بارزاني بعد مباحثاته مع العبادي: بغداد ملتزمة بالاتفاق النفطي مع أربيل.. لكنها مفلسة

حذر من أن إقليم كردستان لن يصدر النفط المتفق عليه إذا لم ترسل الحكومة الاتحادية مستحقاته

بارزاني بعد مباحثاته مع العبادي: بغداد ملتزمة بالاتفاق النفطي مع أربيل.. لكنها مفلسة
TT

بارزاني بعد مباحثاته مع العبادي: بغداد ملتزمة بالاتفاق النفطي مع أربيل.. لكنها مفلسة

بارزاني بعد مباحثاته مع العبادي: بغداد ملتزمة بالاتفاق النفطي مع أربيل.. لكنها مفلسة

رغم إعلانه إفلاس الحكومة المركزية في بغداد نفى التحالف الكردستاني انهيار المباحثات التي أجراها رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في بغداد مع رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال اليومين الماضيين.
وكشف بارزاني في مؤتمر صحافي في أربيل أمس بعد عودته من بغداد أن العراق أصبح دولة مفلسة، وبين أن المباحثات التي أجراها وفد الإقليم في بغداد أثبتت أن عدم إرسال ميزانية الإقليم حتى الآن من قبل الحكومة الاتحادية يعود إلى الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها العراق، مشيرا إلى أن الاتفاقية النفطية التي أبرمها الجانبان أواخر العام الماضي «كانت تنص على إرسال الحكومة المركزية شهريا مليارا ومليونا و200 ألف دولار مقابل 550 ألف برميل من صادرات نفط كركوك والإقليم». وتابع بارزاني «لكن بغداد لا تستطيع إرسال هذا المبلغ في ظل الظروف التي تمر بها»، مشيرا إلى أن بغداد أرسلت 300 مليون دولار فقط من أصل المبلغ المتفق عليه. وأضاف: «لكننا رفضنا المبلغ لأنه قليل مقارنة مع ما تم الاتفاق عليه». وأشار إلى أن «بغداد تقول: إنها لن ترسل حصة الإقليم بناء على حجم صادراته مطروحا منها المصاريف السيادية، أي أن قانون الموازنة في هذه الحالة لا قيمة له». وحذر بارزاني أنه «في حال عدم التزام بغداد بإرسال المخصصات المتفق عليها فإن الإقليم بدوره لن يلتزم بإرسال الصادرات».
ومما آثار ردود فعل في العاصمة العراقية، إشارة بارزاني إلى أن «بغداد ستقوم بصرف رواتب موظفيها كل 40 يوما بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد».
وأوضح بارزاني أن «الظروف التي تمر بها حكومة الإقليم من الناحية المالية تعد الأصعب منذ تأسيسها، فمن جهة نحن نخوض حربا ضد داعش، وهي تحتاج إلى مصاريف كبيرة، ومن جهة أخرى يتواجد في الإقليم مليون ونصف المليون نازح ولاجئ، الأمر الذي أثقل كاهل الإقليم بمبلغ مليار و500 مليون دولار سنويا»، مؤكدا أن «صرف رواتب موظفي الإقليم وميزانية الحرب ضد (داعش) سيكونان من أولوياتنا والإقليم ملتزم بدفع المستحقات المالية الكاملة للموظفين، إلا أنها ستتأخر».
وحول التعاون بين أربيل وبغداد بشأن عملية تحرير الموصل، قال بارزاني: «تطرقنا بشكل عام إلى عملية تحرير الموصل، لكن لم نر أي خطة معدة لذلك ولم نتحدث بالتفصيل حول الموضوع، وقلنا من قبل إن قضية الموصل حساسة ولا نريد أن تتحول معركة الموصل إلى حرب بين العرب والكرد، لذا نحن نتجنب ذلك».
من جانبه، نفى عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني سامان فتاح حسن انهيار المباحثات بين بارزاني والعبادي. وقال حسن لـ«الشرق الأوسط» إن «ما أعلنه رئيس حكومة الإقليم بشأن الميزانية وغيرها لا ينجرد في إطار وجود خلافات بين الطرفين بل إنه برر للحكومة العراقية عدم قدرتها على الدفع حاليا ليس لأنها مفلسة بل بسبب عدم وجو سيولة مالية في الوقت الحاضر». وأضاف حسن أن «ما نعرفه أن جو المباحثات كان إيجابيا على كل المستويات ولعل أبرز ما تم الاتفاق عليه هو استمرار الحوار لمواجهة التحديات المشتركة»، كاشفا عن توجيه بارزاني «دعوة للعبادي لزيارة الإقليم قريبا من أجل استكمال المباحثات ليس في مجال النفط بل في مجال التحديات المشتركة وفي المقدمة منه خطر تنظيم داعش وهو ما يعني أن هناك مزيدا من التنسيق بين الطرفين على هذا الصعيد».
وبشأن ما أعلنه بارزاني بشأن إفلاس بغداد وأين يمكن أن تذهب أموال النفط المصدر حاليا، قال الخبير الاقتصادي باسم بطرس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق يواجه ما تواجهه أي دولة ريعية تعتمد في إنتاجها على مصدر واحد وهو النفط بالنسبة للعراق»، مبينا أن «عدم وجود سيولة نقدية حاليا سببه الإدارة العشوائية للملف الاقتصادي فضلا عن الفساد المالي والإداري المستشري في البلاد». وأوضح بطرس أن «غالبية الساسة العراقيين يجهلون إدارة الملفات الاقتصادية، وبالتالي فإنهم عند أول أزمة تواجهها البلاد يجدون أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه على كل المستويات وفي المقدمة منها المستوى الاقتصادي، إذ لم يفكر أحد منهم في خلق صندوق للأجيال المقبلة كاحتياط استثماري بالإضافة إلى أن كل ما يأتي الآن من أموال من مبيعات النفط تكفي بالكاد لتسديد الرواتب لملايين الموظفين والمتقاعدين وتأمين مستلزمات المواجهة مع تنظيم داعش».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.