تربع فيروس كورونا على المركز الثالث في قائمة الأمراض المسببة للوفاة في الولايات المتحدة، إذ يأتي بعد مرضى القلب والسرطان، وذلك وفقاً لتقرير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وتسبب فيروس كورونا في وفاة أكثر من 553 ألف شخص في أميركا منذ تفشي الجائحة العام الماضي (2020)، في المقابل ولأول مرة، حققت حملات التطعيم للقاح «كوفيد - 19» رقماً قياسياً يومياً، إذ بلغت الأعداد اليومية 3 ملايين شخص يتلقون اللقاح، وفقاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وفي يوم السبت أول من أمس، تلقى أكثر من أربعة ملايين جرعة في يوم واحد لأول مرة.
وتعكس هذه المعالم زيادة مطردة في قدرة الولايات على إيصال اللقاحات إلى المتلقين، ففي أوائل شهر مارس (آذار) الماضي، تجاوزت البلاد متوسط مليوني جرعة يتم تناولها يومياً، خلافاً على ما كانت عليه في السابق، ليصل إجمالي من تلقوا اللقاح إلى 104 ملايين شخص تلقوا جرعة واحدة على الأقل، بما في ذلك نحو 59.9 مليون شخص تم تطعيمهم بالكامل بواسطة لقاح جرعة واحدة من «جونسون أند جونسون»، أو «موديرنا» أو «فايزر». فيما أكدت الولايات المتحدة أنها تعمل على نقل تجربتها في التعامل مع جائحة كورونا إلى دول العالم الأخرى، سواء كانت في عمليات الفحوص، والاختبارات، وصولاً إلى آليات التطعيم وتوزيع اللقاح على السكان، إذ خصصت 800 مليون دولار لأنشطة الكشف عن الأمراض، والاستجابة للطوارئ العالمية لأكثر من 50 دولة تعمل على الاستجابة لهذا الوباء.
- دعم 50 دولة
وفي مؤتمر صحافي شاركت به «الشرق الأوسط» الجمعة، مع مركز الصحافة الأجنبية في وزارة الخارجية بواشنطن، قالت روشيل والينسكي، مديرة مركز السيطرة على الأمراض، إن الولايات المتحدة دعمت أكثر من 50 بلداً في توفير الموارد اللازمة لمكافة «كوفيد - 19»، ودعم التقاط البيانات الإلكترونية الوبائية الاختبارات المعملية للاستجابات، بالإضافة إلى الوقاية من العدوى ومكافحتها. وفي ردٍ على سؤال «الشرق الأوسط»، حول مساهمة أميركا في توفير لقاحات مكافحة كورونا المصنعة من الشركات الأميركية مثل «فايزر» أو «موديرنا» للدول الفقيرة التي لا تتحمل تكاليف اللقاحات الباهظة، أكدت والينسكي أن المشاركة الأميركية لا تقف عند توزيع اللقاحات فحسب، بل مساعدة الدول الأخرى على توفر الموارد اللازمة المتعلقة بمكافحة كورونا، والاستجابة للمرض.
- مركز السيطرة
وأشارت إلى أنه من خلال قانون المخصصات التكميلية للتأهب والاستجابة لفيروس كورونا، ومن خلال قانون الرعاية وفرت الولايات المتحدة نحو 800 مليون دولار لأنشطة الكشف عن فيروس «كوفيد - 19»، ودعم البلدان بكل ما يلزم حول هذا الأمر، مضيفة: «لقد طورنا شراكات قوية ونبني بعض الأسس الرئيسية التي نعمل على أساسها للتصدي لهذا الوباء»، كما أن هناك اهتماماً بفهم كيفية دعم مركز السيطرة على الأمراض لبدء عمليات الاسترجاعات، وهو جانب آخر حاسم للاستجابة العالمية للوباء بالتطعيم ضد مرض السارس، ويتم العمل مع شركاء حكوميين وغير حكوميين مع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بعدة طرق، بما في ذلك تعزيز مراقبة السلامة وتقديم الخدمات الفنية.
