وزيرا داخلية المغرب وفرنسا يقرران تكثيف تعاونهما لمحاربة الإرهاب

باريس تعتزم توشيح مدير المخابرات الداخلية المغربية

محمد حصاد وزير الداخلية المغربي خلال استقباله نظيره الفرنسي برنار كازونوف أمس في الرباط (أ.ف.ب)
محمد حصاد وزير الداخلية المغربي خلال استقباله نظيره الفرنسي برنار كازونوف أمس في الرباط (أ.ف.ب)
TT

وزيرا داخلية المغرب وفرنسا يقرران تكثيف تعاونهما لمحاربة الإرهاب

محمد حصاد وزير الداخلية المغربي خلال استقباله نظيره الفرنسي برنار كازونوف أمس في الرباط (أ.ف.ب)
محمد حصاد وزير الداخلية المغربي خلال استقباله نظيره الفرنسي برنار كازونوف أمس في الرباط (أ.ف.ب)

أجرى محمد حصاد وزير الداخلية المغربي، أمس، في الرباط، مباحثات مع نظيره الفرنسي برنار كازونوف، تناولت سبل تعزيز التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب.
وتعد زيارة كازونوف للمغرب الأولى لمسؤول فرنسي منذ انتهاء الأزمة الدبلوماسية بين باريس والرباط، التي دامت نحو عام، حيث التقى أمس أيضا عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة.
وقال حصاد، عقب مباحثاته مع وزير الداخلية الفرنسي، التي حضرها أيضا الشرقي الضريس، الوزير في وزارة الداخلية، إن المغرب وفرنسا يؤكدان مجددا استعدادهما لتعزيز التعاون بين مصالحهما الأمنية، مضيفا أن هذا التعاون يهم بالأساس «مكافحة الإرهاب، وذلك من خلال تبادل واثق ومكثف للاستعلامات والخبرات».
وأوضح حصاد أن اللقاء شكل أيضا «مناسبة لتعميق التعاون بخصوص التطورات الأخيرة للتهديدات الإرهابية في المنطقة، وتحديد مجالات التعاون ذات الأولوية بين وزارتي الداخلية المغربية والفرنسية».
وأشار الوزير المغربي إلى أنه اتفق مع نظيره الفرنسي «على مضاعفة الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين المكلفين بالأمن في البلدين، وذلك بغرض الاستمرار في العمل في إطار من التنسيق الجيد، من أجل مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها، بما يعزز قوة الشراكة المتميزة التي تجمع البلدين»، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يأتي إثر توقيع اتفاق جديد بين المغرب وفرنسا في مجال التعاون القضائي.
وكانت علاقة الرباط وباريس قد عرفت توترا غير مسبوق، بسبب اتهامات بممارسة التعذيب وجهها القضاء الفرنسي إلى عبد اللطيف الحموشي، مدير المخابرات المغربية في فبراير (شباط) الماضي، على خلفية دعوى رُفعت ضده في فرنسا من قبل منظمة غير حكومية، وتوجهت الشرطة الفرنسية إثرها إلى مقر سفارة المغرب في باريس لتسليم استدعاء مثوله أمام القضاء، وهو ما احتجت عليه الرباط بشدة، وعدته آنذاك «حادثا خطيرا وغير مسبوق».
وفي هذا السياق، وسعيا من فرنسا إلى رد الاعتبار لمدير المخابرات المغربية، أعلن وزير الداخلية الفرنسي أمس في الرباط أن باريس تعتزم منح الحموشي وساما رفيعا تقديرا لجهود بلاده في محاربة الإرهاب، وهي مبادرة تذكر بما قامت به إسبانيا في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث منحت الحموشي وسام «الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر»، وهو أحد أعلى الأوسمة الشرفية التي تُمنح إلى شخصيات أجنبية، كما جرى توشيح مسؤولين أمنيين آخرين في الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية) اعترافا بدور المغرب في استتباب السلم والأمن عبر العالم.
وفي هذا الصدد، أشاد كازونوف بالمجهودات التي يبذلها المغرب في مجال محاربة الإرهاب، التي مكّنت من تحقيق نتائج مهمة على الصعيدين الجهوي والدولي، وذكر بيان لرئاسة الحكومة أن المسؤول الفرنسي نوه أيضا، لدى لقائه ابن كيران، بالدور المتميز الذي يضطلع به المغرب في استتباب السلم في العالم.
وأضاف البيان أن الجانبين استعرضا خلال هذه المباحثات الآفاق المستقبلية للعلاقات الثنائية، وأكدا على الشراكة المتميزة التي تجمع بين البلدين، كما جددا الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصة في المجال الأمني.
يُذكر أن الرباط وباريس كان قد طويا صفحة التوتر بينهما في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، واستأنفا تعاونهما القضائي، بعد أن قررا تعديل الاتفاقية المبرمة في هذا المجال، إثر زيارة مصطفى الرميد وزير العدل والحريات المغربي إلى باريس، ولقائه نظيرته الفرنسية كريستيان توبيرا، وبعد ذلك التقى العاهل المغربي الملك محمد السادس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الاثنين الماضي، خلال زيارته الخاصة إلى باريس، واتفق قائدا البلدين على «عزم فرنسا والمغرب مكافحة الإرهاب معا، وعلى التعاون التام في مجال الأمن». كما أعلنا عن برنامج مكثف من الزيارات الوزارية، سيمكن من التحضير للاجتماع رفيع المستوى المقبل بين الحكومتين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.