قمة افتراضية في الإمارات حول التحصين من «كورونا»

«الصحة العالمية»: توافر اللقاحات يمنح الأمل في السيطرة على الوباء

وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلال مشاركته في القمة (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلال مشاركته في القمة (الشرق الأوسط)
TT

قمة افتراضية في الإمارات حول التحصين من «كورونا»

وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلال مشاركته في القمة (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلال مشاركته في القمة (الشرق الأوسط)

انطلقت أمس «القمة العالمية للتحصين والخدمات اللوجستية»، التي يتم تنظيمها افتراضياً على مدار يومين متتاليين، تحت رعاية وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بمشاركة عدد من الشخصيات والشركات العالمية في قطاع الرعاية الصحية والعمل الخيري وصناع القرار والخبراء وكبار المسؤولين في القطاعين العام والخاص، من أجل استكشاف نهجٍ عالمي موحد لمواجهة جائحة فيروس كوفيد – 19.
ودعا الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في الإمارات لتعزيز التعاون الدولي في النهج العالمي للتصدي لفيروس «كوفيد - 19» من أجل ضمان مستقبل أكثر صحة للجميع، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي بعد مرور عام على الجائحة بات متأكداً من أن ازدهار الدول يتحقق بمضافرة الجهود والتعاون مع الدول الأخرى.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد إن العالم بات مترابطاً بشكل وثيق، وإن مصير الدول مرتبط ببعضه البعض، حيث يعتمد الأمن الصحي العالمي على رفاه جميع المجتمعات. وأشار إلى أن «ائتلاف» الأمل هو «إعلان تاريخي» يعزز جهود بلاده لمواجهة الوباء على مستوى العالم، باعتباره مركزاً لوجستياً يلعب دوراً رئيسياً في إمداد العديد من الدول بالموارد التي تحتاجها للخروج من الأزمة.
وقال وزير الخارجية الإماراتي إن بلاده تحركت بسرعة لتقديم المساعدات الطبية والغذائية في جميع أنحاء العالم بفضل بنيتها التحتية العالمية وقدرتها اللوجستية وقربها الجغرافي من أفريقيا وآسيا وأوروبا، منوهاً بدور «ائتلاف الأمل» في حشد الخبرات لتأمين توزيع المليارات من اللقاحات، وبالشراكات العالمية لضمان تأمين وصول اللقاح للجميع بطرق عادلة ومنصفة وضمن تكاليف مُيسرة. وأضاف: «كلما أسرع شركاؤنا في تطعيم سكانهم أسرعنا جميعاً في التعافي الشامل».
من جهته، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «إن توافر اللقاحات يمنحنا الأمل في السيطرة على الوباء. ويمكننا التوصل إلى هذه النتيجة من خلال استخدام اللقاحات بشكل استراتيجي للتغلب على تفشي العدوى في كل مكان وفي نفس الوقت. وتتزايد الفجوة بين عدد اللقاحات التي يتم إعطاؤها في البلدان الغنية والعدد الإجمالي للقاحات التي يتم إعطاؤها كل يوم وفق مبادرة كوفاكس. إننا في منظمة الصحة العالمية نرحب بـ(ائتلاف الأمل) الذي تقوده حكومة الإمارات، ونتطلع إلى العمل معكم والتوصل إلى شراكة تدعم مرفق كوفاكس».
من جهته سلط محمد الحمادي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، الضوء على أهمية بناء الشراكات وحشد الموارد العالمية لمواجهة أكبر أزمات الصحة العامة في عصرنا الحالي. وقال: «تُمثل هذه القمة محطة حاسمة للمجتمع العالمي للالتقاء بهدف تطوير الحلول الجديدة القابلة للتطبيق على أرض الواقع في معركتنا الجماعية ضد الوباء. لقد حان الوقت الآن لبناء شبكة واسعة من الشركاء العالميين لتوفير اللقاحات الآمنة للمنطقة وخارجها».
وقال فلاح الأحبابي، رئيس مجلس إدارة موانئ أبوظبي، رئيس دائرة البلديات والنقل في أبوظبي: «في خضم انتشار الوباء وحشد الدول جهودها لمواجهة موجات التفشي الجديدة، فإن موانئ أبوظبي و(ائتلاف الأمل) قد أصبحا على أتم جاهزية لتقديم الدعم للمنطقة والعالم بأسره، ونعمل على تطوير قدراتنا من أجل توفير 18 مليار جرعة لقاح بطرق آمنة إلى أي مكان في العالم».



في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
TT

في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم (الأحد)، أعمال «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بمناسبة مرور 30 عاماً على «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، وسط حضور واسع من عدد من المسؤولين المعنيّين والأطباء والمهتمّين بالمجال.

وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، افتتح الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، الحفل، الذي يوافق اليوم الدولي للتوائم الملتصقة، مشيراً خلال كلمة ألقاها نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، إلى أن عمليات التوائم الملتصقة تعدّ تحديات معقدة بما في ذلك ندرتها، حيث يقدّر معدل حدوثها بنحو 1 لكل 50 ألف ولادة، مما يتطلب تكريس الجهود العلمية والطبية لتجاوز تلك التحديات وتكثيف المساعي الإقليمية والدولية بما يكفل تذليل الصعاب في هذا المجال.

ولفت إلى أن بلاده أولت اهتماماً منذ أكثر من 3 عقود بحالات التوائم الملتصقة، إيماناً بأهمية تمكينهم بحقوقهم في التمتّع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية، مضيفاً أن ذلك أنتج تقديم نموذج متميز في الرعاية الطبية جسّده البرنامج، وتمثّل في رعاية 143 حالة من 26 دولة وإجراء 61 عميلة فصل ناجحة، مما جعله واحداً من أكبر البرامج الطبية الإنسانية المتخصّصة على مستوى العالم.

وأكدت كلمة خادم الحرمين الشريفين أن «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة» هو الوحيد المتخصص عالمياً في فصل التوائم الملتصقة، وانطلاقاً من تجربة السعودية الناجحة في عمليات فصل التوائم الملتصقة ودورها، وإيماناً منها بأهمية الاهتمام بهذه الفئة، بادرت المملكة بتقديم مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، يوماً دولّياً للتوائم الملتصقة، لتعزيز الوعي بحالات التوائم الملتصقة على جميع المستويات.

ودشّن الأمير فيصل بن بندر الموقع الإلكتروني لـ«البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، كما رعى عدداً من الاتفاقيات التي وقعها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» مع عدد من الجهات ذات العلاقة لدعم وتمكين أعمالها الإنسانية.

وشهد افتتاح المؤتمر تكريم عدد من الأطباء والشخصيات التي أسهمت في مسيرة عمليات فصل التوائم الملتصقة منذ عقود.

من جانبه، هنّأ تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية، السعودية على قيادتها في تنظيم هذا المؤتمر المهم بمناسبة اليوم العالمي للتوائم الملتصقة، مؤكّداً أن المؤتمر يوفِّر فرصة لطرح «رؤى حاسمة من الابتكارات الجراحية إلى الاستراتيجيات طويلة المدى»، مما يشكل مبادرات نادرة في المجال، مشدّداً على دعم المنظمة الكامل للسعودية في هذا الإطار.

وأشاد أدهانوم بالدور الرائد للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، عادّاً أن ما يقدمه البرنامج يمثِّل تقدّماً مذهلاً في العلوم الطبية، ويظهر التزاماً بكرامة وحياة الأطفال المتأثرين وأسرهم، موجّهاً شكراً خاصاً للدكتور عبد الله الربيعة على الدور الذي يلعبه محلّياً وعالمياً في هذا النوع من الجراحات النادرة.

وكشف أدهانوم أن 8 ملايين من الأطفال يعانون من تشوّهات عند ولادتهم، و40 ألفاً يموتون خلال أول شهر من ولادتهم، وتستمر التحدّيات طوال فترة حياة أولئك الأفراد، مثمّناً دور السعودية في مجال التوائم الملتصقة وسجلّها في دعم العائلات وإنشاء منصّات لتوسيع نطاق تسجيل التوائم، مما يساعد الدول ذات المداخيل المتوسطة والقليلة في مواجهة هذه الحالات النادرة.

وأكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، أن هذا التجمع يأتي احتفالاً بمناسبة مرور 3 عقود على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، منوّهاً بتوجيه القيادة السعودية بحضور التوائم الذين تم فصلهم في السعودية، «ليكونوا سفراء على تصدّر السعودية بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان للعالم في هذا المجال الإنساني والطبي الدقيق».

وأضاف الربيعة أن البرنامج منذ بدايته عام 1990، رعى 143 حالة من 26 دولة، وجرى فصل 61 توأماً بنجاح، مع بقاء 7 حالات بانتظار قرار الفصل، وسلّط الضوء على أن البرنامج يعكس التوجه الاستثماري لبلاده في تطوير الكوادر الطبية والتعليم المتخصص، مع الاعتماد على التقنيات الحديثة، ونوّه بالدعم المستمر للقيادة السعودية التي أسهمت في تحقيق إنجازات عالمية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن كل الطلبات التي رفعت لمقام القيادة لإحضار الحالات من خارج السعودية قوبلت بالموافقة على الدوام إلى جانب الدعم بما في ذلك الدعم المالي.

وشدّد الربيعة على أن البرنامج سيواصل العطاء والتقدم في هذا المجال، مؤكداً الرسالة الإنسانية التي يحملها البرنامج بغض النظر عن اللون أو الدين أو العرق.

وكانت جلسات المؤتمر انطلقت اليوم (الأحد)، وتستمر حتى غد (الاثنين)، وأشار الدكتور عبد الله الربيعة خلال جلسة حوارية، إلى أن السعودية وضعت نظاماً صحيًّا رقميّاً عبر التقنية بهدف العناية بالتوائم الملتصقة، لافتاً إلى هناك أخلاقيات متعلقة بالتوائم الملتصقة وعمليات فصلهم، وشدّد على أنها لا بد أن تشمل عوائلهم.

وعن صعوبة الوصول إلى الحالات التي تحتاج للتدخل الجراحي في مناطق النزاع، كشف الربيعة عن رقم قياسي تمثّل في تنفيذ 40 عملية جراحية في يوم واحد للاجئين في مناطق بسوريا وتركيا عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».

ووفقاً للمسؤولين، سيتبادل المشاركون من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك بعض التوائم الملتصقة الذين تم فصلهم في إطار البرنامج تجاربهم، لتعزيز التفاهم حول التحديات والفرص القائمة في هذا المجال، وتعزيز جبهة موحدة لمعالجة الصعوبات.