فورة توظيف وتصنيع في أميركا مع زيادة التحفيز

تعزز توقعات بأن الاقتصاد بدأ يشهد ازدهاراً

تشير بيانات التوظيف والتصنيع الأميركية القوية إلى أن الاقتصاد بدأ يشهد ازدهاراً (رويترز)
تشير بيانات التوظيف والتصنيع الأميركية القوية إلى أن الاقتصاد بدأ يشهد ازدهاراً (رويترز)
TT

فورة توظيف وتصنيع في أميركا مع زيادة التحفيز

تشير بيانات التوظيف والتصنيع الأميركية القوية إلى أن الاقتصاد بدأ يشهد ازدهاراً (رويترز)
تشير بيانات التوظيف والتصنيع الأميركية القوية إلى أن الاقتصاد بدأ يشهد ازدهاراً (رويترز)

وظّف أرباب الأعمال الأميركيون موظفين بوتيرة تفوق المتوقع في مارس (آذار)، إذ حفزتهم زيادة حملات التطعيم والمزيد من الأموال التي قدمتها الحكومة لتخفيف تداعيات الجائحة، ما يعزز توقعات بأن الاقتصاد بدأ يشهد ازدهاراً.
وقالت وزارة العمل الأميركية، الجمعة، إن عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية زاد 916 ألفاً الشهر الماضي، في أكبر زيادة منذ أغسطس (آب) الماضي. وعُدلت بيانات فبراير (شباط) صعوداً لتُظهر إضافة 468 ألف وظيفة بدلاً من الرقم السابق المعلن البالغ 379 ألفاً. وكان خبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا ارتفاع الوظائف بواقع 647 ألفاً في مارس.
وانخفض معدل البطالة إلى 6 في المائة الشهر الماضي من 6.2 في المائة في فبراير. لكن المعدل مُقدر بأقل من حقيقته بفعل أناس يصنفون أنفسهم خطأ بأنهم «يعملون لكنهم متغيبون عن العمل».
وتتزامن زيادة التوظيف مع ارتفاع مؤشر لنشاط قطاع الصناعات التحويلية الأميركي إلى أعلى مستوياته، فيما يربو على 37 عاماً في مارس، مدفوعاً بنمو قوي في طلبيات التوريد الجديدة، مما يعطي أوضح مؤشر حتى الآن على أن طفرة اقتصادية منتظرة بشدة من المرجح أن تكون في الطريق.
وقال معهد إدارة التوريدات، الخميس، إن مؤشره لنشاط المصانع الأميركية قفز إلى 64.7 نقطة الشهر الماضي من 60.8 في فبراير. وذلك أعلى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 1983، وتشير أي قراءة فوق الخمسين إلى نمو قطاع الصناعة، الذي يسهم بنسبة 11.9 في المائة من الاقتصاد الأميركي. وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا ارتفاع المؤشر إلى 61.3 نقطة في مارس. ودعمت جائحة «كوفيد – 19» المستعرة منذ عام الطلب على السلع.
ومن المتوقع أن يتسارع نمو الاقتصاد هذا العام، تغذيه حزمة تبلغ 1.9 تريليون دولار للإغاثة من تداعيات الجائحة وإعادة فتح الشركات مع تلقي مزيد من الأميركيين اللقاحات الواقية من فيروس كورونا.
وفي مقابل فورة التوظيف والتصنيع، أظهر تقرير شهري، صدر الخميس، تراجع الإنفاق على مشروعات التشييد في أميركا بشكل عام خلال فبراير الماضي بأقل من التوقعات، وذلك بعد الزيادات الحادة في الإنفاق خلال الشهور القليلة السابقة.
وذكرت وزارة التجارة الأميركية أن إنفاق قطاع التشييد تراجع خلال فبراير بنسبة 0.8 في المائة شهرياً إلى ما يعادل 1.517 تريليون دولار سنوياً، بعد ارتفاعه بنسبة 1.2 في المائة إلى ما يعادل 1.529 تريليون دولار خلال يناير (كانون الثاني) وفقاً للبيانات المعدلة. وكان المحللون يتوقعون تراجع الإنفاق خلال فبراير الماضي بمعدل 1 في المائة. وجاءت النتائج الأقل من التوقعات على خلفية تراجع الإنفاق على مشروعات التشييد العامة بنسبة 1.7 في المائة إلى ما يعادل 351.2 مليار دولار سنوياً.
وذكرت وزارة التجارة أن الإنفاق على مشروعات التعليم تراجع بنسبة 3.2 في المائة إلى ما يعادل 86.9 مليار دولار سنوياً، في حين تراجع الإنفاق على مشروعات الطرق بنسبة 0.6 في المائة إلى ما يعادل 102.3 مليار دولار سنوياً.
في الوقت نفسه، تراجع الإنفاق على مشروعات التشييد الخاصة بنسبة 0.5 في المائة إلى ما يعادل 1.166 تريليون دولار سنوياً. كما تراجع الإنفاق على مشروعات التشييد السكنية بنسبة 0.2 في المائة إلى ما يعادل 717.9 مليار دولار سنوياً، وتراجع الإنفاق على المشروعات غير السكنية بنسبة 1 في المائة إلى ما يعادل 447.8 مليار دولار. لكن مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، ارتفع إجمالي الإنفاق على مشروعات التشييد في الولايات المتحدة خلال فبراير بنسبة 5.3 في المائة.


مقالات ذات صلة

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)
TT

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)

شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار، حيث أفاد عاملون في سوق الصرافة بدمشق يوم السبت، بأن العملة الوطنية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 ليرة مقابل الدولار، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ويأتي هذا التحسن بعد أن بلغ سعر صرف الدولار نحو 27 ألف ليرة سورية، وذلك بعد يومين فقط من انطلاق عملية «ردع العدوان» التي شنتها فصائل المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة في سوريا، محمد البشير، لصحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «في الخزائن لا يوجد سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئاً أو تكاد، حيث يمكن للدولار الأميركي الواحد شراء 35 ألف ليرة سورية». وأضاف: «نحن لا نملك عملات أجنبية، وبالنسبة للقروض والسندات، نحن في مرحلة جمع البيانات. نعم، من الناحية المالية، نحن في وضع سيئ للغاية».

وفي عام 2023، شهدت الليرة السورية انخفاضاً تاريخياً أمام الدولار الأميركي، حيث تراجعت قيمتها بنسبة بلغت 113.5 في المائة على أساس سنوي. وكانت الأشهر الستة الأخيرة من العام قد شهدت الجزء الأكبر من هذه التغيرات، لتسجل بذلك أكبر انخفاض في تاريخ العملة السورية.