تأييد أحكام الإعدام و«المشدد» لـ«خلية حلوان» في مصر

سبق إدانتهم باستهداف 7 من عناصر الشرطة

TT

تأييد أحكام الإعدام و«المشدد» لـ«خلية حلوان» في مصر

قضت محكمة النقض، أعلى هيئة قضائية في مصر، أمس، برفض طعون المتهمين في القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية ميكروباص حلوان»، وأيدت الأحكام الصادرة ضدهم، وهي «الإعدام لـ7 متهمين، والسجن المشدد لـ3 آخرين». وكانت سلطات التحقيق قد أسندت للمتهمين ارتكاب جرائم عدة، منها «الاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر». ووفق مصادر قضائية، فإن «الأحكام الصادرة ضد المتهمين نهائية ولا يجوز الطعن عليها مرة أخرى».
تعود أحداث القضية، التي أسفرت عن مقتل 7 من عناصر الشرطة المصرية بمنطقة حلوان جنوب القاهرة لمطلع يناير (كانون الثاني) عام 2016. وكانت محكمة جنايات القاهرة، قد أصدرت أحكاماً في وقت سابق بحق المتهمين في القضية وعددهم 32 متهماً، حيث قضت بالإعدام لـ7 متهمين، والسجن المشدد (15 عاماً) بحق 3 متهمين، والسجن المشدد (10 سنوات) لـ15 متهماً، وبرّأت 7 متهمين آخرين. ووجهت النيابة العامة بمصر للمتهمين حينها تهماً عدة، منها «الانضمام إلى (جماعة إرهابية) أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، وحيازة أسلحة ومتفجرات، وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، والقتل العمد لرجال الشرطة، واستهداف ضابط و7 أمناء شرطة من قسم شرطة حلوان، والسطو المسلح على مكتب بريد حلوان، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالهم، واستباحة دماء المسيحين واستحلال أموالهم».
ونسبت النيابة العامة في مصر لبعض المتهمين في القضية اتهامات «توفير المأوى وإخفاء الأسلحة النارية ونقل أوراق بها تعليمات لأعضاء تنظيم (الإخوان)، في حين وجهت للبعض الآخر اتهامات إمداد التنظيم بالأسلحة والذخائر والأموال والمعلومات». وتصنف السلطات المصرية «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وجدير بالذكر، أن محكمة جنايات القاهرة، قد قضت في وقت سابق، بإدراج 3 متهمين في القضية على «قوائم الإرهاب» لمدة 5 سنوات. إلى ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، الحكم في إعادة محاكمة متهم بـ«أحداث عنف المطرية»، لجلسة 8 مايو (أيار) المقبل. وكانت نيابة شرق القاهرة قد قررت إحالة المتهم وآخرين للمحاكمة الجنائية؛ لأنهم في «يناير من عام 2015، وآخرين مجهولين شكّلوا (جماعة خلية إرهابية) هاجمت المواطنين المصريين بميدان المطرية (شرق القاهرة)، وبيّتوا النية على إزهاق روح كل من يختلف مع انتماءاتهم السياسية». ووجهت النيابة لهم اتهامات عديدة، من بينها «القتل العمد والشروع فيه، وحيازة أسلحة نارية، والتجمهر، وقطع الطرق، وارتكاب أعمال عنف».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.