موجز دولي ليوم الجمعة

TT

موجز دولي ليوم الجمعة

- واشنطن وكانبرا تتوقعان اندلاع نزاع عسكري مع الصين
سيدني - «الشرق الأوسط»: كشف دبلوماسي أميركي رفيع المستوى في كانبرا، عن أن الولايات المتحدة وأستراليا تعملان على «مجموعة من التدابير الطارئة» تحسباً لاندلاع نزاع عسكري مع الصين على خلفية سياساتها تجاه تايوان. وفي تصريحات إذاعية، قال الدبلوماسي الأميركي مايكل غولدمان، إن البلدين «ملتزمان بكونهما حليفين». وأضاف، أن البلدين يعملان على جعل «جيوشهما قابلة للعمل المتبادل»، كما يتعاونان في مجال التخطيط الاستراتيجي. وأضاف غولدمان «فيما يتعلق بالتخطيط الاستراتيجي، فإنه يغطي مجموعة واسعة من تدابير الطوارئ... التي من الواضح أن تايوان عنصر مهم فيها». وقال، إن الولايات المتحدة لا تركز فقط على التدخل العسكري المحتمل في تايوان، ولكن أيضاً على احتمالات أخرى مثل الهجمات الإلكترونية. وتتزايد حالة القلق على خلفية مزاعم الصين المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتوتراتها المتصاعدة مع تايوان. تجدر الإشارة إلى أن تايوان بها حكومة مستقلة ومنتخبة ديمقراطياً، إلا أن بكين تطالب مع ذلك بالسيادة على الجزيرة.

- مبعوثة أميركية: مجلس الأمن الدولي قلق من مأزق الانتخابات في الصومال
نيويورك - «الشرق الأوسط»: قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية عبّر أول من أمس (الأربعاء) عن قلقه بسبب أزمة في الصومال بخصوص إجراء انتخابات جديدة. وانتهت الشهر الماضي فترة ولاية الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد دون اختيار خليفته، وكان من المفترض أن ينتخب البرلمان الصومالي رئيساً جديداً في الثامن من فبراير (شباط)، لكن جرى تأجيل الانتخاب؛ لأنه لم يتم بعد اختيار مشرعين جدد. وقالت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد في مؤتمر صحافي افتراضي، إن مجلس الأمن «أشار إلى الجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق بين زعماء الحكومة الاتحادية في الصومال وزعماء الولايات الاتحادية» على تنفيذ نموذج انتخابي معدل.
وأضافت، أن أعضاء المجلس أبدوا قلقهم بسبب المأزق المستمر، ودعوا «زعماء الصومال إلى الانخراط في حوار بنّاء في أقرب فرصة ممكنة دون شروط مسبقة لحل الخلافات العالقة».

- إدانة تسع شخصيات معارضة في هونغ كونغ
هونغ كونغ - «الشرق الأوسط»: تجمع صباح أمس (الخميس) بعض مناصري الحركة الديمقراطية في هونغ كونغ قرب المحكمة حاملين لافتات تندد بـ«القمع السياسي»، بعد إدانة تسعة معارضين كبار لدورهم في تنظيم واحدة من أضخم المظاهرات في المدينة خلال الأزمة السياسية في 2019، في قرار يدل مجدداً على استمرار القمع في هذه المدينة الصينية.
وأدانت محكمة هونغ كونغ سبعة منهم بتهمة تنظيم تجمع غير مشروع والمشاركة فيه، في حين اعترف الاثنان الآخران بذنبهما.
ويواجهون عقوبة سجن تصل إلى خمس سنوات. ولم يعرف موعد النطق بالأحكام بعد. وقال النائب السابق والزعيم النقابي لي تشيوك يان للصحافيين «نحن فخورون للغاية حتى لو اضطررنا إلى دخول السجن بسبب هذا الأمر». وأضاف «مهما خبّأ لنا المستقبل، لن نتوقف أبداً عن التظاهر». تعتبر القضية رمزاً للأجواء الحالية في المستعمرة البريطانية السابقة؛ لأنها تتعلق بتنظيم تجمع غير مرخص له في 18 أغسطس (آب) 2019 كان أحد أكبر التحركات الاحتجاجية خلال مظاهرات استمرت سبعة أشهر.

- جون كيري في جولة آسيوية للبحث في ملف المناخ
واشنطن - «الشرق الأوسط»: يزور المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري الإمارات العربية المتحدة والهند وبنغلادش قبل أول قمة افتراضية حول الاحترار المناخي ينظمها الرئيس جو بايدن في 22 أبريل (نيسان). وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، أن كيري «سيزور أبوظبي ونيودلهي ودكا من الأول من أبريل إلى التاسع منه لإجراء مشاورات حول طموح بيئي متزايد». وتسعى القمة إلى أن تكون مرحلة مهمة قبل مؤتمر المناخ الرئيسي للأمم المتحدة المقبل (مؤتمر الأطراف السادس والعشرون) المقرر في نوفمبر (تشرين الثاني) في غلاسغو في اسكوتلندا. وستكشف الولايات المتحدة قريباً عن التزاماتها على صعيد حفض انبعاثات غازات الدفيئة للعام 2030، ووعد جون كيري بأنها ستكون طموحة. ويهدف اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم خلال مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين، إلى احتواء ارتفاع الحرارة بدرجتين مئويتين وحتى 1.5 درجة، مقارنة بالمستوى المسجل قبل الثورة الصناعية.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