إلى ما قبل الاثنين 12 أبريل (نيسان) 2021، لم يكن أحد يعرف باختطاف الحوثيين مواطناً أميركياً من أصول يمنية قبل ما يزيد على عامين ونصف العام، لكن تفاصيل هذه الواقعة وأسبابها يكتنفها الكثير من الغموض، خاصة مع إعلان الحكومة الأميركية رصد مبلغ خمسة ملايين دولار لمن يساعد في معرفة مكان إخفائه، وهو ما يشير إلى أهميته، لكن الأمر نفسه يثير عدداً من الأسئلة عن أسباب صمت الإدارة الأميركية طوال هذه السنوات، فضلاً عن ذويه والمنظمات الحقوقية اليمنية والدولية.
برنامج مكافأة مقابل العدالة الذي تديره الحكومة الأميركية الذي عادة ما يرصد مكافأة مالية ضخمة لمن يدلي بمعلومات عن قيادات من تنظيمات إرهابية مطلوبة للولايات المتحدة أعلن تخصيص مبلغ خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد على تحديد مكان عبد الباري محمد الكتف أو إعادته بأمان.
وذكر الموقع أن الرجل اختطف من منزله في صنعاء لكن إعلاناً منشوراً في أحد الحسابات قبل ستة أشهر ينقل عن أسرته القول إنه اختطف من موقع قريب من أحد منازل الرئيس للرئيس السابق علي عبد الله صالح في شمال صنعاء، وهذا الوصف لا يشير إلا إلى خاطف واحد محتمل، وهم الحوثيون، وهو الترجيح الذي ذهب إليه سياسيون يمنيون تحدثوا مع «الشرق الأوسط».
وعند البحث عن اسم المذكور ظهرت ثلاثة حسابات على الأقل في مواقع التواصل الاجتماعي وكانت مؤيدة للرئيس السابق صالح نشرت خبر اختطاف الكتف قبل حوالي شهر على المواجهات الدامية التي وقعت بين قوات صالح وميليشيات الحوثي في صنعاء، ما يلقي الكثير من الغموض حول هوية الرجل ولصالح من كان يعمل، خاصة أنه كان يرأس منظمة اسمها سام بن نوح ونشط كثيراً في الولايات المتحدة ضد الحكومة اليمنية والتحالف.
ومنذ انتهاء المواجهات لصالح ميليشيات الحوثي لوحظ أن لا أحد تحدث عن واقعة اختطاف الرجل حتى 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حين نشرت مناشدة من أقارب الكتف في أحد الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي يقولون فيها إنه مغترب جاء من أميركا في زيارة لليمن واختطف ولم يعرف أي شيء عنه أو في أي مكان يوجد وأنهم ومنذ عامين يبحثون عنه، وذكروا أنه اختطف من جوار مصنع الغزل والنسيج في الجهة الغربية وهي المنطقة القريبة من أحد منازل الرئيس اليمني السابق في منطقة الحصبة، وناشد الإعلان جميع «الإخوة والأصدقاء والمعارف ومن لهم أي صلة أن يتم الاتصال على أرقام إخوانه».
وظهر اسم الكتف في عدد من المواقع الإخبارية لليمنية في عامي 2015 و2016 باعتباره أبرز الناشطين في الخارج ممن يعارضون الشرعية والتحالف الداعم لها، ونشر موقع صحيفة «الثورة» الذي يديره الحوثيون أن الكتف «نظم وشارك في العديد من المسيرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية المناهضة للتحالف في عدة مدن أميركية»، وأنه ينظم مسيرات في واشنطن تشارك فيها جاليات عربية ومنظمات حقوقية من جنسيات مختلفة، للاحتجاج على دعم الولايات المتحدة للتحالف.
وأورد الموقع في نهاية عام 2015 أن الكتف رئيس منظمة سام بن نوح يعمل على تسهيل وتنفيذ وإنجاز عملية تبادل للأسرى بين الحوثيين من جهة وأطراف جنوبية.
وذكر مصدران في حزب المؤتمر الشعبي جناح الداخل لـ«الشرق الأوسط» أنهما لم يسمعا عن اختفاء الرجل من قبل. ووعدا بالبحث عن معلومات عنه. فيما رجحت ثلاثة مصادر سياسية أن الحوثيين اعتقلوا الرجل وأخفوه إما لأنه أخفى عنهم جنسيته الأميركية، أو أنه كان ضحية وشاية تتهمه بالعمل لمصلحة الحكومة الأميركية.
اختفاء أميركي في صنعاء... قصة غامضة وصمت أكثر غموضاً
اختفاء أميركي في صنعاء... قصة غامضة وصمت أكثر غموضاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة