أكثر من 70 إصابة بالفيروس البريطاني في المغرب

أكثر من 70 إصابة بالفيروس البريطاني في المغرب
TT

أكثر من 70 إصابة بالفيروس البريطاني في المغرب

أكثر من 70 إصابة بالفيروس البريطاني في المغرب

أعلن رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، خلال اجتماع لمجلس الحكومة أول من أمس، أن الوضعية الوبائية في المغرب «عرفت في الآونة الأخيرة بعض التطورات»، مشيراً إلى زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا «المتحور» وكذا تسجيل «ارتفاع طفيف» في عدد الحالات الحرجة و«استمرار العمل من أجل تلقي جرعات إضافية من اللقاح». وأكد أن كل هذه التطورات، «استدعت تمديد مدة العمل بالإجراءات الاحترازية»، في إشارة إلى استمرار إغلاق المحلات التجارية في الساعة الثامنة مساء وحظر التجول الليلي بدءاً من التاسعة مساء، وكذا اتخاذ «قرارات إضافية» على مستوى النقل الجوي، في إشارة إلى آخر قرار بتعليق الرحلات مع كل من إسبانيا وفرنسا.
من جهته، قدم خالد آيت الطالب، وزير الصحة، أمام الحكومة معطيات عن تطور الوضعية الوبائية بالمغرب، فخلال الأسبوعين الأخيرين عرفت الوضعية «منحى تصاعدياً خاصة بجهة منطقة الدار البيضاء سطات»، التي تشكل عدد حالات الإصابة بها 50 في المائة من مجموع الحالات المسجلة حالياً على المستوى الوطني، كما أن نسبة الحالات الإيجابية بهذه الجهة وصلت إلى 12 في المائة، في حين يبلغ المعدل الوطني 4.2 في المائة.
وأشار آيت الطالب إلى أن عدد حالات الإصابة بالسلالات الجديدة لفيروس كورونا عرف ارتفاعاً ملحوظاً، حيث جرى كشف أزيد من 73 حالة متحورة تحمل الطفرة البريطانية من طرف «الائتلاف المغربي لليقظة الجنومية»، وهو ائتلاف شكلته وزارة الصحة يضم عدداً من المختبرات للكشف عن السلالات المتحورة من فيروس «كورونا» المستجد.
وأمام هذه الوضعية المقلقة، أعلنت الحكومة أنها ستواصل «مشاوراتها» مع اللجنة العلمية الوطنية (لجنة شكلتها وزارة الصحة تضم خبراء في الفيروسات وأطباء متخصصين)، ومع جميع القطاعات المعنية من أجل «اتخاذ التدابير اللازمة والمناسبة، خاصة خلال شهر رمضان»، مشيرة إلى أن الإجراءات ترمي إلى المحافظة على «صحة وسلامة المواطنات والمواطنين، كما أنها تأخذ بعين الاعتبار الوضعية الاقتصادية».
وأكدت الحكومة أنها ستحرص على الإعلان عن هذه التدابير في الوقت المناسب، مشيرة إلى أن «كل ما يتم تداوله حالياً بهذا الخصوص لا أساس له من الصحة، وهو مجرد أخبار زائفة»، في إشارة إلى انتشار شائعات عن قرارات بالإغلاق في رمضان، أو السماح للمقاهي والمطاعم بفتح أبوابها إلى حدود الساعة الحادية عشرة ليلاً.
يأتي ذلك في وقت أعلنت «الجمعية الوطنية لأصحاب المقاهي والمطاعم في المغرب»، عن خوض إضراب وطني لمدة 48 ساعة، احتجاجاً على استمرار الإغلاق بعد الساعة الثامنة ليلاً، محذرة من الأضرار التي ستلحق بأنشطة العاملين إذا اتخذت قرارات صارمة في رمضان. لكن الجمعية لم تحدد تاريخ الإضراب، في انتظار اتخاذ الحكومة قرارها قبيل رمضان. ويحتج أصحاب المقاهي والمطاعم على تمديد الإجراءات الاحترازية، وينتقدون الحكومة، محذرين من أوضاع صعبة يعيشها عشرات الآلاف من المهنيين.
وكانت الحكومة المغربية مددت سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية إلى غاية 10 أبريل (نيسان) الجاري. وأعلنت وزارة الصحة، مساء أول من أمس، أنه تم تلقيح 4 ملايين و329 ألفا و244 شخصاً ضد «كوفيد – 19»، في حين استفاد 3 ملايين و767 ألفاً و210 أشخاص من جرعتهم الثانية.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.