الموت يغيّب رئيس وزراء مصر الأسبق كمال الجنزوري

الجنزوري خلال ترؤسه الحكومة في 2012 (إ.ب.أ)
الجنزوري خلال ترؤسه الحكومة في 2012 (إ.ب.أ)
TT

الموت يغيّب رئيس وزراء مصر الأسبق كمال الجنزوري

الجنزوري خلال ترؤسه الحكومة في 2012 (إ.ب.أ)
الجنزوري خلال ترؤسه الحكومة في 2012 (إ.ب.أ)

غيب الموت، أمس، رئيس وزراء مصر الأسبق كمال الجنزوري، عن 88 عاماً، بعد حياة سياسية حافلة تولى خلالها مناصب عدة أبزرها رئاسة الحكومة لمرتين، أولاهما في أواخر التسعينات من القرن الماضي، خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، والثانية خلال فترة تولى «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» لشؤون البلاد بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
وفور إعلان وفاة الجنزوري، نعاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقال في تغريدات عبر «تويتر» إن مصر «فقدت رجل دولة من طراز فريد... كان الراحل باراً بمصر، وفياً لترابها وأهلها، وصاحب يدٍ بيضاء في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية، وكانت له مكانته العلمية، ورؤيته الحكيمة، وقدراته القيادية المتميزة والناجحة، فضلاً عن أخلاقه الرفيعة العالية، وتفانيه وصدقه وإخلاصه في مراحل مصيرية وحاسمة من تاريخ هذا الوطن».
وكذلك نعى مجلس الوزراء الجنزوري، ووقف دقيقة حداداً على روحه، بينما أعرب بيان رسمي عن «تقدير مصر للدور الوطني الكبير الذي ساهم به الراحل خلال سنوات عمله الحكومي الطويلة، من قيادة دفة الحكومة لفترتين دقيقتين من تاريخ الأمة المصرية». كما ثمنت الحكومة «الإسهامات الجليلة التي بذلها الراحل العظيم في سبيل وطنه، إذ كان نموذجاً في البذل والعطاء، لم يتأخر يوماً عن نداء الوطن، ولم يبخل ساعة بعلمه أو جهده، وتفانى في تقديم خبراته الواسعة لا سيما في المجال الاقتصادي، لمصلحة الوطن».
وولد الجنزوري في عام 1933، في إحدى قرى محافظة المنوفية، وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ميتشغان الأميركية، وعمل أستاذا بمعهد التخطيط القومي عام 1973 ثم تدرج في المناصب داخل الجهاز الإداري للدولي. وفي عام 1986 أصبح وزيراً للتخطيط، ثم تولى رئاسة مجلس الوزراء لثلاث سنوات بدأت عام 1996.
وواجه مشروع «توشكى» الذي تبناه الجنزوري خلال رئاسة الحكومة، انتقادات عدة غير أن صاحبه حمّل في مذاكرته الصادرة عام 2014 مسؤولين آخرين ومنهم مبارك المسؤولية عن إهمال خطة العمل التي اعتبر أنها لم تكتمل، ما تسبب في تعطليه لسنوات.
وبعد خروجه من منصبه تولى مناصب استشارية وأكاديمية عدة، قبل أن يعود لفترة أقل من عام لتولي رئاسة مجلس الوزراء، بعد الثورة، وذلك خلال الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2011 وحتى يونيو (حزيران) 2012، وتقدم باستقالته للرئيس المصري الراحل محمد مرسي، عقب إعلان فوز الأخير برئاسة البلاد.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.