القطاع الخاص السعودي لشراكة مع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة

عضو برنامج الميثاق الدولي لـ«الشرق الأوسط»: هدفنا الاندماج مع أكثر من 60 شبكة عالمياً

مجلس الغرف السعودية يبحث مشاركة قطاع الأعمال في برامج الأمم المتحدة (الشرق الأوسط)
مجلس الغرف السعودية يبحث مشاركة قطاع الأعمال في برامج الأمم المتحدة (الشرق الأوسط)
TT

القطاع الخاص السعودي لشراكة مع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة

مجلس الغرف السعودية يبحث مشاركة قطاع الأعمال في برامج الأمم المتحدة (الشرق الأوسط)
مجلس الغرف السعودية يبحث مشاركة قطاع الأعمال في برامج الأمم المتحدة (الشرق الأوسط)

يجري مجلس الغرف السعودية حالياً مشاورات مع فريق من الأمم المتحدة، بشأن دور المجلس كمظلة لقطاع الأعمال بالمملكة في تعزيز وتمكين مشاركة القطاع الخاص السعودي في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة من خلال مبادرة الميثاق العالمي للأمم المتحدة، وهي أكبر مبادرة تهدف إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية للشركات، وتضم أكثر من 12 ألف عضو من مؤسسات الأعمال والمنظمات من 170 دولة حول العالم.
ويأتي التعاون انطلاقا من أهداف مجلس الغرف السعودية في بناء الشراكات والتحالفات الاستراتيجية مع الكيانات والمنظمات الدولية التي تعزز من مكانة المملكة الاقتصادية ودورها على الصعيد العالمي كقوة مؤثرة وفاعلة في التنمية الاقتصادية الشاملة من الناحية البيئية والاجتماعية، ولتأكيد الدور الفاعل للقطاع الخاص السعودي في تنفيذ الأجندة العالمية للتنمية المستدامة.
وعقدت ورشة عمل بين المسؤولين في المجلس والأمم المتحدة لمناقشة الدور المأمول من المجلس لدفع شركات القطاع الخاص بالسعودية للانضمام لمبادرة الميثاق العالمي ومواءمة استراتيجياتها وعملياتها التجارية والتشغيلية مع 10 مبادئ عالمية تتعلق بحقوق الإنسان، والعمل، والبيئة ومكافحة الفساد، واتخاذ الإجراءات التي تعزز الأهداف المجتمعية، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتي تتقاطع في كثير من محاورها مع أهداف رؤية 2030.
ويتطلع مجلس الغرف السعودية، من خلال هذا التعاون إلى تسخير جهود الخبراء والمختصين في الأمم المتحدة لتمكين الشركات السعودية من الانخراط في هذه المبادرة العالمية، وتحسين مستوى الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية لدى تلك الشركات وزيادة الجهود التوعية والتثقيف بأهميتها وتأثيرها على الأنشطة التجارية والبيئة والمجتمع، وتحقيق الاستفادة من خبرات الأمم المتحدة والشركات العالمية والخدمات المقدمة في إطار هذه المبادرة وصولاً إلى تمكين فعلي للقطاع الخاص السعودي في أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وفي هذا الصدد، قال عضو مجموعة التأسيس لبرنامج الميثاق الدولي في السعودية المهندس فيصل الفضل ممثل المنظمات غير الحكومية لدى الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: الغرض من تطوير وتنفيذ مجموعة موحدة من معايير الجودة عبر جميع شبكات الاتفاق العالمي المحلية، وتوفير مزيد من الوضوح حول التوقعات الموجودة لجميع شبكات التنمية المستدامة وزيادة التوافق حول مجموعة أدوات مشتركة من معايير الحوكمة والإدارة والنزاهة والإبلاغ بروح (الاتفاق العالمي الواحد) المبين في استراتيجية منظمة الاتفاق العالمي الخاص ببرنامج عام 2020.
وأضاف أن هذه حقبة جديدة للأعمال التجارية السعودية للاندماج والتواصل مع أكثر من 60 شبكة عالميا اعتمدت «الميثاق الدولي» المتكونة من أصحاب المصلحة المتعددين بأكثر من 11 ألفا من شركات ومؤسسات الأعمال المتعددة المجالات التجارية والصناعية، فضلا عن 3 آلاف من المؤسسات غير التجارية.
وقال الفضل لـ«لشرق الأوسط»: «دورنا في المجموعة المؤقتة التأسيس التي يقودها مكتب التنسيق للأمم المتحدة بالمملكة العربية السعودية هو العمل المؤقت بهدف التشجيع والتعريف ببرنامج الميثاق العالمي للأمم المتحدة ومبادئه العشرة وأهداف التنمية المستدامة في تعزيز أنشطته واتصالاته مع الشركات وأصحاب المصلحة الآخرين ذوي الصلة وتنمية الاهتمام والتطوير المستمر».
واستطرد أن أعمال مجلس الغرف السعودي تتقاطع مع أهداف التنمية المستدامة القائمة من وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودي مع الأمم المتحدة التي تشجع مساهمات القطاع الخاص في خطط عمل التنمية الوطنية، التي تفصح عنها في الاستعراض الطوعي الوطني عام 2018، بالإضافة إلى العمليات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المحلية الأخرى ذات الصلة بأهداف التنمية المستدامة». ويرى الفضل أن تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة أهم عنصر لتحقيق الأهداف الوطنية، وتتطلب هياكل حوكمة نوعية وخطة تفعيل إدارية ومالية المالية من بين متطلبات أخرى للمساعدة في إنشاء شبكة وطنية للميثاق العالمي في السعودية، ما من شأنه أن يسهم ذلك في رسم ملامح خطة الاستدامة في المملكة، عند حشد الشراكات وأصحاب المصلحة المعنيين بالاستدامة بما يسهم بتحقيق أهداف التنمية العالمية.


مقالات ذات صلة

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

ينطلق يوم الأحد، «قطارُ الرياض» الأضخمُ في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتضمَّن أطولَ قطار من دون سائق في العالم.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

ينطلق «قطار الرياض»، الأحد، بـ3 مسارات من أصل مساراته الـ6، الذي يتوقع أن يخفف من ازدحام السير في العاصمة السعودية بواقع 30 في المائة.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

السعودية تتصدر دول «مجموعة العشرين» في انخفاض تكلفة النقل العام

تتصدر السعودية دول «مجموعة العشرين» في انخفاض أسعار تكلفة النقل العام، بالمقارنة مع متوسط دخل الفرد الشهري، وفق ما أظهرته بيانات تطبيق «درب».

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد لقطات أثناء تجربة «مترو الرياض» خلال الفترة الماضية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض) play-circle 02:15

«قطار الرياض» يحوّل العاصمة إلى منطقة اقتصادية أكثر جذباً للشركات العالمية

يرى مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن «قطار الرياض» الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، سيحول العاصمة السعودية إلى منطقة اقتصادية.

بندر مسلم (الرياض)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.