ميركل تؤيد إغلاقاً مرحلياً لمواجهة الموجة الثالثة

شراء ألمانيا لقاح «سبوتنيك» يغضب فرنسا

احتجاجات في فرنكفورت أمس ضد قيود الإغلاق (إ.ب.أ)
احتجاجات في فرنكفورت أمس ضد قيود الإغلاق (إ.ب.أ)
TT

ميركل تؤيد إغلاقاً مرحلياً لمواجهة الموجة الثالثة

احتجاجات في فرنكفورت أمس ضد قيود الإغلاق (إ.ب.أ)
احتجاجات في فرنكفورت أمس ضد قيود الإغلاق (إ.ب.أ)

أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تأييدها لمقترح رئيس حزبها المسيحي الديمقراطي، أرمين لاشت، الداعي إلى فرض إغلاق مرحلي لمواجهة الموجة الثالثة لوباء «كورونا». وقالت ميركل، وفقاً لما نقله عنها مشاركون في اجتماع مغلق لقادة التحالف المسيحي، أمس (الأحد)، إنه يجب كسر النمو الأُسِّي لحالات عدوى «كورونا»، مشيرة إلى أن لاشت وصف هذا الإجراء بإغلاق الجسر.
كان لاشت، الذي يترأس أيضاً حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا، قد اقترح ما يعرف بـ«إغلاق الجسر» والرامي إلى اجتياز الفترة الحالية لحين إظهار حملة التطعيم تأثيراً أقوى مما هي عليه الآن في مواجهة الجائحة. ونقل المشاركون في الاجتماع لوكالة الأنباء الألمانية عن ميركل قولها إن «المسألة تدور حول عمل جسر يؤدي لمزيد من الحياة الطبيعية ويجب أن يكون هذا الجسر قصيراً». وقد قيَّم الحاضرون تصريحات ميركل على أنها تأييد صريح لرئيس حزبها، وذكرت ميركل أن جسر القيود يجب أن يكون قصيراً بقدر الإمكان. وأضافت أن هذا هو سبب ضرورة التعامل بشكل حازم.
وذكر مشاركون آخرون في الاجتماع أنه تم رفع مطالبة تنادي بعدم الانتظار للبدء في التدابير المقيدة عند وصول معدل الإصابة الأسبوعي إلى 100 شخص لكل مائة ألف نسمة، بل مع وصوله إلى 50 فقط. ونوّه المشاركون إلى أن وجهة نظر ميركل حول أن وضع «كورونا» أمر مأساوي، نالت دعماً كبيراً. وأشارت ميركل إلى أن الهدف يتمثل في الربط بين خطوات الفتح والاختبارات. كان رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، رالف برينكهاوس، قد أعلن قبل بدء المشاورات أنه سيتم الحديث مع المستشارة حول الخطط الخاصة بوضع قاعدة موحدة على مستوى ألمانيا خاصة بقانون الحماية من العدوى، بالإضافة إلى بحث ملف السياسة الخارجية.
وفي غضون ذلك، أعلن معهد «روبرت كوخ» أمس أن معدل الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا» المستجد على مدار سبعة أيام قد قارب الوصول إلى 200 حالة لكل 100 ألف شخص في ولاية سكسونيا شرق ألمانيا. وأوضح المعهد أن هذا المعدل المعروف باسم معدل الإصابات الأسبوعي بلغ في ولاية سكسونيا 4.‏193. وأشار المعهد إلى أن ولاية تورينغن هي الولاية الوحيدة التي تسبق ولاية سكسونيا في معدل الإصابة الأسبوعي.
وبالنسبة لألمانيا كلها، فقد بلغ معدل الإصابة الأسبوعي 2.‏129 أمس، بحسب بيانات المعهد. وأشار المعهد إلى أن تحليل الأعداد لا يزال صعباً، نظراً لأنه من المحتمل
أن يكون هناك تراجع في عدد الاختبارات التي تم إجراؤها خلال أيام عيد الفصح، ومن ثم يكون قد حدث تراجع لعدد النتائج والبيانات المسجلة. وكانت الحكومة الألمانية الاتحادية قد طرحت مسودة قانون أول من أمس السبت بهدف توحيد إجراءات مكافحة الموجة الثالثة من «كورونا» على مستوى ألمانيا. وبحسب المسودة، ستكون اختبارات الكشف عن «كورونا» إلزامية لطلاب المدارس. كما تنص المقترحات على إغلاق المدارس في حال زيادة معدل الإصابات الأسبوعي في منطقة ما على 200 حالة لكل 100 ألف نسمة خلال ثلاثة أيام متتالية. وقد تُستثنى فصول مراحل التخرج من الإغلاق.
إلى ذلك، أسف وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، أمس، لإعلان برلين بدء محادثات مع روسيا حول شراء جرعات من لقاح «سبوتنيك» ضد فيروس «كورونا» باعتباره «عملية إعلامية».
وقال بون متحدثاَ خلال برنامج «لو غران جوري» الذي تنقله إذاعة «آر تي إل» وصحيفة «لوفيغارو» وشبكة «إل سي إي» التلفزيونية: «هناك حملة انتخابية تبدأ في ألمانيا في سبتمبر (أيلول)، وهذا يبرر أيضاً كل البلبلة. أعتقد أنها عملية إعلامية مؤسفة». وأوضح أن «توجيه إشارات تعطي انطباعاً بأن هناك جرعات مخزنة لا نستخدمها، أمر غير مسؤول وغير جدي».
وكان وزير الصحة الألماني ينس شبان قد أعلن أن بلاده ستبدأ محادثات مع روسيا حول إمكانية شراء لقاح «سبوتنيك» في حال حصل على موافقة السلطات الأوروبية. وقال المسؤول الفرنسي: «كانت المستشارة أنجيلا ميركل في غاية الوضوح، وهذا ما يهم. فقد قالت إنها تريد أن يتم الأمر ضمن الإطار الأوروبي». وتابع: «وزير الصحة نفسه قال إن اللقاح الروسي لا يمكن إنتاجه قبل شهرين إلى خمسة أشهر» بسبب المهل الضرورية للمصادقة عليه في الاتحاد الأوروبي، ولإنشاء قدرات إنتاج لا تزال ضرورية. وتثير مسألة استخدام لقاح «سبوتنيك» جدلاً في أوروبا.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.