استجواب شقيق بوتفليقة حول «فرض نفوذه على القضاء» الجزائري

بعد 4 أشهر من تبرئته في «ملف التآمر»

سعيد بوتفليقة (غيتي)
سعيد بوتفليقة (غيتي)
TT

استجواب شقيق بوتفليقة حول «فرض نفوذه على القضاء» الجزائري

سعيد بوتفليقة (غيتي)
سعيد بوتفليقة (غيتي)

استجوب قاضي التحقيق بمحكمة العاصمة الجزائرية، أمس، سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق حول «ممارسة نفوذ على القضاء» بغرض إلغاء أوامر بالاعتقال، صدرت في 2013 ضد وزير الطاقة شكيب خليل وزوجته الأميركية، ونجله وابن شقيق وزير الخارجية السابق، وذلك في قضية رشى وعمولات، قدرت بـ190 مليون دولار، دفعت في عقود نفطية مشتركة مع مؤسسة إيطالية للمحروقات.
وأفاد مصدر قضائي مطلع على «ملفات سعيد بوتفليقة» لـ«الشرق الأوسط» بأن قاضي التحقيق سأل كبير مستشاري الرئيس بوتفليقة السابق عن أوامر لوزير العدل آنذاك، الطيب لوح (مسجون حالياً)، لإطلاق ترتيبات قانونية عن طريق النيابة، التي تتبع له، من أجل إبطال المتابعة القضائية ضد خليل وعائلته المقيمين بالولايات المتحدة الأميركية. وهو ما تم فعلاً.
ففي سنة 2016 عاد خليل من مكان إقامته عبر مطار وهران بغرب البلاد، وبعد أيام أعلن مدير مكتب بوتفليقة، أحمد أويحيى (في السجن)، أن قاضي التحقيق بـ«محكمة سيدي امحمد» بالعاصمة أصدر قراراً بـ«انتفاء وجه الدعوى» لمصلحة خليل وكل المتهمين في القضية. وبذلك تم محو كل تهم الفساد التي لاحقته.
وكانت هذه التصرفات، التي تمت عام 2015 خارج القانون، عاكسة لموقف سياسي اتخذته «جماعة بوتفليقة» آنذاك من مدير المخابرات، المحال على التقاعد في نفس العام، الفريق محمد مدين. وقد عاتبته بشدة على «تلفيق تهمة الفساد ضد خليل» على أساس أن التحقيق في صفقات النفط أجرته الشرطة القضائية، التابعة لجهاز الأمن العسكري، وكان موجهاً ضد بوتفليقة شخصياً، بذريعة أن خليل صديق طفولة، وقد استقدمه من أميركا في بداية حكمه عام 1999 بغرض مساعدته على بعث الاقتصاد المنهار. بمعنى آخر، استهدف مدين والمخابرات بوتفليقة شخصياً بتوجيه تهمة الفساد ضد خليل، بحسب تقدير الرئاسة لهذا الموضوع.
وبعد إقالة مدين، الشهير بـ«الجنرال توفيق»، حلت السلطة جهاز المخابرات، وأعادت إطلاقه بتسمية جديدة، وألحقته بالرئيس مباشرة بعدما كان تابعاً لوزارة الدفاع. وقد أمر الوزير لوح المفتش العام بوزارة العدل، الطيب بن هاشم، بـ«تسوية موضوع خليل وعائلته مع النيابة»، ما كلفه السجن هو أيضاً. وصرح لوح نهاية العام الماضي، أثناء استجوابه بشأن هذه القضية بأنه ورث «ملف خليل» عندما تسلم الوزارة في 2013 (قضى فيها 6 سنوات)، وبأن أوامر القبض «كانت مجانبة للقانون، وكان لا بد من تصحيحها»، حسب ما ورد على لسانه. ويوجد في الملف أثر لرسائل نصية هاتفية، تبادلها لوح مع سعيد، تخص «معالجة قضية خليل» بالطريقة التي أرادتها الرئاسة.
ويتابع سعيد بوتفليقة في وقائع فساد أخرى، تتعلق بـ«غسل أموال»، و«التمويل السري لحزب سياسي»، يرأسه شقيقه هو «جبهة التحرير الوطني». كما يتهم بـ«إخفاء عائدات مالية مصدرها جرائم فساد». وقال خالد بورايو، محامي سعيد في اتصال به، إن «كل هذه التهم ليس لها أي أساس من الصحة، ولا أي واقعة تقابلها، وقد تمت صياغتها أثناء محاكمة رجل الأعمال علي حداد (في السجن)، وبذلك أقحم القاضي سعيد بوتفليقة في قضية لا تهمه».
وبرأ «مجلس الاستئناف العسكري»، مطلع العام، سعيد بوتفليقة من تهمة «التآمر على رئيس تشكيلة عسكرية والتآمر على سلطة الدولة»، التي كان يقضي بسببها حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً. كما حصل على البراءة أيضاً رئيسا الاستخبارات سابقاً، مدين وبشير طرطاق، وزعيمة «حزب العمال» لويزة حنون. وفيما عاد مدين وحنون إلى بيتيهما، أبقي على طرطاق وسعيد في السجن لمتابعتهما في قضايا أخرى.
وكان ينظر لسعيد على أنه كان صاحب السلطة الحقيقي في الجزائر، واعتُقل بعد الإطاحة بشقيقه في خضم الحراك الشعبي، الذي اندلع في 22 من فبراير (شباط) 2019 للمطالبة بالديمقراطية، ووضع حد للفساد الذي نخر الدولة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.