وفيما يخص اقتناء أو العمل بجوازات سفر «كوفيد - 19»، اعتبرت روشيل والينسكي أن هذه الفكرة ربما تقوم عليها صناعات مختلفة، تعتمد على قواعد المشاركة الأساسية للبيانات، إلا أنها لم تؤيد أو ترفض هذه الفكرة، بل قالت: «لا بد عن تطبيقها من ضمان وجود خصوصية تضمن أن هذه الجوازات يمكنها عبور الفجوة الرقمية». وأوضحت مديرة مركز السيطرة على الأمراض المعروف بـ«CDC»، أن برامج اللقاحات في أميركا تعمل بشكل سريع لتوسيع نطاق اللقاحات داخل الجمهور الأميركي، إذا استطاعوا تلقيح واحد من كل خمسة أميركيين تم تطعيمهم بالكامل، ويعمل مركز السيطرة على الأمراض (CDC) مع الشركاء لتوسيع القدرة العالمية على اكتشاف المتغيرات الفيروسية التي تم تحديدها والناشئة والاستجابة لها.
وردت على الأقاويل التي تنادي بعدم الوثوق في اللقاحات، بمقولة شائعة في الطب، هي أن «اللقاحات لا تنقذ الأرواح، بل التطعيمات تفعل»، مشددة على أن الثقة باللقاحات هي عامل أساسي تتعامل معه في الولايات المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم، موضحة أن هناك أسباباً مختلفة وراء تردد بعض الأشخاص في الحصول على لقاحات «كوفيد - 19»، إما أن يكون الناس قلقين بشأن الآثار الجانبية المحتملة، أو قلقين بشأن السلامة أو الراحة أو التكلفة، أو ربما قد تلقوا معلومات غير دقيقة. وأضافت: «إن المعلومات الخاطئة عن اللقاح ليست جديدة، لم نرَ قط مثل هذا الحجم من المعلومات الخاطئة حول اللقاح، وكما نرى، أن المعلومات الدقيقة وحدها ليست كافية، بل نحتاج إلى فهم أفضل للمخاوف الأساسية التي قد تفسر سبب اكتساب بعض المعلومات المضللة زخماً فعلياً، ويجب أن نتواصل مع الأشخاص بتعاطف واحترام، والاستماع إلى مخاوفهم ومكافحتها، ويجب علينا أيضاً إبقاء محادثة اللقاح مستمرة، وعادة ما يتم نشر المعلومات المضللة لأن الناس لديهم أسئلة».
- سفر الملقحين
إلى ذلك، أكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد فيروس كورونا يمكنهم السفر والتحرك بشكل أوسع من غيرهم ممن لم يتلقوا اللقاحات، ولكن دون تعريض أنفسهم لخطر جسيم ما دام أنهم يرتدون أقنعة ويتخذون احتياطات أخرى، كما يسقط عنهم خيار الحجر الصحي بعد السفر.
وتأتي الإرشادات الجديدة في الوقت الذي أظهرت فيه الدراسات أن لقاحات «كوفيد - 19»، فعالة في الحد من مخاطر الإصابة بالعدوى مع أو من دون أعراض، على الرغم من إصرار مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على أن السفر نشاط منخفض المخاطر للأشخاص الذين تم تطعيمهم، لا يزال المسؤولون ينصحون بعدم السفر.
وقالت روشيل والينسكي، مديرة مركز السيطرة على الأمراض يوم الجمعة: «يقع على عاتقنا في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها النظر في الأدلة المتطورة على ما هو أقل خطورة يجب القيام به عندما يتم تطعيمك بالكامل»، ولكن مع استمرار عدم تلقيح غالبية السكان وازدياد الحالات، «أود أن أدافع عن عدم السفر العام بشكل عام»، على حد قولها. وخفف مركز السيطرة على الأمراض الشهر الماضي، بعض إرشادات السلامة الخاصة به للأفراد الملقحين، لكنه استمر في التحذير من الرحلات غير الضرورية، إذ ناشدت الدكتورة والينسكي الناس لتجنب السفر غير الضروري في الأسابيع الأخيرة، مستشهدة بالزيادات المفاجئة في أعداد الحالات التي أعقبت فترات العطلات عند التقاط السفر.
«كورونا» في المركز الثالث على قائمة الأمراض المميتة بأميركا
«كورونا» في المركز الثالث على قائمة الأمراض المميتة بأميركا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة