الأردن يدخل مئويته الثانية باجتماع العائلة الهاشمية حول ضريح الحسين

الملك عبد الله الثاني وعمه الأمير الحسن يتقدمان أمراء الأسرة في قراءة الفاتحة على روح الملك الراحل الحسين بن طلال (الشرق الأوسط)
الملك عبد الله الثاني وعمه الأمير الحسن يتقدمان أمراء الأسرة في قراءة الفاتحة على روح الملك الراحل الحسين بن طلال (الشرق الأوسط)
TT

الأردن يدخل مئويته الثانية باجتماع العائلة الهاشمية حول ضريح الحسين

الملك عبد الله الثاني وعمه الأمير الحسن يتقدمان أمراء الأسرة في قراءة الفاتحة على روح الملك الراحل الحسين بن طلال (الشرق الأوسط)
الملك عبد الله الثاني وعمه الأمير الحسن يتقدمان أمراء الأسرة في قراءة الفاتحة على روح الملك الراحل الحسين بن طلال (الشرق الأوسط)

دخل الأردن مئويته الثانية أمس الأحد، بصورة جمعت الملك عبد الله الثاني والأمراء فيصل وعلي وحمزة وهاشم أبناء الحسين، ومعهم عمهم الأمير الحسن، وهم يقرأون الفاتحة على قبر الراحل الملك الحسين.
وفيما حملت الصورة إجابات على أسئلة نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، حول مصير الأمير حمزة ولي العهد السابق ومكان تواجده، فقد أيد متابعون بأن الملك عبد الله الثاني استطاع جمع الأسرة بعد أحداث الأسبوع الماضي التي شهدت معها المملكة تطورات غير مسبوقة، أسفرت عن اعتقال مجموعة خططت للعبث باستقرار البلاد وكانت على اتصال بالأمير حمزة الأخ غير الشقيق للملك.
وفي احتفال الديوان الملكي الأردني بذكرى مئوية البلاد، التي اقتصرت على اصطحاب العاهل الأردني أمراء العائلة الهاشمية لأضرحة الملك المؤسس عبد الله الأول والملك طلال والملك الحسين، في صورة نادرة جمعت إلى جانب أبناء الحسين، ابني الأمير محمد، طلال وغازي، وابن الأمير الحسن، راشد، الذين اصطفوا خلف الملك، فيما ارتدى ولي العهد الأمير، الحسين بن عبد الله زيه العسكري الرسمي المخصص للمناسبات الرسمية.
وشهدت المملكة خلال الأسبوع الماضي، تهديدا غير مسبوق، بعد الإعلان عن مخطط استهدف أمن البلاد، والكشف عن أسماء المتورطين الذين تصدرهم اسم رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد وآخرين، فيما كشفت التحقيقات الأولية عن صلة جمعتهم بولي العهد الأسبق الأمير حمزة الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني.
وفيما توقعت مصادر مطلعة تحدثت إليها «الشرق الأوسط» إحالة ملف التحقيق إلى محكمة أمن الدولة الأردنية (محكمة عسكرية)، الأسبوع الحالي، ذكرت نفس المصادر أن لائحة الاتهام التي سيتم نشرها ستتضمن «تفاصيل عن اتصالات المجموعة التي خططت لاستهداف أمن المملكة عبر حلقات تنسيق داخلية وخارجية، بعد أن تم رصد التحركات من قبل الأجهزة الأمنية وتابعتها على مدى أشهر طويلة».
وأمام ما اعتبره العاهل الأردني بأن «الفتنة وئدت»، أكد عبد الله الثاني أن «الأمير حمزة اليوم مع عائلته في قصره وبرعايته»، على أنه أعلن في رسالته التي بثها الديوان الملكي نهاية الأسبوع الماضي حسم طرق التعامل مع جوانب القضية الأخرى، لافتا إلى أنها «قيد التحقيق، وفقاً للقانون، ليتم التعامل مع نتائجه، في سياق المؤسسات، وبما يضمن العدل والشفافية»، وأن الخطوات القادمة، ستكون «محكومة بمعيار مصلحة الوطن ومصلحة الشعب».
وكتب الصحافي الأردني فهد الخيطان في يومية «الغد»، عن توفر «معلومات خطيرة عن نشاط عملياتي بلغ حد الحديث عن «ساعة الصفر ووقت التحرك»، وذلك مع توقيف عناصر الخلية وبدء التحقيق معهم، السبت الماضي. الخيطان الذي يرأس مجلس إدارة تلفزيون «المملكة» (تلفزيون رسمي بدأ بثه عام 2018)، أكد في مقاله، أن امتثال الأمير ووضعه لنفسه بين يدي الملك «لا يعفيه من المسؤولية عن دوره في القضية»، وأن الاعتقاد الأولي بأن رموز الفتنة عملوا «على توظيف الأمير لتحقيق مآربهم»، قد «نفته المعلومات الاستخبارية التي أشارت بوضوح إلى دور مختلف للأمير، وانخراط كامل في عمليات التحضير لساعة الصفر».
وكشف الخيطان المقرب من مراكز القرار، أن الأمير حمزة كان قد «اشترط تولي قيادة الجيش والإشراف على الأجهزة الأمنية ليتوقف عن نشاطاته المناوئة للحكم، في تحد لنص دستوري واضح وصريح»، حيث لا يسمح لأفراد العائلة المالكة تولي المواقع السياسية التنفيذية.
كما كشف الخيطان أن الرأي العام سيدرك حجم القضية وخطورتها، بعد الإجابة على سؤال الربط بين الأمير وباسم عوض الله، بعد انخراط الأخير في نشاط سياسي خارجي، لإضعاف موقف الأردن في مواجهة الضغوط للقبول بصفقة القرن ومخرجاتها الكارثية على مصالح الأردنيين ودولتهم وحقوق الفلسطينيين التاريخية.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.