مشاورات أميركية مع الحلفاء حول «الألعاب الأولمبية» في بكين

رياضي يشارك بجولة تدريبية لـ«الأولمبياد الشتوية» في بكين أمس (رويترز)
رياضي يشارك بجولة تدريبية لـ«الأولمبياد الشتوية» في بكين أمس (رويترز)
TT

مشاورات أميركية مع الحلفاء حول «الألعاب الأولمبية» في بكين

رياضي يشارك بجولة تدريبية لـ«الأولمبياد الشتوية» في بكين أمس (رويترز)
رياضي يشارك بجولة تدريبية لـ«الأولمبياد الشتوية» في بكين أمس (رويترز)

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن تجري مشاورات مع الحلفاء بشأن اعتماد مقاربة مشتركة حيال الصين وسجلها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك كيفية التعامل مع دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة في بكين التي حذرت من عواقب أي خطوة كهذه. وتبدأ دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين يوم 4 فبراير (شباط) 2022. ونفت الصين كل التهم المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، بل إنها تدعي وجود «دوافع سياسية» كامنة وراء جهود المقاطعة.
واقترح مسؤولون في الإدارة الأميركية بداية احتمال مقاطعة الألعاب الأولمبية احتجاجاً على انتهاكات حقوق الإنسان في الصين، غير أن مسؤولاً كبيراً أوضح لاحقاً أن المقاطعة لم تجر مناقشتها بعد، مضيفاً أن موقف الولايات المتحدة من دورة عام 2022 لم يتغير. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، بأن الإدارة على اتصال متكرر مع الحلفاء والشركاء بشأن مخاوفهم المشتركة حيال الصين، موضحاً أن المشاورات تجرى من أجل تشكيل جبهة موحدة. وقال إن «جزءاً من مراجعتنا لتلك الألعاب الأولمبية وتفكيرنا سيشمل مشاورات وثيقة مع الشركاء والحلفاء في كل أنحاء العالم».
ورفض برايس تحديد موعد لاتخاذ قرار بشأن دورة الألعاب الأولمبية، لكنه أشار إلى أنه لا يزال هناك نحو سنة لموعد بدء الألعاب. وقال إن «هذه الألعاب لا تزال بعيدة بعض الوقت. لا أريد وضع إطار زمني لذلك، لكن هذه المناقشات جارية»، مضيفاً أنه «أمر نرغب بالتأكيد في مناقشته، وهو بالتأكيد أمر نفهم فيه أن المقاربة المنسقة لن تكون في مصلحتنا فحسب؛ بل أيضاً في مصلحة حلفائنا وشركائنا. لذا؛ فهذه إحدى القضايا المطروحة على جدول الأعمال، سواء الآن وفي المستقبل».
ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، الاتهامات بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات العرقية في منطقة شينجيانغ، محذراً من «رد صيني قوي» غير محدد على مقاطعة محتملة لدورة الألعاب الأولمبية. وقال إن «تسييس الرياضة سيضر بروح الميثاق الأولمبي ومصالح الرياضيين من جميع البلدان»، علماً بأنه «لن يقبلها المجتمع الدولي؛ بما في ذلك اللجنة الأولمبية الأميركية».
وتحتج جماعات حقوق الإنسان على استضافة الصين دورة الألعاب الأولمبية، التي من المقرر أن تبدأ في فبراير 2022، وطالبت بمقاطعة دبلوماسية أو مباشرة للحدث بغية لفت الانتباه إلى الانتهاكات الصينية المزعومة ضد الأويغور والتيبتيين وسكان هونغ كونغ.
التقت مجموعات حقوقية بـ«اللجنة الأولمبية الدولية»، وقيل لها إن «اللجنة الأولمبية» يجب أن تظل «محايدة» سياسياً. وأخبرتهم اللجنة بأن الصين قدمت «تأكيدات» بشأن أوضاع حقوق الإنسان.
وكذلك أعلنت «اللجنة الأولمبية الدولية» و«اللجنة الأولمبية والبارا - أولمبية الأميركية» في الماضي أنهما تعارضان المقاطعة. وكان رئيس «اللجنة الأولمبية الدولية»، توماس باخ، عدّ في مارس (آذار) الماضي أن «التاريخ يظهر أن المقاطعات لا تحقق شيئاً أبداً». وقال: «ليس لها منطق. لماذا تعاقب الرياضيين من بلدك إذا كان لديك خلاف مع حكومة من بلد آخر؟ هذا فقط لا معنى له».
كذلك، شككت «اللجنة الأولمبية والبارا أولمبية الأميركية» في فاعلية المقاطعة. وقالت في بيان: «نحن نعارض مقاطعة الألعاب لأنها ثبت أنها تؤثر سلباً على الرياضيين بينما لا تعالج بشكل فعال القضايا العالمية». وأضافت: «نعتقد أن مسار العمل الأكثر فاعلية هو أن تشارك حكومات العالم والصين بشكل مباشر في قضايا حقوق الإنسان والقضايا الجيوسياسية».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».