تحذيرات من ارتفاع حالات إفلاس الشركات الألمانية

ما زالت تداعيات {كورونا} تلقي بظلالها على الشركات في ألمانيا (أ.ف.ب)
ما زالت تداعيات {كورونا} تلقي بظلالها على الشركات في ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من ارتفاع حالات إفلاس الشركات الألمانية

ما زالت تداعيات {كورونا} تلقي بظلالها على الشركات في ألمانيا (أ.ف.ب)
ما زالت تداعيات {كورونا} تلقي بظلالها على الشركات في ألمانيا (أ.ف.ب)

حذر الرئيس التنفيذي لرابطة شركات صناعة المعادن في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية، فولكس شميت، من ارتفاع قوي في أعداد حالات إفلاس الشركات بسبب أزمة كورونا.
وفي تصريحات لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونج» الألمانية الصادرة السبت، قال شميت إن «تجاهل الحكومة الواضح عبر نظرتها الضيقة للخطر المتنامي لإفلاس العديد من الشركات، يسبب لي قلقا كبيرا».
وأضاف شميت أن تعليق البند الملزم بتقديم طلب إفلاس للشركات في حال عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها «أخفي المشكلة فقط لكن في الواقع هناك قنبلة موقوتة تدق وخطر انفجارها يزداد يوما بعد يوم».
وأعرب شميت عن عدم رضاه المبدئي عن سياسة الحكومة الاتحادية بشأن كورونا ولم يبد تفهما لتهديد الشركات بفرض اختبار إلزامي للكشف عن كورونا بالنسبة الشركات وقال: «الأمر الجدير بالملاحظة هو كيفية تجاهل المستشارة (أنجيلا ميركل) للتدابير الشاملة التي تتخذها الشركات بنفسها وبتكلفة باهظة، وأعتقد أن التحالف المسيحي عليه أن يلتفت بشدة إلى أن الإسفين بين الحكومة الاتحادية والاقتصاد لن يكون أكبر مما هو عليه بالفعل من خلال مطالب مثل تلك المتعلقة بالاختبار الإجباري».
في غضون ذلك، اعتبر الخبير الاقتصادي الألماني أولف شنايدر أن هناك فرصا لتوسيع العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، رغم التوترات السياسية الشديدة. وقال رئيس مبادرة «لشبونة - فلاديفوستوك» الاقتصادية في موسكو، وفق وكالة الأنباء الألمانية: «لأننا سياسيا في طريق مسدود، فمن المهم مواصلة بناء الجسر على المستوى الاقتصادي». وتهدف المبادرة، التي تأسست في عام 2015 ويشارك فيها ممثلون من ألمانيا والنمسا وإيطاليا وروسيا، إلى تأسيس منطقة اقتصادية مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وقال شنايدر إن هناك «بعيدا عن التأثير السياسي» عدة أحداث مشتركة هذا العام يمكن العمل خلالها على توحيد المعايير القانونية ومواءمتها، موضحا أنه في القطاع الجمركي على سبيل المثال يمكن تقليل البيروقراطية وتوحيد وثائق التوريد لتخفيف الأعباء عن الشركات الصغيرة والمتوسطة في المستقبل.
تجدر الإشارة إلى أن الهدف طويل المدى للمبادرة هو إنشاء اتفاقية تجارة حرة ومنطقة اقتصادية دون تأشيرة لـ650 مليون شخص بين لشبونة (البرتغال) وفلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا المطلة على ساحل المحيط الهادي. كما أشار رئيس مجموعة «شنايدر» الألمانية في موسكو إلى الاعتراف المتبادل بالدراسات السريرية في سوق الأدوية كمثال على التعاون. وقال رجل الأعمال النشط في روسيا منذ حوالي 20 عاما: «سيكون الأمر بالتأكيد أكثر صعوبة مع عملية الموافقة على الأدوية والمنتجات الصيدلانية نفسها. لكن الخبراء يعتقدون أن ذلك ممكن».
وتضم مبادرة لشبونة وفلاديفوستوك أكثر من 100 عضو من 12 دولة، بما في ذلك غرفة التجارة الألمانية - الروسية في موسكو.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.