«حماس» تختار خالد مشعل رئيساً لمكتبها السياسي الخارجي

زعيم حركة «حماس» السابق خالد مشعل (أرشيفية - رويترز)
زعيم حركة «حماس» السابق خالد مشعل (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تختار خالد مشعل رئيساً لمكتبها السياسي الخارجي

زعيم حركة «حماس» السابق خالد مشعل (أرشيفية - رويترز)
زعيم حركة «حماس» السابق خالد مشعل (أرشيفية - رويترز)

أعلنت حركة «حماس»، اليوم (الاثنين)، انتخاب زعيمها السابق خالد مشعل رئيساً لمكتبها السياسي الخارجي، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأنهت «حماس» المرحلة الأولى من انتخابات داخلية الشهر الماضي أدت إلى إعادة انتخاب يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي في قطاع غزة.
وترأس مشعل الذي يقيم في قطر حالياً، «حماس» في الفترة من 1996 إلى 2017. قبل أن يخلفه لرئاسة المكتب السياسي العام للحركة إسماعيل هنية.
وقالت الحركة، في بيان: «في إطار الانتخابات الدورية الداخلية التي تجريها الحركة في مناطقها المختلفة انتخب مجلس الشورى في الخارج الأخ المجاهد خالد مشعل رئيساً للحركة في الخارج، والأخ المجاهد موسى أبو مرزوق نائباً له». وأشارت إلى أنها أجرت انتخاباتها خارج الأراضي الفلسطينية، «على الرغم من الظروف الأمنية المعقّدة والجائحة الصحية غير المسبوقة».
وتجري «حماس» كل 4 سنوات انتخابات داخلية سرية لاختيار 3 مكاتب سياسية في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج، تمهيداً لانتخاب رئيس المكتب السياسي العام، الذي يعتبر الرئيس العام للحركة.
وبحسب مصادر في «حماس»، فإن الحركة ستنتخب خلال عدة أسابيع رئيس مكتبها السياسي العام. وأكد المصدر أن رئيس «حماس» إسماعيل هنية ونائبه يتنافسان على هذا المنصب.
ومن المقرر أن تجرى أول انتخابات تشريعية فلسطينية منذ 15 عاماً في مايو (أيار) المقبل.
وأعلنت اللجنة المركزية للانتخابات الفلسطينية، الأسبوع الماضي، أن 36 قائمة ترشحت للمشاركة في الانتخابات التشريعية في الأراضي الفلسطينية.
وتحظر إسرائيل جميع الأنشطة السياسية الفلسطينية في القدس، لكن القيادة الفلسطينية تصرّ على إجراء الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً في القدس الشرقية المحتلة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.