركية، غداة الخطبة الأسبوعية لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، التي استعرض فيها إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال 15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتِّفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

عناصر حوثية خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة لاستعراض القوة (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

يُشار إلى أن الجماعة تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران، ومحطة كهرباء جنوب صنعاء، وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

عرقلة السلام

عاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب إعلان خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.

السفينة التجارية «غلاكسي ليدر» قرصنها الحوثيون واحتجزوا طاقمها منذ 14 شهراً (رويترز)

وأدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، خلال 14 شهراً، إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتَيْن، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

وإذ استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي، كانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على الهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان أغلبيتها من نصيب الحديدة الساحلية، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.