فتح وحماس تحذران نتنياهو من زيارة الحرم الإبراهيمي في الخليل وتدعوان لمواجهته

بعد تسريبات حول نيته زيارة المسجد لأغراض انتخابية

فتح وحماس تحذران نتنياهو من زيارة الحرم الإبراهيمي في الخليل وتدعوان لمواجهته
TT

فتح وحماس تحذران نتنياهو من زيارة الحرم الإبراهيمي في الخليل وتدعوان لمواجهته

فتح وحماس تحذران نتنياهو من زيارة الحرم الإبراهيمي في الخليل وتدعوان لمواجهته

حذرت حركتا فتح وحماس من خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زيارة الحرم الإبراهيمي في الخليل، ووصفتا الزيارة المحتملة بأنها تسهم في تحويل الصراع إلى ديني بدلا من سياسي، وتصب الزيت على النار وتخلف عواقب لا يمكن لأحد السيطرة عليها، ودعوتا إلى مواجهة نتنياهو.
وقال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي «الزيارة مرفوضة وستصب الزيت على النار وتدفع إلى تأجيج الأوضاع وتسهم في تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، الأمر الذي لا يستطيع أحد التكهن لمعرفة عواقبه الخطيرة إن حدثت».
وأضاف القواسمي: «إن نتنياهو يشعل أتون الصراعات الدينية ويستغل أماكن العبادة لدعايته الانتخابية، متجاوزا كل الخطوط الحمراء، وضاربا بعرض الحائط كل المحرمات والأماكن المقدسة، التي طالما طالبنا بتحييدها عن الصراع».
وتابع: «الحرم الإبراهيمي الشريف هو وقف ومسجد إسلامي خالص، وسندافع عن مقدساتنا كافة، ولن نقبل بسياسة الأمر الواقع التي تحاول حكومة الاحتلال فرضها».
وجاءت تحذيرات فتح بعدما قالت مصادر إسرائيلية، أن نتنياهو يعتزم زيارة الحرم الإبراهيمي، الذي سمي إسرائيليا «مغارة المكفيلا» في البلدة القديمة في الخليل، لأغراض انتخابية.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية عن مصادر في «البيت اليهودي» وهو الحزب الديني المتطرف الذي ينافس على الانتخابات الإسرائيلية، أن نتنياهو يخطط لزيارة «المكفيلا» وهي معقل غلاة المستوطنين في محاولة لجذب مزيد من أصوات الناخبين المتشددين.
وبحسب «يديعوت أحرنوت» فإن نتنياهو سيستهل جولته في الخليل بزيارة للمجمع الاستيطاني «غوش عتصيون» ومن ثم للحرم الإبراهيمي.
ووصف مراقبون زيارة نتنياهو بأنها تحمل تطورا ذات مغزى، ويمكن أن تقود إلى «إشعال الوضع» في الضفة الغربية. وينظر الفلسطينيون بحساسية كبيرة تجاه المواقع الدينية.
وتسببت زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون للمسجد الأقصى في عام 2000 باندلاع الانتفاضة الثانية التي عرفت بانتفاضة الأقصى واستمرت لسنوات طويلة وحصدت آلاف الأرواح، كما أن قرار نتنياهو نفسه في عام 1996 فتح نفق تحت الحرم القدسي أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن مقتل قرابة 60 فلسطينيا و17 جنديا إسرائيليا.
وحسب مصادر إسرائيلية، فإن مكتب نتنياهو يدرس العواقب الأمنية المحتملة لمثل هذه الزيارة التي يؤيدها البعض ويرفضها البعض الآخر.
وقسم الإسرائيليون الحرم الإبراهيمي عام 1994 بعد أن ارتكب المستوطن الإسرائيلي المتطرف باروخ جولدشتاين مذبحة بداخله قتل خلالها 29 مصليا أثناء أدائهم صلاة الفجر في رمضان.
وحول الإسرائيليون جزءا من المسجد إلى كنيس يهودي يؤدي فيه غلاة المستوطنين الصلاة.
وطالما كان المسجد الإبراهيمي نقطة للتوتر في الخليل وشهد مواجهات دامية بين الطرفين.
ودعت حماس إلى مواجهة نتنياهو ومنعه من الزيارة.
وقال القيادي في الحركة حسام بدران في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، «ندعو أهلنا في الخليل إلى مواجهة نتنياهو إذا أصر على نيته في تدنيس الحرم الإبراهيمي. هي فرصة لتحرك جماهيري تشارك فيه كل القوى والفعاليات الشبابية ليعلم هذا المجرم أن هذه الأرض لنا ولنا وحدنا».
كما حذر عزت الرشق القيادي في حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من ما سماه «مغبة» إقدامه على اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل.
وقال الرشق صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «نحذّر المجرم نتنياهو من مغبّة الإقدام على اقتحام وتدنيس الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، ونعدّه تصعيدًا خطيرًا لن يسكت عنه شعبنا الفلسطيني».
وأضاف: «إن الحرم الإبراهيمي هو وقف إسلامي خالص، وكذا المقدسات الإسلامية في فلسطين، ولن يكون مزادًا للدعاية الانتخابية الصهيونية الرخيصة».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم