بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية العراقية ومخاوف من إمكانية تأجيلها

كتل وشخصيات سياسية تتنافس عبر 107 قوائم انتخابية

بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية العراقية ومخاوف من إمكانية تأجيلها
TT

بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية العراقية ومخاوف من إمكانية تأجيلها

بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية العراقية ومخاوف من إمكانية تأجيلها

مع إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أرقام الكيانات السياسية التي سوف تشارك في الانتخابات في الثلاثين من أبريل (نيسان) المقبل فإن العد التنازلي للانتخابات البرلمانية في العراق قد بدأ وسط نوعين من المخاوف بشأن ما إذا كان سيجري تأجيل الانتخابات أم لا. 107 كيانات هي ما تم الإعلان عنه طبقا للمؤتمر الصحافي الذي عقدته المفوضية الأسبوع الماضي والذي أعلنت بموجبه الرقم الانتخابي لكل كيان. ومع أن كل رقم من هذه الأرقام سيدخل تاريخ كل كيان أو كتلة مشاركة سواء في حالتي الفوز أو الخسارة فإن مجموع أرقام هذه الكيانات هي ما سوف يجري تداوله قسرا بين العراقيين على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة. فهذه الأرقام سوف تتحول إلى دعاية انتخابية ويتوقع أن تتحول إلى معركة تسقيط سياسي بسبب المخاوف من إمكانية تراجع قوى الإسلام السياسي في مقابل إمكانية صعود قوى المجتمع المدني والتيارات العلمانية والليبرالية نتيجة للأخطاء التي ارتكبها الإسلام السياسي في العراق بنسختيه الشيعية والسنية فضلا عن ملفات الفساد المالي والإداري، أو بسبب شراسة المعركة التي سوف تندلع بين قوى الإسلام السياسي بنسخته الشيعية بالدرجة الأولى (المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر في مقابل ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي) والذي سوف يتمحور حول الولاية الثالثة للمالكي.
مفوضية الانتخابات أعلنت من جانبها أن إعلان أرقام الكيانات لا يعني بدء الدعاية الانتخابية لكنها ضمنت منح الكيانات فرصة البدء بالاستعدادات الحقيقية للحملة الانتخابية من خلال إمكانية توظيف الرقم إلى ما يمكن أن يفيدها على صعيد الدعاية الانتخابية. فممارسة نوع من الإيهام للمواطنين من خلال الأرقام فيما لو كانت تحمل دلالات معينة من شأنه أن يفيد الكيانات التي تستعد لخوض هذه المعركة الانتخابية وعددها 107 كيانات بعد أن كانت 277 بعد انسحاب 170 كيانا. أرقام كل كيان ظهرت بموجب القرعة التي أجرتها المفوضية المستقلة للانتخابات على أن يجري لاحقا الإعلان عن بدء الحملة الدعائية وفقا لنظام الحملات الانتخابية رقم 7 لعام 2013 الذي أصدره مجلس المفوضين. مع ذلك فإن هناك نوعين من المخاوف بشأن ما إذا كانت الانتخابات سوف تجري في موعدها أو يجري تأجيلها إلى موعد آخر. النوع الأول من المخاوف يتعلق بالوضع الأمني في البلاد لا سيما في المحافظات الغربية. وفيما يرى السياسيون وعدد كبير من المراقبين أن هناك إصرارا على إجراء الانتخابات في موعدها فإن التأجيل يبقى احتمالا مفتوحا.
وقال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي والمرشح عن التحالف المدني الديمقراطي رائد فهمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك إرادة دولية وإقليمية وداخلية لإجراء الانتخابات في موعدها خلال الشهر الرابع من هذا العام لأنها باتت من وجهة نظر الجميع هي بوابة التغيير في البلاد على ضوء الأزمات والاحتقان السياسي». ولكن فهمي أبدى مخاوفه من «احتمالات انفلات الأوضاع الأمنية على خلفية ما يحصل في الأنبار اليوم حيث بدأت إشارات من هنا وهناك بوجود مثل هذه المحاولات»، مبينا في الوقت نفسه أن «كل المؤشرات تدل على إجراء الانتخابات في موعدها إلا إذا كانت هناك إرادة سياسية للتأجيل حيث يمكن أن يجدوا أي منفذ وتحت أي ذريعة». وفي وقت يبرز فيه نوع آخر من المخاوف الخاصة بالتأجيل وهو الجلسة المفتوحة للبرلمان عام 2010 فإن عضو البرلمان العراقي عن كتلة التغيير الكردية وعضو اللجنة القانونية البرلمانية لطيف مصطفى أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الدستور ينص على انتخاب رئيس برلمان ورئيس جمهورية خلال الجلسة الأولى التي يعقدها البرلمان وهو ما لم يحصل خلال انتخابات عام 2010 حيث بقيت الجلسة مفتوحة نحو سبعة شهور»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر قد يفتح باب الطعون أمام المحكمة الاتحادية على الرغم من أن رئاسة الجمهورية أصدرت قانونا فلم يعد من الممكن الطعن بالانتخابات أو تأجيلها». واعتبر مصطفى أن «هذا الاحتمال ضعيف إلا إذا وقفت خلفه إرادة سياسية تسعى للتأجيل بأي ثمن».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.