انتحارية فلبينية بين القتلى الإرهابيين في عملية عسكرية غرب تونس

انتحارية فلبينية بين القتلى الإرهابيين في عملية عسكرية غرب تونس
TT

انتحارية فلبينية بين القتلى الإرهابيين في عملية عسكرية غرب تونس

انتحارية فلبينية بين القتلى الإرهابيين في عملية عسكرية غرب تونس

قال مصدر قضائي، أمس الجمعة، إن المرأة التي فجرت نفسها بحزام ناسف في العملية العسكرية بجبل السلوم، أمس الخميس، تحمل الجنسية الفلبينية. وتوفيت المرأة مع عنصر إرهابي آخر تونسي عندما فجرا نفسيهما بعد التفطن إليهما من قبل وحدات عسكرية في جبل السلوم بولاية القصرين غرب تونس قرب الحدود الجزائرية، وفق ما أفادت وزارة الداخلية في وقت سابق. وأضافت أن العنصرين لقيا حتفهما على الفور إلى جانب وفاة رضيعة معها ونجاة طفلة أخرى من التفجير كانا بصحبتيهما.
وأوضح المتحدث باسم محكمة تونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب محسن الدالي، أن المرأة تحمل الجنسية الفلبينية، فيما تجري التحقيقات لمعرفة ما إذا كان العنصران على علاقة بأطراف أخرى. كانت وزارة الداخلية أعلنت أيضاً القضاء على عنصر إرهابي ثالث (حمدي ذويب)، وهو القيادي بتنظيم «جند الخلافة» الموالي لتنظيم «داعش» المتطرف، في عملية عسكرية منفصلة بجبل المغيلة الواقع بين ولايتي القصرين وسيدي بوزيد. وغالباً ما يتم الكشف عن عناصر إرهابية نسائية منضمة إلى تلك التنظيمات، غير أن أدوارها في السابق كانت تقتصر على الجانب الإعلامي واستقطاب الشباب، علاوة على تقديم المساندة والمعلومات للعناصر الإرهابية المتحصنة في الجبال، ولم تسجل الأجهزة الأمنية في السابق وجوداً نسائياً بين الإرهابيين المتحصنين في تلك الجبال. وبشأن تفاصيل العمليتين الأمنيتين التي عرفتهما المنطقة الجبلية الغربية، حيث تتحصن كتيبة «أجناد الخلافة» المؤيدة لتنظيم «داعش»، وكتيبة «عقبة بن نافع» المناصرة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، أكد حسام الجبابلي المتحدث باسم وحدات الحرس الوطني التونسي، أن أجهزة مكافحة الإرهاب قد تمكنت من القضاء على ثلاثة عناصر إرهابية، من بينهم عنصران إرهابيان (رجل وزوجته) وإرهابي ثالث. وكشف أن الزوجة من جنسية آسيوية وكانت تحمل حزاماً ناسفاً انفجر أثناء عملية المواجهة المسلحة، مما أدى إلى هلاكها على الفور رفقة ابنتها الرضيعة التي كانت تحملها بين ذراعيها، علاوة على إصابة طفلة يناهز عمرها 3 أعوام كانت ترافق المرأة الإرهابية، وقد وقع نقلها إلى المستشفى الجهوي بالقصرين لتلقي العلاج.
وبشأن العنصر الإرهابي الثالث الذي تم القضاء عليه، فقد كشفت وحدات مكافحة الإرهاب عن اسمه، وهو الإرهابي التونسي حمدي ذويب التابع للتنظيم الإرهابي «أجناد الخلافة» المؤيد لـ«داعش»، وقد تم حجز سلاح من نوع «شطاير»، وهو السلاح الأساسي لدى القوات العسكرية التونسية. ويعد هذا الإرهابي من العناصر القيادية صلب تنظيم «أجناد الخلافة» التابع لما يسمى تنظيم «داعش»، حيث ثبت تورطه في عدد من العمليات الإرهابية التي استهدف قوات الأمن والجيش والمناطق السكنية والغابات المتاخمة للجبال. وأكدت مشاركة الإرهابي ذويب مع «أجناد الخلافة» في هجمات ضد دوريات عسكرية في المرتفعات عبر الكمائن والألغام التقليدية التي تسببت في مقتل وجرح العشرات من الجنود التونسيين، كما تورطت في مقتل رعاة أغنام، غير أن هامش تحركها شهد انحساراً تدريجياً مع فرض مناطق عسكرية مغلقة وتكثيف عمليات المراقبة والتمشيط. وشهد الوضع الأمني في تونس خلال السنوات الأخيرة تحسناً ملحوظاً، لكن حالة الطوارئ لا تزال سارية منذ سنة 2015. وخلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين، قتل أربعة جنود في انفجار لغم تقليدي الصنع أثناء عملية تمشيط على متن عربة عسكرية في المنطقة نفسها التي عرفت هذه العملية الأمنية التي وصفتها وزارة الداخلية التونسية بـ«الناجحة»، وقد تبنى تنظيم «داعش» العملية. وتخوض القوات العسكرية التونسية منذ 2012 حملات تعقب جماعات مسلحة تنتمي إلى خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وكذلك لتنظيم «داعش». ومطلع فبراير الماضي قُتل أربعة جنود تونسيين في انفجار لغم أرضي في منطقة جبال المغيلة القريبة من جبال السلوم، خلال عملية تمشيط. وتبنى تنظيم «داعش» العملية. وشن هذا التنظيم في 2014 هجوماً على عسكريين وقتل 15 جندياً، وتلت ذلك سلسلة اعتداءات في البلاد. ومنذ ثورة 2011، تواجه تونس تنامي حركات مسلحة، خصوصاً في المناطق الحدودية مع كل من الجزائر وليبيا.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».