بعد استراحة تشريعية دامت أسبوعين، يعود الكونغرس للانعقاد وبجعبته بنود كثيرة يتوجب البت فيها في فترة زمنية قصيرة؛ فجدول أعمال الديمقراطيين مشبع بمطالب البيت الأبيض الذي يسعى جاهداً لتنفيذ أبرز الوعود على أجندة الرئيس الأميركي جو بايدن في المائة يوم الأولى من عهده، والتي ستنتهي نهاية الشهر الجاري. أبرز هذه البنود مشروع إصلاح البنى التحتية الذي طرحه بايدن على الكونغرس، ودعا إلى تمريره بشكل سريع، كما فعل في مشروع الإنعاش الاقتصادي الذي مُرر من دون دعم أي جمهوري، لكن هذه المرة مختلفة، ففي ظل تشكيك بعض الديمقراطيين في مشروع الإصلاح الذي بلغت قيمته أكثر من تريليوني دولار، علم بايدن أنه قد يكون بحاجة إلى بعض الأصوات الجمهورية لإقرار مشروعه هذا، فعمد إلى دعوة مشرّعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى البيت الأبيض للقائهم وطرح تسويات من شأنها أن تعزز من حظوظ المشروع بالتمرير. والتقى بايدن ونائبته كامالا هاريس بعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيحسمون مصير مشروعه، في وقت أكد فيه وزير النقل بيت بوتجيج أن الرئيس الأميركي منفتح على فرض تعديلات على خطته لكن من دون إلغائها. مشدداً على أنه لن يوافق أبداً على عدم التصرف. ويسعى بايدن إلى استقطاب بعض الجمهوريين بعد أن أعرب السيناتور الديمقراطي المعتدل جو مانشين عن تشكيكه ببنود الطرح الحالي قائلاً: «يجب تغيير بنود الخطة، لا يمكن تمريرها بشكلها الحالي». وأكد مانشين أن هناك عدداً لا بأس به من زملائه الديمقراطيين الذين يشاركونه تحفظاته هذه، الأمر الذي يهدد مصير الخطة بشكل كبير. هذا وسيكون من شبه المستحيل ضمان أصوات جمهورية في حال أصر بايدن على الإبقاء على رفع معدل الضرائب على الشركات بنسبة 28 في المائة لتعويض تكلفة المشروع الباهظة. وهي نسبة يعارضها الجمهوريون وبعض الديمقراطيين بشدة. وبدا هذا واضحاً من تصريح زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل الذي وصف المشروع بالفرصة الضائعة معتبراً أنه يتضمن مجموعة كبيرة من البنود الليبرالية. وفيما يسعى البيت الأبيض لحشد الدعم لخطته، أكد زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر عن استعداده للمضي قدماً من دون أي دعم جمهوري، والتطرق إلى سلسلة من الملفات الأخرى العالقة كفرض إصلاحات على قانون حمل السلاح، وحق التصويت وغيرها. وتعهد شومر في رسالة كتبها إلى الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بأن يحرز تقدماً في ملفات كبيرة تواجه الأميركيين، حتى من دون مساعدة الجمهوريين، قائلاً: «سوف نسعى إلى العمل مع زملائنا الجمهوريين، لكن إذا اختاروا العرقلة بدلاً من التعاون معنا فسوف نحقق التقدم من دونهم. الفشل ليس خياراً».
ومن ناحيته أشار زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب ستيني هوير إلى أن الشهر الجاري سيشهد كماً كبيراً من المشاريع المطروحة وقال: «لدينا الكثير لنقوم به للوفاء بوعودنا للشعب الأميركي، وفي شهر أبريل (نيسان) سوف ينظر مجلس النواب في عدد من مشاريع القوانين لتحقيق أهدافنا». وأشار هوير إلى أن مجلس النواب سينظر هذا الأسبوع كذلك في مشروع قانون لتعديل وضع العاصمة واشنطن لتصبح ولاية رسمية يحق للساكنين فيها الحصول على تمثيل رسمي في الكونغرس.
بايدن يمد للجمهوريين «غصن الزيتون»
بايدن يمد للجمهوريين «غصن الزيتون»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة