«غوغل مابس» ستبدأ بعرض المسارات الأكثر مراعاةً للبيئة قريباً

تطبيق «غوغل مابس» يظهر على شاشة هاتف ذكي في الولايات المتحدة الأميركية (أ.ف.ب)
تطبيق «غوغل مابس» يظهر على شاشة هاتف ذكي في الولايات المتحدة الأميركية (أ.ف.ب)
TT
20

«غوغل مابس» ستبدأ بعرض المسارات الأكثر مراعاةً للبيئة قريباً

تطبيق «غوغل مابس» يظهر على شاشة هاتف ذكي في الولايات المتحدة الأميركية (أ.ف.ب)
تطبيق «غوغل مابس» يظهر على شاشة هاتف ذكي في الولايات المتحدة الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت «غوغل»، أمس (الثلاثاء)، عدداً من التحسينات على خدمة الخرائط القائمة على الذكاء الصناعي «غوغل مابس»، منها العرض التلقائي للمسارات التي تتيح للمستخدمين تحسين بصمتهم الكربونية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكتب نائب الرئيس المسؤول عن المنتجات في «غوغل مابس»، داين غلاسغو: «قريباً، سيكون المسار الذي يؤدي سلوكه إلى انبعاث النسبة الأقل من ثاني أكسيد الكربون أول اقتراح توفره (غوغل مابس) للمستخدمين في حال كان الوقت الذي يستلزمه الوصول عبره إلى الوجهة مساوياً تقريباً لأسرع طريق».
وأضاف: «إذا كان المسار الأكثر مراعاةً للبيئة يؤدي إلى زيادة كبيرة في وقت الوصول إلى الوجهة، ستتاح للمستخدم الفرصة لمقارنة الأثر الكربوني النسبي للطريقين قبل أن يختار أحدهما».
وأوضحت «غوغل» أن حصر الاقتراحات بأقصر طريق سيظل ممكناً من خلال تعديل التفضيلات في إعدادات التطبيق.
وأكدت المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً أنها تعاونت لاستحداث هذه الأداة الجديدة مع المختبر الوطني للطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة الأميركية.
واستندت شركة الإنترنت العملاقة في تحديد مدى مراعاة المسار للبيئة على عوامل عدة، بينها «مدى انحدار الطريق والإبطاءات الناجمة عن الاختناقات المرورية».
وأشار غلاسغو إلى أن «اقتراح الطرق الأكثر مراعاةً للبيئة سيبدأ في الولايات المتحدة في وقت لاحق من السنة الجارية على أن تصبح تغطيته عالمية في نهاية المطاف».
وفي الإطار نفسه، استحدثت «غوغل» نظاماً ينبّه المستخدم إلى أنه في منطقة منخفضة الانبعاثات. وسيكون هذا النظام متاحاً اعتباراً من يونيو (حزيران) في فرنسا وألمانيا وهولندا وبريطانيا على الأجهزة التي تعمل بنظامي التشغيل «أندرويد» و«آي أو إس».
وفي الأشهر المقبلة وفي كل أنحاء العالم، ستشير «غوغل مابس» أيضاً إلى وسائل النقل الأكثر ملاءمة للبيئة للوصول إلى مكان ما.
ومن الابتكارات الأخرى التي أعلنتها «غوغل مابس» استحداث ميزة تساعد في إرشاد الشخص داخل مبنى بفضل أداة «لايف فيو» المتوافرة راهناً في بعض مراكز التسوق في المدن الأميركية الكبرى (شيكاغو، ولونغ آيلاند، ولوس أنجليس، ونيوآرك، وسان فرانسيسكو، وسان خوسيه، وسياتل)، على أن تصبح هذه الأداة صالحة للمطارات أيضاً في مرحلة لاحقة.
كذلك سيوفر التطبيق أداة لاتخاذ قرار الخروج وفقاً للطقس وجودة الهواء، وسيبدأ العمل بها في الولايات المتحدة والهند وأستراليا.


مقالات ذات صلة

«آي بي إم» تستثمر 150 مليار دولار في أميركا خلال 5 سنوات

الاقتصاد شعار شركة «آي بي إم» (رويترز)

«آي بي إم» تستثمر 150 مليار دولار في أميركا خلال 5 سنوات

أعلنت شركة «آي بي إم» أنها ستستثمر 150 مليار دولار بالولايات المتحدة بما في ذلك منشآت إنتاج الحوسبة الكمية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا شعار شركة غوغل (رويترز) play-circle

موظفو «غوغل» ببريطانيا يعتزمون رفض صفقات مرتبطة بإسرائيل

يُخطط عدد من موظفي «غوغل ديب مايند» في بريطانيا للانضمام لنقابة عمالية حتى يتسنى لهم التصدي لقرار الشركة بيع تقنياتها للذكاء الاصطناعي لإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تحول «يوتيوب» من منصة ترفيهية إلى مساحة للتعليم والتغيير الاجتماعي والتمكين الاقتصادي ما جعله جزءاً حيوياً من المشهد الرقمي العربي

خاص «يوتيوب» في عيده العشرين... ثورة ثقافية واقتصادية غيرت المحتوى الرقمي

«يوتيوب» يحتفل بمرور 20 عاماً على انطلاقه، مؤكداً دوره المحوري في تمكين صناع المحتوى، خصوصاً في السعودية عبر أدوات، ودعم وفرص دخل متنامية.

نسيم رمضان (سان فرانسيسكو - الولايات المتحدة)
تكنولوجيا خطوات بسيطة مثل منح العمال الإذن باستخدام الذكاء الاصطناعي قد تساعد في مضاعفة اعتماد التكنولوجيا الجديدة (رويترز)

«غوغل»: يمكن للعمال توفير 122 ساعة سنوياً عبر استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام الإدارية

أظهرت برامج تجريبية أن العمال يمكنهم توفير أكثر من 120 ساعة سنوياً باستخدام الذكاء الاصطناعي في المهام الإدارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - لندن)
الاقتصاد شعار «ألفابت» على شاشة في سوق «ناسداك ماركت سايت» بنيويورك (أ.ب)

أرباح قوية من «ألفابت» تُنعش أسهمها مع تنامي أثر الذكاء الاصطناعي

قفزت أسهم «ألفابت» 4 في المائة بعد تقرير أرباح قوي أظهر أن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي تعزز نمو إيراداتها الإعلانية، مبددةً مخاوف المنافسة والرسوم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

صلاح المليجي يُعبِّر بـ«الهدم والصمت» عن حنينه إلى السويس

بيوت لا يظهر منها إلا إطار خارجي (الشرق الأوسط)
بيوت لا يظهر منها إلا إطار خارجي (الشرق الأوسط)
TT
20

صلاح المليجي يُعبِّر بـ«الهدم والصمت» عن حنينه إلى السويس

بيوت لا يظهر منها إلا إطار خارجي (الشرق الأوسط)
بيوت لا يظهر منها إلا إطار خارجي (الشرق الأوسط)

يُقدّم الفنان المصري صلاح المليجي، في أحدث معارضه، حالة وجدانية غنيّة مُستلهمة من ذكرياته في مسقطه، تأخذه وتأخذ المتلقّي معه من الواقع إلى عوالم من الحنين والأحلام والشجن، مُستشعراً الإحساس الموجِع بالهدم، والدهشة من الصمت الزاخر بالثرثرة.

تتعدَّد التجارب الفنّية التي تتناولها أعماله الـ40 في المعرض؛ مما دفعه إلى عدم اختيار عنوان له، لكن رغم ذلك يدور الحدث المُقام حالياً بغاليري «أوديسي» بالقاهرة، حول فكرتين أساسيتين، هما الهدم والصمت؛ فتُجسّد الأولى مَشاهد من «اللاند سكيب» معظمها حول البيوت؛ بعضها غير مُكتمل، وبعضها الآخر مجرّد إطارات خارجية لبنايات قديمة.

يميل إلى الصمت تأثّراً بنشأته في السويس (الشرق الأوسط)
يميل إلى الصمت تأثّراً بنشأته في السويس (الشرق الأوسط)

فتأتي البيوت غير واضحة الملامح، كأنها أبنية تهدَّمت، ولا يظهر فيها منظور أو رؤى ثلاثية البُعد -أو حتى ثنائية- إنما هي مجرّد هياكل بسيطة جداً، تنحى نحو التجريدية، وقد تعكس في النهاية حالة نفسية يمرُّ بها الفنان أكثر منها حقيقية.

يقول المليجي لـ«الشرق الأوسط»: «أحياناً، نجد متعة في النظر إلى الخواء، أو تأمُّل الفراغ، أو ذلك الشيء أو المكان الذي يخلو من البشر أو الحياة من الأصل، فبعض أعمالي في المعرض تعكس مأساةً ما، أو ذكرى حزينة. فهي استعارة للماضي بما فيه من حنين، لتتحوَّل اللوحة في هذه الحالة إلى رثاء لنفسي، أو سرد لبقايا هذه الهياكل الباقية داخلي، أو ربما داخل المتلقّي أيضاً».

جانب من الأعمال التجريدية للفنان (الشرق الأوسط)
جانب من الأعمال التجريدية للفنان (الشرق الأوسط)

تستمدّ هذه التجربة تفاصيلها من طفولة المليجي؛ إذ ولد في مدينة السويس المصرية (شرق القاهرة) ونشأ فيها، وهي التي عانت آثار الحرب في 1967 و1973.

وبذلك تعيدنا لوحاته إلى إحدى روائع الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي، وهي قصيدة «تجار الخشب» في ديوان «وجوه على الشط»، التي عبَّرت عن أحوال الهدم في السويس خلال حرب الاستنزاف وما بعدها.

فقد كان للسويس طابعها المعماري المتميِّز المعروف باسم «البغدادلي»؛ وهو البناء بالأخشاب والدبش، وكان مستَمداً من بيئتها؛ إذ كان أهالي المدينة يتّخذون مواد البناء من «تقفيصات» من الخشب، مملوء وسطها بـ«المونة»، والأحجار الصغيرة المُلتَقطة من شاطئ البحر، وإنما هذا الطراز يكاد يكون قد اندثر بفعل الحرب كما هو معروف.

يستدعي الفنان أطلال مدينته بحنين وشجن للماضي (الشرق الأوسط)
يستدعي الفنان أطلال مدينته بحنين وشجن للماضي (الشرق الأوسط)

ويؤكد المليجي أنّ بعض أعمال معرضه الجديد تُمثّل مدينته زمان: «في السويس، اعتدتُ منذ طفولتي أن أجد نفسي وأقاربي أو المحيطين بي في مكان ما، وأرجع إليه فأجده قد تأثَّر بالحرب، أو تهدَّم، أو تغيَّر بشكل جذري؛ وهو ما كان يُثير الشجن والألم العميق داخلي، لا سيما على هذه البنايات ذات المعمار المختلف والنادر؛ لذلك أجد نفسي أستدعي أطلال الماضي في لوحاتي».

ويرى الفنان تأثير الطراز المعماري للسويس أكبر من الوجع الذي دفعه إلى الاحتفاء بفكرة الهدم في تجربته الراهنة وتجاربه السابقة؛ إذ قاده أيضاً هذا الطراز الذي اعتمد في الغالب دوراً واحداً لكل بيت، وسلالم خارجية مكشوفة للبنايات، إلى إثارة خياله، وفتح آفاقاً واسعة أمام تفكيره، وفق قوله.

أشكال غير مُكتملة تأكيداً لفكرة الهدم التي يحتفي بها المليجي (الشرق الأوسط)
أشكال غير مُكتملة تأكيداً لفكرة الهدم التي يحتفي بها المليجي (الشرق الأوسط)

أما الصمت، وهو الفكرة الأخرى التي احتفى بها في معرضه، فقد عبَّر عنه صلاح المليجي من خلال عدد من البورتريهات، تُجسِّد شخوصاً في حالة من السكون الخادع: «أحياناً يكون الصمت معبِّراً أكثر من الضجيج، وإنما قد يُمثّل حديثاً لا ينتهي، فيبوح بمشاعر وأسرار، ويسرد قصصاً وحكايات، يتلقّفه المُشاهد ليدور داخله الأمر عينه، وفقاً لماضيه وذاكرته وتجاربه. أكشف سراً بأن هذا الشخص الذي أجسّده في بورتريهات المعرض هو أنا».

ويتابع: «صلاح الذي يقف خارج اللوحة خلال الرسم وجد نفسه يتعمَّق في دواخله، ويرسم (بورتريه سِيلفي) ربما لرغبته في استكشاف ذاته أكثر، لكن في صمت موحٍ».

هذا الصمت الذي يحتفي فيه المليجي هنا هو امتداد لحالة يعيشها الفنان ويستشعرها جمهوره في أعماله دائماً، وهو أيضاً انعكاس لتأثّره -مرة أخرى- بمدينته: «من المعروف أنّ السويس مدينة ساحلية تهتم بالصيد، وقد عشقته منذ الصغر نتيجة لذلك».

الفنان المصري صلاح المليجي في أحدث معارضه (الشرق الأوسط)
الفنان المصري صلاح المليجي في أحدث معارضه (الشرق الأوسط)

يضيف الفنان المصري: «أحياناً، أقضي ساعات طويلة وحيداً أمام المياه، أصطاد وأستمتع بسحر الطبيعة وغموض البحر، ومن هنا أحببتُ الصمت وتذوّقت جماله».

جاءت اللوحات في المعرض المستمرّ حتى 7 مايو (أيار) الحالي بمقاسات مختلفة، وتنوَّعت ما بين أعمال التخطيط التي استخدم فيها الفنان الأحبار الملونة، وتحديداً اللون البني بدرجاته على الورق، وأعمال الرسم باستخدام الأكريليك على القماش.

إلا أنه في معرضه المقبل الذي يستعد له في الوقت الراهن، سيقدّم تجربة فنّية جديدة تعتمد الأبيض والأسود فقط في جميع اللوحات.

يختتم حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «دائماً فكرةٌ تُسلّم فكرةً، وتجربةٌ تقود إلى أخرى، وتجربتي المقبلة ستقوم بالكامل على الأبيض والأسود، في تجسيد للأساطير التي تشغلني باستمرار».