بالإجماع.. مجلس الأمن يدين استيلاء الحوثيين على اليمن

أنصار الله يرفضون التهديدات..ومحمد الحوثي يزاول مهامه من القصر الرئاسي * دعوات لنقل العاصمة إلى عدن

متمردون حوثيون مسلحون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء أمس (رويترز)
متمردون حوثيون مسلحون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء أمس (رويترز)
TT

بالإجماع.. مجلس الأمن يدين استيلاء الحوثيين على اليمن

متمردون حوثيون مسلحون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء أمس (رويترز)
متمردون حوثيون مسلحون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء أمس (رويترز)

أدان مجلس الأمن الدولي في قرار صدر بالإجماع أمس، استيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن، وطالبهم بإعادة الشرعية، وإطلاق الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي.
وأدان القرار، الذي يحمل رقم 2201، استخدام الحوثيين للعنف وأعلن دعمه للمسار السياسي في اليمن، وكذلك دعمه لمهمة مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر.
واستبقت جماعة أنصار الله الحوثية اجتماع مجلس الأمن الدولي، مساء أمس، للتصويت على قرار بشأن تطورات اليمن، بإعلان رفض الضغوط و«التهديدات».
وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الجماعة، قبيل ساعات من اجتماع مجلس الأمن، إن الشعب اليمني «لن يركع أمام أي تهديد أو وعيد».
كما ردت الجماعة على بيان مجلس التعاون الخليجي الذي صدر أول من أمس، وهدد باتخاذ إجراءات ضد الانقلاب الحوثي، بالقول إنه «ليس مفاجئا أن يصدر بيان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي برفض ما سماه الإعلان الدستوري، فلا جديد في موقفه هذا لأنه سبق وأصدر مثله وأكثر منه في أوقات سابقة».
ويطالب القرار الدولي من الحوثيين الانسحاب فورا ومن دون شروط من المؤسسات التي يسيطرون عليها والإفراج عن الرئيس المستقيل وأعضاء حكومته الذين يقبعون تحت الإقامة الجبرية، والتفاوض «بحسن نية» حول حل سياسي للأزمة برعاية أممية.
ويتضمن النص إمكانية فرض عقوبات في حال عدم احترام قرارات مجلس الأمن، لكنه لن يذهب إلى حدود إصدار قرار تحت الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة.
في غضون ذلك، هدد اجتماع عقد في عدن حضره محافظها عبد العزيز بن حبتور، بنقل العاصمة من صنعاء إلى عدن، في حال أصر الانقلابيون الحوثيون على استئثارهم بالسلطة. كما تضمن البيان الختامي للاجتماع التأكيد على «العمق العربي والخليجي، وفي مقدمتهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية»، وطالب برعاية أكبر للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والتمسك بالشرعية والرئيس المستقيل هادي.
في غضون ذلك، مارس محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية الحوثية، مهام وصلاحيات رئيس البلاد الفعلي في اليمن، من خلال سلسلة اجتماعات عقدها في القصر الجمهوري بصنعاء أمس.
وناقشت «اللجنة الثورية» خلال تلك الاجتماعات «اللائحة المنظمة لعملها خلال الفترة المقبلة, ومهامها في متابعة تسيير شؤون الدولة لحين تشكيل مؤسساتها وفقا للإعلان الدستوري».
من جانبه، دعا حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، القوى السياسية إلى اتفاق يضمن التوافق ويجنب البلاد الويلات.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.