إسرائيل تطلق سراح أصغر معتقلة فلسطينية لديها

مسؤول فلسطيني: الجيش الإسرائيلي يعتقل نحو ألف طفل كل سنة

أفراد من عائلة ملاك الخطيب يستقبلونها بالأحضان بعد أن أفرجت عنها القوات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
أفراد من عائلة ملاك الخطيب يستقبلونها بالأحضان بعد أن أفرجت عنها القوات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تطلق سراح أصغر معتقلة فلسطينية لديها

أفراد من عائلة ملاك الخطيب يستقبلونها بالأحضان بعد أن أفرجت عنها القوات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
أفراد من عائلة ملاك الخطيب يستقبلونها بالأحضان بعد أن أفرجت عنها القوات الإسرائيلية (أ.ف.ب)

أطلقت إسرائيل سراح الطفلة ملاك الخطيب (14 سنة)، أمس، بعدما أمضت الفترة التي حكمت بها محكمة إسرائيلية في حقها، وفق ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني.
وكانت محكمة إسرائيلية قد قضت بسجن الطفلة ملاك لمدة شهرين، ودفع غرامة مالية قدرها 1500 دولار، بتهمة محاولة إلقاء حجارة على سيارات إسرائيلية. واعتقلت ملاك في 31 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. لكن حسب نادي الأسير، فإن القانون الإسرائيلي يخفض 14 يوما من محكومية أي قاصر يصدر بحقه حكما بالسجن لأقل من 6 أشهر.
واعتبرت ملاك أصغر معتقلة فلسطينية توضع في السجون الإسرائيلية، في حين أن عدد المعتقلين الفلسطينيين، الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما في السجون، بلغ 213 معتقلا ومعتقلة، حسب ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني.
ووصلت الطفلة ملاك إلى حاجز عسكري إسرائيلي قريب من مدينة طولكرم بسيارة إسرائيلية مخصصة لنقل المعتقلين، حيث كان في انتظارها عدد من المسؤولين الفلسطينيين، إضافة إلى أفراد أسرتها.
وقالت الطفلة ملاك للصحافيين بعد الإفراج عنها «أنا جد سعيدة لأني خرجت من سجون الاحتلال»، ووصفت فترة مكوثها بالسجن بأنها «صعبة جدا لأن الجو كان باردا جدا داخل الزنزانة».
وقالت أمها خولة (50 سنة) في منزل العائلة في قرية بيتين، قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة «احترق قلبي حينما رأيتها في قاعة المحكمة مكبلة اليدين والرجلين. أحضرت معي معطفا لتلبسه بسبب البرد، ولكن القاضي رفض أن أعطيها إياه».
ويقول عايد أبو قطيش، مدير برنامج المساءلة للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال (فرع فلسطين) إن «اعتقال الأطفال ليس بجديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، موضحا أن الجيش الإسرائيلي «يعتقل نحو ألف طفل سنويا».
وعن ظروف اعتقالها قال والدها علي الخطيب للصحافيين: «لا أعلم كيف تلاحق دولة مثل إسرائيل، والمزودة بكل أنواع الأسلحة، ابنتي التي لا تتعدى الأربعة عشر عاما».
وحظيت قضية الطفلة ملاك باهتمام فلسطيني على الشبكات الاجتماعية، وتناقل الناشطون صورتها وهي ترتدي ثياب المدرسة. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن المحاكم العسكرية الإسرائيلية ترفض إطلاق سراح الأطفال، وتصدر أحكامها استنادا في الغالب إلى اعترافات الأطفال.
وتندد «يونيسيف» بانتظام بمعاملة الجيش الإسرائيلي السيئة للأطفال الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم، وتشير إلى أن التحقيقات تعتمد أساليب «التخويف مثل التهديدات بالعقوبات الجسدية أو الجنسية ضد الأطفال أو عائلاتهم».
ويشير أبو قطيش إلى أنه «يمثل سنويا ما بين 500 إلى 700 طفل أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية بتهم مختلفة»، موضحا أن «القانون العسكري الإسرائيلي يسمح بمحاكمة الأطفال أمام محكمة عسكرية انطلاقا من سن 12 عاما»، وهو أمر، تقول الـ«يونيسيف» إنه نادر في العالم كله.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.