منذ تأسيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1957 باقتراح أميركي من الرئيس دوايت آيزنهاور آنذاك، تعاقب على رئاسة الوكالة ستة رؤساء. كان أولهم السياسي الأميركي المنتمي إلى الحزب الجمهوري وليام ستيرلنغ كول، الذي خدم لولاية واحدة فقط وغادر منصبه في عام 1961، ولكن بعدما وضع أسس عمل الوكالة.
كان ثاني الأمناء العامين السويدي سيغفارد إيكلوند، الذي انتخب للمنصب على امتداد خمس ولايات متتالية وبقي رئيساً للوكالة لمدة 20 سنة بين عامي 1961 و1981. وإبّان قيادة إيكلوند الوكالة، تحقق إنشاء وتطوير البرامج العلمية والتقنية الرئيسية، بما في ذلك دعم المختبرات البحثية والتحليلية.
وبعد تقاعد إيكلوند، انتخبت الوكالة سويدياً آخر هو هانس بليكس لرئاستها، وبقي هو الآخر في منصبه لأربع ولايات متتالية انتهت بعد 16 سنة في عام 1997. ولقد شهدت فترة قيادة بليكس للوكالة تطورات مهمة؛ إذ أرسلت الوكالة مفتشيها إلى العراق للبحث عن منشآت نووية، وزار بليكس نفسه مفاعل «أوزيراك» النووي مرات عديدة، قبل أن يحاول الإيرانيون تدميره عام 1980، ومن ثم تدمّره إسرائيل عام 1981. وأيضاً شهدت فترة بليكس واحدة من أكبر الكوارث النووية في العالم هي انفجار مفاعل تشيرنوبيل النووي في الاتحاد السوفياتي السابق عام 1986، والذي كان على الوكالة التعامل معه وتحديد خطوات تنظيف الموقع وتأمينه.
وبانتهاء حقبة بليكس تولى منصب الأمين العام للوكالة المصري الدكتور محمد البرادعي، الذي بقي في منصبه لثلاث ولايات متتالية بين عامي 1997 و2009، وغادره بعد 12 سنة حاملاً معه «جائزة نوبل للسلام» التي حازها عام 2005. وانتهت ولاية البرادعي الأولى على وقع هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية والدعوات التي تلتها لتأمين أكبر للمواقع والأسلحة النووية خوفاً من أن تقع هذه الأسلحة بأيدي الإرهابيين. كذلك دخلت ولايته الثانية على وقع قرع طبول الحرب في العراق ودور عمليات التفتيش التي قادتها الوكالة هناك بحثا عن أسلحة نووية لم يُعثر عليها. ولقد وجه البرادعي انتقادات علنية لواشنطن وغزوها العراق رغم عدم عثور المفتشين الدوليين على أي نشاطات نووية. ورغم اعتراض الولايات المتحدة لانتخابه لفترة ثالثة، انتخب البرادعي ليخدم فترته الثالثة والأخيرة بعدما حصل على إجماع داخل مجلس الوكالة، ونجح في الحصول على تأييد كل الدول الكبرى باستثناء الولايات المتحدة. ولم يترشح البرادعي لفترة رابعة، وقرر المغادرة بعد انتهاء ولايته الثالثة عام 2009.
وما يُذكر هنا، أنه في عام 2005، حصد البرادعي «جائزة نوبل للسلام» بشكل مشترك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية لجهودهما في منع استخدام التكنولوجيا النووية لأهداف عسكرية.
بعد البرادعي، تولى الأمانة العامة للوكالة الدبلوماسي الياباني يوكيا أمانو، الذي انتُخب هو الآخر لثلاث ولايات متتالية، بيد أنه توفي في منتصف ولايته الثالثة عام 2019، ليخلفه الأرجنتيني رافاييل غروسي. ولقد شارك أمانو إبان فترة ولايته في المفاوضات النووية مع إيران واتفق مع المسؤولين الإيرانيين على خطة لتفتيش مواقعها النووية بعد اتفاق فيينا مع الدول الـ5 زائد واحد عام 2015. ورغم الانتقادات التي وجهت لأمانو أثناء فترة عمله بأنه لا يضغط على إيران بشكل كافٍ، فإنه بقي محترماً من كل الأطراف. ومع أنه لم يعلن عن سبب وفاة أمانو، لكن يعتقد أنه توفي بعد إصابته بالسرطان. وكانت الشائعات قد بدأت تسري قبل أسبوع من وفاته بأنه يعتزم الاستقالة من منصبه لأسباب صحية.
8:25 دقيقه
محطات بارزة في عمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية
https://aawsat.com/home/article/2896431/%D9%85%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B2%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9
محطات بارزة في عمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية

البرادعي - بليكس - آمانو
محطات بارزة في عمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية

البرادعي - بليكس - آمانو
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة