«قواعد العشق الأربعون»... دعوة لصفاء الروح وتسامح العقل

المسرحية المصرية مأخوذة عن الرواية الشهيرة لأليف شافاك

لقطات من المسرحية  (مسرح السلام)
لقطات من المسرحية (مسرح السلام)
TT

«قواعد العشق الأربعون»... دعوة لصفاء الروح وتسامح العقل

لقطات من المسرحية  (مسرح السلام)
لقطات من المسرحية (مسرح السلام)

يطيب لكثير من صناع الفن المسرحي عدم المغامرة والسير في المناطق المألوفة إبداعياً، بحيث يضمنون الحد الأدنى من النجاح الذي يكون هنا أقرب لمجرد الحضور والوجود على الساحة عبر عمل لا يبقى كثيراً في الذاكرة لأنه لا يحمل جديداً، في حين يجنح آخرون إلى خوض غمار المجازفة بأعمال مختلفة تبدو أقرب للرهان، فإما أن يكسبوا كل شيء أو يخسروا كل شيء، وتنتمي مسرحية «قواعد العشق الأربعون» للنوع الثاني، فهي مأخوذة عن عمل روائي شهير بالاسم نفسه للكاتبة التركية أليف شافاك، ظل يتصدر قوائم الأكثر مبيعاً لسنوات حين تمت ترجمته إلى العربية، ما يعني أن المقارنة بين العمل الأصلي ونظيره على الخشبة ستكون حاضرة طوال الوقت، كما يجب على صناع العمل في هذه الحالة أن يثبتوا أن لديهم جديداً يقدمونه بصرياً، بحيث لا يبدو العرض مجرد استثمار انتهازي لرواية شهيرة ترجمت لمعظم اللغات الحية، أضف إلى ذلك صعوبة الموضوع نفسه، فأنت هنا لا تتحدث عن حبكة مشوقة تتصاعد فيها الأحداث على غرار الروايات البوليسية، وإنما عن أجواء روحانية يتمحور الصراع الدرامي فيها عبر الأفكار والمناظرات بين عالم التطرف والرؤية الضيقة للنفس والآخر، والوجود وبين عالم التسامح والرؤية الرحبة التي تسع الجميع.
نجح صناع المسرحية التي عرضت مساء أول من أمس على مسرح «السلام» بوسط القاهرة، في تجاوز مثل هذا المحاذير عبر نص منضبط ومكثف لم يغرق في الاستطرادات المملة أو الحشو الزائد في الحوار؛ كتبه كل من ياسمين إمام وخيري الفخراني، فيما يبدو أنه ورشة كتابة تحت إشراف الكاتبة رشا عبد المنعم، حيث استمرت رحلة الإعداد للعمل عامين كاملين من التجهيز وإعادة النظر ليخرج في النهاية بهذا الشكل الممتع الذي يعزف على مشاعر عميقة داخل المتلقي، وكانت النتيجة إقبالاً كبيراً من الجمهور جعل العمل يعود للعرض للموسم الخامس.
تدور أحداث الرواية في خطين متوازيين؛ الأول في الوقت الحاضر من خلال «أيلا» التي تعيش بالولايات المتحدة والمتزوجة من «عزيز» طبيب الأسنان الناجح، حيث تبدو حياتها رائعة من الخارج، لكنها من الداخل تعيش تعاسة مريرة. تجد البطلة ضالتها حين تطالع معجزات الحب الروحي التي تجسدها شخصية هذا الثنائي العجيب شمس الدين التبريزي وجلال الدين الرومي.
واختار كتاب المسرحية إسقاط الزمن الحاضر المتمثل في «أيلا» وحياتها اليومية بصحبة عائلتها والتركيز على الخط الثاني التاريخي الذي يعود بالأحداث إلى ما قبل ثمانية قرون، حيث الصراع مع بعض من يسيئون تفسير النصوص الدينية وينصبون من أنفسهم أوصياء على الآخرين، فيوزعون شهادات الكفر والإيمان حسب أهوائهم، وينفون الآخر المختلف معهم على نحو ينتهي بمقتل شمس الدين التبريزي، لكن النتيجة أن «الرومي» يتحول إلى داعية للتسامح، ويثبت أن طاقة الحب أقوى من سموم الكراهية.
استطاع الفنان المصري بهاء ثروت، الإمساك بمفاتيح شخصية شمس التبريزي، وابتعد عن الأداء الخطابي أو الوعظ المباشر صاحب النبرة الزاعقة، كما جاء أداء فوزية محمد لدور «كيميا» لافتاً، حيث استطاعت نقل مشاعر فتاة تذوب رقة وتتمزق حيرة بين طريق الروحانيات وبين احتياجات أنثى تتوق إلى العشق والزواج وتكوين الأسرة والأبناء، أما هشام علي، فقد أجاد تجسيد شخصية الخطيب الذي يتخذ من الدين ستاراً لتحقيق مآربه الشخصية الانتهازية.
اللافت أن العرض لم يعتمد فقط على رواية الكاتبة التركية، وإنما بحثت ورشة الكتابة طويلاً في العديد من المصادر التاريخية الأخرى على نحو جعل ميلاد المسرحية يتأخر كثيراً بسبب رغبة صناع العمل في مزيد من التجويد والتدقيق، وهو ما يعتبره الناقد الفني محمد البرعي نقطة مميزة في صالح هذه التجربة الفنية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، «الإقبال الجماهيري على العمل يؤكد أننا نكسب حين نراهن على الوعي العام للمتلقي الذي ينحاز إلى الأعمال الجادة الهادفة مهما بدا مضمونها للوهلة الأولى وكأنه غير مشوق».
ويبدو أن الأجواء الروحانية تمثل موضوعاً شديد الجاذبية للمخرج المسرحي المصري عادل حسان، الذي سبق له تقديم «اقترب ورأى» الذي كان بداية اكتشافه لهذا العالم المدهش، أما في تجربة «الجبل» فعثر على ضالته المفقودة في موسيقى المولوية، وفي «شيكانارا» دارت الأحداث حول مسيرة أحد رواد العشق الروحي، ومن هنا جاء حماسه للاشتغال على رواية «قواعد العشق»، الذي وجد فيها نافذة جديدة يطل منها على العالم نفسه وفق مفردات مختلفة.



ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
TT

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ازدهرت ألحان وألوان من الموسيقى السعودية على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية، وشارك 100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، في رسم لوحة جمالية، جمعت التراث بالثقافة وعذوبة المفردة الموسيقية السعودية.

وعزفت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، أجمل الألحان الموسيقية في ليلة استثنائية كان الإبداع عنوانها، وقدمت التراث الغنائي السعودي وما يزخر به من تنوع على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية، بحضور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام وحضور جماهيري كبير.

‏وبدأت الليلة السعودية في اليابان، بجمالية الاستقبال بالقهوة السعودية لجمهور حفل روائع الأوركسترا السعودية في طوكيو، قبل أن ينطلق العرض الموسيقي الذي افتتحه باول باسيفيكو الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى بالسعودية، وقال في كلمته خلال الحفل، إن النجاحات الكبيرة التي حققتها المشاركات السابقة لروائع الأوركسترا السعودية في العواصم العالمية، عازياً ما تحقق خلال حفلات روائع الأوركسترا السعودية إلى دعم وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى.

100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي شاركوا في الليلة الختامية (واس)

وعدّ باسيفيكو «روائع الأوركسترا السعودية» إحدى الخطوات التي تسهم في نقل التراث الغنائي السعودي، وما يزخر به من تنوع إلى العالم عبر المشاركات الدولية المتعددة وبكوادر سعودية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى، مشيراً إلى سعي الهيئة للارتقاء بالموسيقى السعودية نحو آفاق جديدة، ودورها في التبادل الثقافي، مما يسهم في تعزيز التواصل الإنساني، ومد جسور التفاهم بين شعوب العالم عبر الموسيقى.

وبدأت «الأوركسترا الإمبراطورية اليابانية - بوغاكو ريو أو» بأداء لموسيقى البلاط الإمبراطوري الياباني، وهي موسيقى عريقة في الثقافة اليابانية، توارثتها الأجيال منذ 1300 عام وحتى اليوم. وأنهت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي الفقرة الثانية من الحفل بأداء مُتناغم لـ«ميدلي الإنمي» باللحن السعودي، كما استفتحت الفقرة التالية بعزف موسيقى افتتاحية العلا من تأليف عمر خيرت.

حضور جماهيري كبير شهدته ليلة "روائع الأوركسترا السعودية" على مسرح "طوكيو أوبرا سيتي" (واس)

وبتعاون احتفى بالثقافتين ومزج موسيقى الحضارتين، اختتم الحفل بأداء مشترك للأوركسترا السعودية مع أكاديمية أوركسترا جامعة طوكيو للموسيقى والفنان الياباني هوتاي، وبقيادة المايسترو هاني فرحات، عبر عدد من الأعمال الموسيقية بتوزيع محمد عشي ورامي باصحيح.

واختتمت هيئة الموسيقى «روائع الأوركسترا السعودية» الجمعة، بحضور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، في جولتها الخامسة بعد النجاحات التي حققتها في 4 محطات سابقة، حيث تألقت في كل جولة بدايةً من باريس بقاعة دو شاتليه، وعلى المسرح الوطني بمكسيكو سيتي، وعلى مسرح دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكون بمدينة نيويورك، وفي لندن بمسرح «سنترال هول وستمنستر».

اروقة مسرح "طوكيو أوبرا سيتي" اكتضت بالحضور منذ وقت مبكر (هيئة الموسيقى)

وتعتزم هيئة الموسيقى في السعودية استمرار تقديم عروض حفلات «روائع الأوركسترا السعودية» في عدة محطات، بهدف تعريف المجتمع العالمي بروائع الموسيقى السعودية، وتعزيزاً للتبادل الثقافي الدولي والتعاون المشترك لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تتقاطع مع مستهدفات هيئة الموسيقى.