تركيا تعود لتشديد الإغلاق مع ارتفاع متسارع للإصابات

المطاعم والمقاهي ستغلق مجدداً ولا تجمعات في رمضان

تركيا عائدة إلى الحظر (أ.ب)
تركيا عائدة إلى الحظر (أ.ب)
TT

تركيا تعود لتشديد الإغلاق مع ارتفاع متسارع للإصابات

تركيا عائدة إلى الحظر (أ.ب)
تركيا عائدة إلى الحظر (أ.ب)

عادت تركيا إلى تشديد التدابير لمواجهة تفشي فيروس كورونا بعد أن لجأت إلى تخفيف القيود خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك بعد طفرة كبيرة في أعداد الوفيات والإصابات ودخول العديد من الولايات في تصنيف المناطق شديدة الخطورة، وتحذير الأطباء من الفيروسات المتحورة وتأثيراتها التي تظهر في فئات عمرية مختلفة ولا سيما الأطفال.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان العودة إلى تطبيق الحظر الكامل في عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) مع الاستمرار في حظر التجول الليلي من التاسعة مساء إلى الخامسة صباحاً في باقي أيام الأسبوع.
وبالنسبة لشهر رمضان ستتم إعادة فرض القيود على المطاعم والمقاهي ليقتصر الأمر على خدمة الطلب من الخارج فقط بعدما تم فتحها منذ أسبوعين بطاقة 50 في المائة.
وقال إردوغان عقب اجتماع للحكومة برئاسته، مساء الاثنين: «لن يتم تنظيم فعاليات الإفطار والسحور الجماعية في عموم تركيا خلال شهر رمضان كما سيقتصر عمل المطاعم على خدمة إيصال الطلبات إلى المنازل، وسيتم فرض حظر تجول نهاية الأسبوع في عموم البلاد خلال رمضان».
وكان حظر التجول الليلي سارياً في مختلف أنحاء البلاد مع حظر تجول جزئي في عطلة نهاية الأسبوع لا يشمل التوجه إلى المتاجر القريبة من العاشرة صباحاً وحتى الخامسة مساء يوم الأحد، بعد تخفيف الإجراءات قبل أسبوعين.
وأشار إلى أن حظر التجول في الولايات المندرجة ضمن الفئة الحمراء (الأكثر خطورة)، ومنها إسطنبول وأنقرة، سيطبق يومي السبت والأحد بشكل كامل قبل حلول رمضان أيضاً وأن حظر التجول بين التاسعة مساء والخامسة صباحاً سيستمر في عموم تركيا على مدار الأسبوع. وتابع: «ستعمل المرافق كالمطاعم والمقاهي في جميع أنحاء تركيا بقدرة استيعابية تبلغ 50 في المائة بغض النظر عن درجة خطورة تفشي كورونا في الولاية حتى حلول رمضان».
وفيما يخص التطعيم بلقاح كورونا، أشار إردوغان إلى بلوغ عدد المواطنين الذين تلقوا لقاح كورونا 15 مليوناً من بين 83 مليوناً، موضحاً أن هذا الأمر ساهم في تخفيف العبء عن المستشفيات.
وسجلت تركيا، في آخر إحصائية صدرت ليل الاثنين - الثلاثاء، 154 وفاة، و32 ألفا و404 إصابات جديدة بفيروس كورونا، لترتفع حصيلة الوفيات بالفيروس إلى 31 ألفاً و230 وفاة، فيما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 3 ملايين و240 ألفا و577 إصابة.
وأرجعت المعارضة التركية ارتفاع الإصابات إلى المؤتمرات الحزبية التي عقدها إردوغان في أنحاء البلاد بحضور الآلاف من أنصاره وآخرها المؤتمر العام السابع للحزب الأربعاء الماضي، الذي تم خلاله حشد أنصار الحزب من مختلف الولايات في صالة للألعاب الرياضية في العاصمة أنقرة. وحدثت وزارة الصحة التركية، خريطة مناطق الخطورة الخاصة بانتشار الفيروس في أنحاء البلاد، المصنفة بألوان أربعة بحسب درجة الخطورة، هي اللون الأزرق للولايات منخفضة الخطورة، والأصفر للمتوسطة، والبرتقالي لعالية الخطورة، والأحمر للأشد خطورة.
وبحسب الخريطة الأخيرة ارتفع عدد الولايات شديدة الخطورة (اللون الأحمر) إلى 58 ولاية تركية بدلاً عن 17 قبل أسبوعين، و12 ولاية باللون البرتقالي عالية الخطورة، من بين 81 ولاية تمثل عدد ولايات تركيا.
وأظهرت الخريطة المحدثة تصنيف ولاية شرناق (جنوب شرق) كالولاية الوحيدة باللون الأزرق (منخفضة الخطورة).
ووفقاً للخريطة، صنفت كل من إسطنبول وإزمير وأنقرة في فئة الأكثر خطورة باللون الأحمر.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم التركية عن استمرار التعليم وجهاً لوجه لبعض الصفوف الدراسية، على أن تتخذ قرارات خاصة بكل ولاية على حدة.
وقالت الوزارة، في بيان: «يستمر التعليم وجهاً لوجه في جميع مؤسسات التعليم قبل المدرسي والمدرسي لطلاب الصفوف الخامس، والسادس، والسابع، والتاسع، والعاشر والحادي عشر، وبناء على مستوى خطورة الإصابات في كل ولاية، ستُتخذ قرارات خاصة بكل ولاية على حدة بناء على شدة الإصابات المسجلة في الولاية بالفيروس.
واشترطت الوزارة أن يكون دوام الطلاب ضمن المدارس بموافقة أولياء أمورهم، موضحة أن دورات التقوية لطلاب الصف الثامن والثاني عشر ستستمر في جميع أنحاء تركيا بما فيها أيام السبت والأحد.
وكانت وزارة التربية التركية أعادت التعليم وجهاً لوجه، اعتباراً من أول مارس (آذار) لطلاب الصفوف الابتدائية الأول والثاني والثالث والرابع، وطلاب الصف الثامن الإعدادي والثاني عشر الثانوي.
وفي رسالة مسجلة بعث بها إردوغان إلى فعالية افتراضية نظمتها الأمم المتحدة أمس (الثلاثاء) بعنوان: «تمويل التنمية في عصر كوفيد - 19 وما بعده»، بمشاركة رؤساء حكومات ودول قال إن لقاح كورونا المحلي (التركي) سيكون متاحاً للبشرية جمعاء عند إتمام تطويره، مشيراً إلى أن تركيا بذلت منذ بداية تفشي الوباء جهوداً لتعزيز التضامن العالمي والتعاون الدولي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.