انقلابيو اليمن يعرقلون ثاني اتفاق لفتح طريق البضائع إلى الشمال

مسلحون حوثيون في سيارة عسكرية بصنعاء (أ.ف.ب)
مسلحون حوثيون في سيارة عسكرية بصنعاء (أ.ف.ب)
TT

انقلابيو اليمن يعرقلون ثاني اتفاق لفتح طريق البضائع إلى الشمال

مسلحون حوثيون في سيارة عسكرية بصنعاء (أ.ف.ب)
مسلحون حوثيون في سيارة عسكرية بصنعاء (أ.ف.ب)

من جديد، اصطدمت الجهود التي يبذلها «التحالف المدني للسلم»، وهو مؤسسة يمنية مدنية، والغرفتان التجاريتان في صنعاء وعدن بتعنت ميليشيات الحوثي وعرقلتها فتح طريق إب - الضالع لمرور البضائع، وذلك بعد عامين من إغلاقها بهدف عرقلة وصول الإمدادات والبضائع من ميناء عدن إلى محافظات شمال اليمن، وهو الأمر الذي تسبب في إجبار المسافرين على المرور عبر طرق التفافية تستغرق أكثر من 12 ساعة.
مصادر تجارية وأخرى سياسية ذكرت لـ«الشرق الأوسط»، أن الجانب الحكومي وافق من جديد على إعادة فتح الطريق الرئيسية، التي تربط محافظة الضالع بمحافظة إب، وبما يسهل حركة نقل البضائع في المرحلة الأولى، إلا أن الاتفاق ينتظر توقيعه من قبل ميليشيات الحوثي التي أفشلت من قبل اتفاقاً مماثلاً.
كان «التحالف المدني للسلم» والغرفتان التجاريتان في عدن وصنعاء استأنفوا مساعيهم من جديد خلال الأسبوعين الماضيين، وتم التوصل إلى صيغة اتفاق تمت مناقشها مع الميليشيات والجانب الحكومي.
هذه المصادر ذكرت أن اللقاءات التي عقدت بين ممثلي «التحالف المدني للسلم» والجانب الحكومي والغرفة التجارية في عدن أفضت إلى التوقيع على الصيغة المقترحة، من قبل رئيس الغرفة التجارية ومحافظ محافظة الضالع اللواء علي مقبل صالح في 28 من مارس (آذار) الماضي.
كما ذكرت المصادر أن الغرفة التجارية بصنعاء أعلنت من جهتها موافقتها الكاملة، وأن تنفيذ الاتفاق لا يزال ينتظر توقيع ممثل ميليشيات الحوثي، بعد مضي أكثر من 12 يوماً على توقيعه من الجانب الحكومي، حيث تماطل الميليشيات وتريد استخدام الاتفاق ورقةً في المفاوضات مع الجانب الحكومي حول إعادة تفعيل اتفاق استوكهولم بشأن دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، بعد أن تعطل الاتفاق باستيلاء الميليشيات على سبعين مليار ريال من رسوم تلك السفن، التي وضعت في حساب بنكي خاص برواتب الموظفين، ويشرف عليه مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن (الدولار يقدر بـ600 ريال يمني).
الاتفاق الجديد ينص على فتح الطريق الممتدة من مدينة دمت الواقعة على حدود محافظة إب والخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي إلى مدينة الضالع مروراً بمنطقة مريس، وأن تمتنع الأطراف عن إطلاق النار على القاطرات ووسائل النقل التجارية في كلا الاتجاهين، وأن يشكل كل طرف لجنة تشرف على سلامة عبور الطريق، ومعالجة أي اختلال أو حدث طارئ، بعدها يتم إعلان وقف إطلاق النار من الجانبين، وتهيئة وإعادة تشغيل الطريق خلال أسبوعين من تاريخ الإعلان عنه، على أن يتم النظر بالسماح للأفراد بالمرور من هذا الطريق بعد شهرين على بدء تشغيله.
وبموجب مسودة الاتفاق ستمارس النقاط الأمنية من الجانبين «إجراءات التفتيش الروتيني» بدون أي تشديد أو عرقلة بعد اعتماد تقنية المسح الضوئي للحاويات من سلطات ميناء الحاويات في عدن.
ومن شأن نجاح هذا الاتفاق - وفق ما يقوله الساعون من أجله «توفير نصف المسافة التي يقطعها المسافرون من محافظات الشمال إلى عدن، وتجنيب القاطرات العبور في طرق التفافية غير صالحة للناقلات الكبيرة، فضلاً عن التوقف عن حملها على قطع يومين إضافيين بسبب قطع الميليشيات لهذه الطريق».
كانت الميليشيات الحوثية، وبعد أن وافقت في نهاية العام الماضي على اتفاق مشابه، عادت وأفشلته عند بدء تنفيذه، وطالبت بانسحاب القوات الحكومية إلى مسافة بعيدة عن خطوط التماس في حين تحتفظ هي بقواتها في مواقعها.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».