نظرة قاتمة عكستها مديرة مراكز مكافحة الأوبئة روشيل والنكسي لوضع الولايات المتحدة بمواجهة فيروس «كورونا». فمع تزايد عدد الإصابات في الأسبوع الماضي بنسبة وصلت إلى 12 في المائة، حذرت والنسكي من موجة رابعة و«مصير قاتم» يواجه الأميركيين، قائلة: «لدينا الكثير من الأسباب لنتطلع قدماً ونكون متفائلين. لكني حالياً خائفة. فنحن لا نتمتع برفاهية عدم التصرف وعلينا بالعمل سوية للحؤول دون حصول موجة رابعة والحفاظ على صحة بلادنا».
وتابعت والنسكي في مؤتمر عقدته في البيت الأبيض: «ما يختلف اليوم هو أننا نستطيع التغلب على الوباء بفضل اللقاحات لكن هذا سيكون أبطأ بكثير إذا ما اضطررنا للتعامل مع موجة رابعة».
تصريحات كررها الرئيس الأميركي جو بايدن في ظل تزايد الإصابات في ولايات مثل ميشيغان ونيوجيرسي فحث حكام الولايات على توخي الحذر والالتزام بارتداء الكمامات إضافة إلى وقف خطط رفع القيود في بعض الولايات فقال: «أرجوكم، هذه ليست لعبة سياسية. أعيدوا فرض القيود إذا رفعتموها»، مشيراً إلى أن ارتداء الكمامات هو واجب وطني.
وأضاف بايدن أنه وبحلول منتصف شهر أبريل (نيسان) فسيكون 90 في المائة من الأميركيين مؤهلين لتلقي اللقاحات في كل الولايات، مشدداً على أن هذا سيحسن بشكل كبير من حظوظ القضاء على الفيروس.
لكن التحدي الأبرز الذي يواجه بايدن وإدارته في هذا الخصوص هو تشكيك بعض الأميركيين بأخذ اللقاح، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة (بي بي إس) بالتعاون مع (إن بي آر) أن 49 في المائة من الرجال الجمهوريين لا يريدون أخذ اللقاح، مقابل 87 في المائة من الرجال الديمقراطيين الذين قالوا إنهم يدعمون تلقي لقاح «كورونا».
وهي أرقام أقلقت البعض في صفوف الحزب الجمهوري وأدت إلى إدلاء زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل بتصريح نادر من نوعه حث فيه الرجال في الحزب على أخذ اللقاح. وقال مكونيل: «كرجل جمهوري، بمجرد أن أتى دوري في اللقاح، أخذته فوراً، وأنا أشجع كل الرجال الجمهوريين على القيام بالمثل». وكرر مكونيل: «أقول للرجال الجمهوريين: تلقوا اللقاح». وتابع زعيم الجمهوريين في حدث مخصص للترويج للقاحات في ولايته كنتاكي: «اثنان من اللقاحات يتمتعان بفاعلية وصلت إلى 90 في المائة وواحد منهم وصلت فاعليته إلى 70 في المائة وأنا لم أعلم حتى بداية هذا الوباء بأن لقاح الرشح مثلاً يتمتع بفاعلية 50 في المائة فقط... إذن ليس هناك أي حجة جيدة لعدم أخذ اللقاح. أحث كل الرجال بغض النظر عن الحزب أن يتلقوا لقاح (كورونا)».
- ترمب بمواجهة فاوتشي وبيركس
وفي ظل هذا التشكيك الجمهوري، يأمل البعض في أن يلعب الرئيس السابق دونالد ترمب دوراً أكبر في حث مناصريه على تلقي اللقاح، لكن وعلى ما يبدو فإن ترمب يركز على ملفات أخرى، آخرها تمثل في شن هجوم مكثف على أبرز وجهين في جهود مكافحة الوباء خلال عهده: كبير خبراء الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، والمنسقة السباقة في فريق مواجهة «كورونا» ديبرا بيركس.
فبعد أن انتقد مستشاراه السابقان أداءه في مكافحة الوباء بشكل علني، استشاط ترمب غضباً وصب جام هذا الغضب في تصريح ناري ومطول موجه ضدهما قال فيه: «بناء على تصريحاتهما شعرت أنه حان الوقت لأتحدث عن الدكتور فاوتشي والدكتورة بيركس، وهما شخصان يروجان لنفسيهما ويحاولان إعادة كتابة التاريخ لمصلحتهما الشخصية وتجاهل توصياتهما الخاطئة، والتي رفضتها في أغلب الأحيان». وتابع ترمب: «لقد قاما بقرارات سيئة كانت لتترك بلادنا مفتوحة أمام الصين وغيرها من البلدان، وكانت أدت إلى إغلاق اقتصادنا، وأخرت من الموافقة على اللقاحات، ووضعت حياة الملايين في خطر».
وتوجه ترمب بكلام لاذع لبيركس التي انتقدت أداءه بشكل كبير في مقالة مع شبكة سي إن إن فوصفها بالكاذبة: «الدكتورة بيركس أثبتت أنها كاذبة ولا تتمتع بأي مصداقية… لقد كانت مستشارة طبية سيئة للغاية لهذا أنا لم أستمع إليها...».
تحذيرات من موجة رابعة لـ«كوفيد ـ 19» في الولايات المتحدة
تحذيرات من موجة رابعة لـ«كوفيد ـ 19» في الولايات المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة