القدوة في غزة لحشد الدعم لقائمته الانتخابية

ناصر القدوة في اللجنة المركزية للانتخابات برام الله نهاية مارس لتسجيل قائمته الانتخابية (رويترز)
ناصر القدوة في اللجنة المركزية للانتخابات برام الله نهاية مارس لتسجيل قائمته الانتخابية (رويترز)
TT

القدوة في غزة لحشد الدعم لقائمته الانتخابية

ناصر القدوة في اللجنة المركزية للانتخابات برام الله نهاية مارس لتسجيل قائمته الانتخابية (رويترز)
ناصر القدوة في اللجنة المركزية للانتخابات برام الله نهاية مارس لتسجيل قائمته الانتخابية (رويترز)

وصل رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي، ناصر القدوة، إلى قطاع غزة، أمس، عبر معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، قادماً من مصر، بعد عاصفة أعقبت تصريحات سابقة ضد الإسلام السياسي.
وتحدث الملتقى الوطني الديمقراطي عبر منشور مقتضب على صفحته في «فيسبوك»، عن وصول الدكتور ناصر القدوة إلى معبر رفح الحدودي. ويستهدف القدوة حشد الدعم الممكن لقائمته في الانتخابات الفلسطينية المرتقبة، بعدما تسببت تصريحاته حول معاداة الإسلام السياسي، إلى هجوم مكثف من كل الأطراف تقريباً، ما أفقده بعض التأييد.
ويفترض أن يمضي القدوة في غزة فترة ليست بالقصيرة، يلتقي فيها المرشحين على قائمته وعددهم 13، كما يلتقي فعاليات ومسؤولين بحسب الترتيبات الممكنة. ويريد القدوة التحضير للانتخابات وحشد أكبر دعم ممكن من غزة، في ظل أنه واجه هجوماً من «حماس» و«الجهاد»، ومثله من «فتح» التي ضغطت ونجحت في إقناع مرشحين بالانسحاب من قائمته في الساعات الأخيرة، وهو ما يفسر التمثيل الضعيف لغزة في القائمة. وبرز ناصر القدوة بشكل واضح في الأسابيع الأخيرة، بعد تحديه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومركزية حركة «فتح»، عبر تشكيله قائمة موازية لقائمة الحركة، قبل أن يقوم عباس بفصله من مركزية وعضوية الحركة. ورفض القدوة التجاوب مع ضغوط كثيرة من أجل تراجعه، ومضى في تحالف لاحق مع القيادي الأسير في حركة «فتح» مروان البرغوثي وزوجته، وشكلوا معاً قائمة «الحرية» التي ترٍأسها القدوة في حين حلت زوجة مروان ثانياً لخوض انتخابات التشريعي.
وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها القدوة قطاع غزة منذ يونيو (حزيران) 2007، عندما سيطرت «حماس» على القطاع.
ويحتاج رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي، إلى جهد أكبر في قطاع غزة الذي يعد معقل الحركات الإسلامية التي هاجمته بشدة بعد تصريحاته عن الإسلام السياسي. وكان القدوة أثار الجدل والغضب بعد قوله إن لديه والقوائم الأخرى في التشريعي «مشاكل مع الإسلام السياسي بشكل عام أو الإسلاموية السياسية». جاء ذلك بعد أن أعلن أنه ضد الاتفاق بين «فتح» و«حماس»؛ لأنه جرى على قاعدة «صفقة».
وهاجمت «حماس» التي تحكم غزة بقوة، ناصر القدوة، وقالت إنه يثير «نعرات رخيصة ومستهلكة»، ويحاول أن يقدم نفسه للأميركيين، كما هاجمته حركة «الجهاد الإسلامي»، وقالت إن «مشروعه سقط وانكشف».
ولم تقف الانتقادات عند الفصائل الإسلامية؛ إذ رفضت حركة «فتح» والفصائل اليسارية، تصريحات القدوة باعتبار أن المشكلة والتناقض هو مع الاحتلال فقط، واتسعت دائرة الانتقادات إلى شركائه في قائمة «الحرية»، ورفض البرغوثي وزوجته وكوادر في القائمة ومحسوبين عليها، تصريحات القدوة. فقد طالب الاسير فخري البرغوثي «ضرورة أن تكون هناك مراجعات داخلية» لتصريحات القدوة، داعياً إلى «احترام القوى الوطنية التي تحمل هدفا واحدا هو إنهاء الاحتلال».
واعتبر مراقبون أن القدوة انطلق بطريقة غير موفقة وخسر من رصيده في المنافسة.
ولاحقاً، أصدر ناصر القدوة، توضيحاً قال فيه «نحن شركاء في الوطن مع المقاومة الإسلامية، ونريد استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام، ونريد شراكة حقيقية بعيدة عن المحاصصة والصفقات السياسية، التي تسعى لتجديد الوضع القائم ووجوهه، وإشكالياته وقصوره، نتنافس على خدمة المواطن والقضية الوطنية من خلال التنافس على الرؤى والأفكار». مضيفاً، أنه في هذا السياق «تأتي المخاوف من الإسلاموية السياسية وارتباط الأمر ببعض الصفقات الذي تم عقدها مؤخراً، ونعتقد أنها تتعارض مع حق المواطن الفلسطيني في اختيار ممثليه ومحاسبتهم بطريقة ديمقراطية وشفافية ودورية».
ويفترض أن تجري الانتخابات الفلسطينية في 22 مايو (أيار) المقبل، لكن شكوكاً تحيط بذلك بسبب امتناع إسرائيل عن الموافقة على إجرائها في القدس. لكن مسؤولاً في حركة «فتح»، نفى أي توجه لتأجيل الانتخابات العامة الفلسطينية على خلفية عدم رد إسرائيل على إجرائها شرق القدس. فقد صرح أمين سر اللجنة المركزية للحركة، جبريل الرجوب، بأن القيادة الفلسطينية تعمل على أساس أن الانتخابات ستجري في مواعيدها، ولن يكون هناك تلاعب في الالتزامات الوطنية.
وأكد الرجوب استمرار الجهد الفلسطيني بحشد الضغوط الإقليمية والدولية على إسرائيل؛ لإجراء الانتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية، بما فيها شرق القدس، التي أكد أن إجراءها فيها «حق فلسطيني غير قابل للنقاش». يأتي ذلك في حين رفضت «حماس» أي حديث عن احتمال تأجيل الانتخابات.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».