«أرامكو» ومعهد الخرسانة الأميركي يطلقان مشروعاً لقطاع البناء والإنشاء

بهدف تحقيق حلول أكثر استدامة لقطاع البناء باستخدام التقدم في أحدث التقنيات

«أرامكو» ومعهد الخرسانة الأميركي يطلقان مشروعاً لقطاع البناء والإنشاء
TT

«أرامكو» ومعهد الخرسانة الأميركي يطلقان مشروعاً لقطاع البناء والإنشاء

«أرامكو» ومعهد الخرسانة الأميركي يطلقان مشروعاً لقطاع البناء والإنشاء

أعلنت «أرامكو السعودية» ومعهد الخرسانة الأميركي، اليوم، إطلاق مركز التميّز للمواد اللامعدنية (NEx)، وهو مركز تميّز لمواد البناء اللامعدنية يهدف إلى تطوير وتعزيز استخدامها في قطاع البناء والإنشاء.
ويعمل المركز الذي يتخذ من المقر العالمي للمعهد مقراً له في مدينة فارمنجتون هيلز بولاية ميتشيغان في الولايات المتحدة الأميركية، على تسريع وتيرة استخدام المواد والمنتجات اللامعدنية في الإنشاء؛ مما يعزز دور المعهد باعتباره هيئة رائدة عالمياً ومصدراً لوضع معايير متفقٍ عليها وتعميمها واعتمادها فيما يخص تصميم الخرسانة والإنشاءات والمواد.
وتعليقاً على إطلاق هذا المركز، قال النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية بـ«أرامكو»، أحمد السعدي «وضعت الشركة حلولاً قائمة على المواد اللامعدنية وطبّقتها ضمن نطاق أعمالها لأكثر من عقدين من الزمان، وتفوق مزاياها البدائل المعدنية، مع تصدّيها في الوقت نفسه لتحدّيات البيئة والاستدامة. وفي الوقت نفسه، تتجاوز فرص استخدامها في القطاعات الأخرى قطاع النفط والغاز بكثير».
وقال رئيس معهد الخرسانة الأميركي، جيفري كولمان «ستكون مهمة المركز التعاون عالمياً في استخدام المواد اللامعدنية في المباني من خلال دفع عجلة البحوث والتثقيف والتوعية وتبنّي التقنية. وسوف يؤدي توسيع نطاق إدخال المواد والمنتجات اللامعدنية في المباني إلى تحسين الاستدامة والإسهام في تخفيض الانبعاثات الكربونية، وتعزز متانة المنشآت وعمرها الافتراضي».
وأضاف كولمان «تعمل (أرامكو) على تنسيق جهودها مع رؤيتنا لتلبية متطلبات هذا العالم المتغير بفاعلية، وذلك عن طريق وضع معايير لتطوير واستخدام المواد اللامعدنية في البناء والإنشاء، ويسعدنا في معهد الخرسانة الأميركي تلقّي دعم (أرامكو) في التواصل مع الأطراف المعنية في هذا القطاع حول العالم».
ولـ«أرامكو» السبق في ريادة استخدام المواد اللامعدنية في مرافق النفط والغاز للحدّ من تأثير التآكل وتقليل وزن المواد، وتخفيض تكلفة الإنشاء والتشغيل. وتمثّل هذه المبادرة مع معهد الخرسانة الأميركي جزءاً من استراتيجية أوسع للشركة لدخول أسواق جديدة، وتعزيز مواردها الهيدروكربونية وتقنياتها لإيجاد حلول للمواد البوليمرية المتقدمة في مختلف القطاعات.
وتزايد استخدام المواد اللامعدنية في قطاعات متعددة، بما فيها النفط الخام والغاز، والبناء، وصناعة السيارات، والتعبئة والتغليف، والطاقة المتجددة بما لها من مميزات تفوق المواد المعدنية، مثل مقاومة التآكل، وانخفاض الوزن، وزيادة قدرة التحمل، وانخفاض التكلفة، والكفاءة البيئية.
وكان معهد الخرسانة الأميركي قد دأب على مرّ العقود الأربعة الماضية، على جمع أفضل العقول في هذا القطاع لتعزيز تقنيات المواد اللامعدنية. وسيعمل المركز بمثابة محفّز لدمج خبرات تصل إلى 40 عاماً لتسريع وتيرة الجهود المبذولة في المواد اللامعدنية وتقنياتها في ظل وجود عدد من الإرشادات والتقارير والمواصفات المنشورة عن استخدام المواد اللامعدنية في الخرسانة، بما فيها البوليمر المعزز بالألياف والخرسانة المعززة بالألياف.
ويخطط المركز لتوسيع نطاقه ليشمل استخدام المواد اللامعدنية بديلاً عن مواد الإنشاء الأخرى، مثل المواد الخاصة بواجهات المباني، والإسفلت، والتربة. كما يتطلع المركز لجذب مزيد من الشركاء من مؤسسات أكاديمية رائدة، وجهات صناعية، وهيئات فنية، والجهات المختصة بوضع المعايير، والجهات المصنعة، والمهنيين.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.