مخاوف من موجة ثالثة في تونس

بعد تسجيل 144 إصابة بالسلالة البريطانية

عنبر لمرضى «كوفيد - 19» في مدينة أريانة التونسية (أ.ف.ب)
عنبر لمرضى «كوفيد - 19» في مدينة أريانة التونسية (أ.ف.ب)
TT

مخاوف من موجة ثالثة في تونس

عنبر لمرضى «كوفيد - 19» في مدينة أريانة التونسية (أ.ف.ب)
عنبر لمرضى «كوفيد - 19» في مدينة أريانة التونسية (أ.ف.ب)

أعرب وزير الصحة التونسي فوزي مهدي عن مخاوف من انتشار موجة ثالثة من وباء كورونا بعد أن عادت أعداد الوفيات والإصابات المؤكدة بالفيروس للارتفاع من جديد. وكشف عن ارتفاع عدد المصابين الذين تم إيواؤهم بالمستشفيات، سواء في أسرة الأكسجين أو في أقسام الإنعاش، علاوة على تسجيل 144 حالة إصابة بالسلالة البريطانية في 16 ولاية.
وأشار مهدي إلى أن نسبة التحاليل الإيجابية قد ارتفعت إلى 19 في المائة، ما دفع إلى تكثيف عمليات التقصي مع اتخاذ إجراءات على المستوى المحلي عبر غلق بعض المناطق والمدارس، إلى جانب تكثيف عمليات التقطيع الجيني للتعرف على السلالات الواردة على البلاد، وحذر من تسجيل موجة ثالثة للفيروس، داعياً إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية حتى لا تنهار المنظومة الصحية التونسية بالكامل.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 47 حالة وفاة جديدة و1623 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا إثر استقرار عدد الوفيات نهاية الشهر الماضي في حدود 20 وفاة، وإصابات نحو 600 حالة. وارتفع بذلك العدد الإجمالي للوفيات المبلغ عنها في تونس إلى 8890 حالة، في حين بلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالفيروس 256931 حالة. وقدر عدد حالات التعافي بحوالي 218377 حالة بعد تسجيل 449 حالة شفاء جديدة.
وتتكفل المؤسسات الصحية في القطاعين العام والخاص بـ1381 مصاباً بفيروس كورونا، إضافة إلى إقامة 336 مصابا في أقسام العناية المركزة، وخضوع 109 مصابين إلى التنفس الصناعي.
في غضون ذلك، أكد الرئيس المساعد في الاتحاد الوطني لمهنيي الصحة «مهني مستقل»، علاء الدين الرويسي، «أن أحداً من مهنيي الصحة، لن يتلقى لقاح أسترازينيكا، وحتى من سجلوا في منظومة إيفاكس سننصحهم بعدم تلقي هذا اللقاح» الذي تسلمت منه تونس شحنة 98 ألفاً و400 جرعة. وقال في تصريح إعلامي إن لقاح «أسترازينيكا» يطرح العديد من نقاط الاستفهام حول مدى نجاعته، خاصة بعد تسجيل وفيات وحالات تجلط دموي بعد استخدامه في العديد من الدول الأوروبية وفي بريطانيا بلد المنشأ، وهو ما دفع بالاتحاد الوطني لمهنيي الصحة إلى مطالبة وزارة الصحة بالتوضيح للرأي العام. وأكد أن لقاح «أسترازينيكا» مرفوض من قبل 8 دول أوروبية كما أن دولة المنشأ بريطانيا لم تصدر إلى اليوم أي إجابة علمية بشأن الوفيات التي أعقبت التلقيح والتي بلغ عددها 80 وفاة، مضيفاً أن جميع هذه الوفيات متشابهة إما نتيجة جلطات قلبية أو تجلّط دموي.
وتسلمت تونس ثلاث شحنات من لقاحات مضادة لكوفيد - 19. تمثلت الأولى في 30 ألف جرعة من لقاح «سبوتنيك» الروسي لتتلقى بعدها 93600 جرعة من لقاح «فايزر - بيونتيك» الأميركي الألماني ضمن مبادرة «كوفاكس»، علاوة على200 ألف جرعة من لقاح «سينوفاك» الصيني في إطار هبة من الصين.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.