«العدالة والتنمية» المغربي يبحث اختيار مرشحيه للانتخابات

العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ماب)
العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ماب)
TT

«العدالة والتنمية» المغربي يبحث اختيار مرشحيه للانتخابات

العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ماب)
العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ماب)

انطلقت أمس دورة استثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي (مرجعية إسلامية)، عن بعد خصصت للمصادقة على المساطر، التي تحدد طريقة اختيار مرشحي الحزب للانتخابات التشريعية، والجماعات المحلية (البلديات) والانتخابات المهنية.
يأتي ذلك في سياق استعدادات الأحزاب السياسية المغربية لخوض غمار سلسلة من المحطات الانتخابية خلال الشهور المقبلة.
وقال إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني للحزب (أعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر)، في تصريح بثه موقع الحزب على الإنترنت، أمس، إن المساطر المتعلقة باختيار المرشحين المعروضة للمصادقة من طرف المجلس «تتضمن مرحلتين»: الأولى هي مرحلة «الترشيح»، والثانية مرحلة «التزكية»، مشيرا إلى أن لجنة حزبية تسمى «لجنة الأنظمة والمساطر» انعقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين، وأدخلت تعديلات على المساطر التي كان يعتمدها الحزب، وسيكون على المجلس مناقشة هذه التعديلات والمصادقة عليها.
ودأب حزب العدالة والتنمية على اختيار مرشحيه للانتخابات من خلال لجان محلية، تعقد جموعا عامة للتصويت على المرشحين لخوض الانتخابات بشكل حر، ودون تقديم أي ترشيحات فردية. وتسمى هذه اللجان «لجان الترشيح»، بحيث يتم التصويت على ترتيب المرشحين لخوض الانتخابات في كل دائرة انتخابية. وفي مرحلة ثانية تقوم «لجان التزكية» بالمصادقة على الاختيار. وتعد الأمانة العامة للحزب أحد أهم لجان التزكية، التي يمكنها إدخال تعديلات مهمة على لجان الترشيح لتفضيل أشخاص على آخرين في الترتيب.
وفيما لم يتم بعد الكشف عن طبيعة التعديلات، التي أدخلت على مساطر اختيار المرشحين، أفاد مصدر من الحزب بأن هناك تعديلا مثيرا للجدل، يجري تداوله يتعلق بمنح سلطات واسعة للأمانة العامة للحزب للتدخل في اختيارات لجان الترشيح، وتعديل ترتيب المرشحين، وتفضيل شخصيات على أخرى، وهو ما يرفضه عدد من الأعضاء، الذين يطالبون باحترام نتيجة عمليات التصويت، التي تجري في الجموع العامة المحلية لاختيار المرشحين.
من جهة أخرى، أفاد المصدر ذاته بأن عقد دورة استثنائية للمجلس الوسطي للحزب للحسم في مساطر الترشيحات يعني قطع الطريق على بعض الأصوات داخل الحزب، التي ترفع شعار مقاطعة الانتخابات، احتجاجا على اعتماد تعديلات على القوانين الانتخابية، ترمي لاحتساب القاسم الانتخابي على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية، وليس على أساس المصوتين، وهو ما اعتبره الحزب استهدافا له.
يذكر أن وزارة الداخلية لم تكشف بعد عن موعد إجراء الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية. وسبق لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت أن صرح بأن تحديد موعد تنظيم الانتخابات مرتبط بإعلان مراجعة في المسجلين في اللوائح الانتخابية، لكن من المرجح إجراء الانتخابات في شهر سبتمبر المقبل.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.