رام الله تضغط لفتح 18 مركز اقتراع في القدس

«حماس» تتقدم بقائمتها... و«فتح» تعلن مرشحيها اليوم

راهبات فلسطينيات يلتقطن «سيلفي» في أحد الشعانين على جبل الزيتون المطل على القدس (أ.ب)
راهبات فلسطينيات يلتقطن «سيلفي» في أحد الشعانين على جبل الزيتون المطل على القدس (أ.ب)
TT

رام الله تضغط لفتح 18 مركز اقتراع في القدس

راهبات فلسطينيات يلتقطن «سيلفي» في أحد الشعانين على جبل الزيتون المطل على القدس (أ.ب)
راهبات فلسطينيات يلتقطن «سيلفي» في أحد الشعانين على جبل الزيتون المطل على القدس (أ.ب)

قال محرر الشؤون الفلسطينية في هيئة البث الإسرائيلية «كان»، غال بيرغر، إن السلطة الفلسطينية طلبت من دبلوماسيين أجانب، العمل مع إسرائيل من أجل فتح 18 مركز اقتراع للناخبين الفلسطينيين شرق القدس المحتلة، وليس ستة مراكز، كما كانت عليه الحال في انتخابات 2006.
وأكد بيرغر أن إسرائيل لم تتسلم طلباً رسمياً بهذا الخصوص ولم تحدد موقفها بعد.
لكن مسؤولين في السلطة أكدوا مراراً أنهم تقدموا بطلب رسمي من أجل السماح بإجراء الانتخابات في القدس، بدون تلقي أي رد من إسرائيل. وقال مصدر في السلطة الفلسطينية إن إسرائيل امتنعت عن الرد على طلب فلسطيني بإجراء الانتخابات في مدينة القدس، لأنها تنتظر نتائج الانتخابات في إسرائيل أولا. وشارك المقدسيون مرتين قبل ذلك في انتخابات 2005 الرئاسية و2006 التشريعية، لكن إسرائيل رفضت بعد ذلك أي طلبات من أجل السماح لهم بالمشاركة.
إلا أن لجنة الانتخابات وضعت سيناريوهات وبدائل من أجل تمكين المقدسيين من المشاركة، رغم أنها ممنوعة من العمل في القدس، وذلك باعتبار كل مقدسي مُسجلاً سواء لغرض الانتخاب أو الترشح، والسماح للجميع بالتصويت في مراكز بريد في محيط المدينة في مناطق (تابعة للسلطة) للتسجيل والاقتراع في نفس اليوم. واعتماد مراكز البريد جاء لتعويض غياب مقرات انتخابية، لكن قد لا يكون ذلك كافياً إذا قررت إسرائيل منع المقدسيين من المشاركة بأي طريقة.
وتلزم اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير وتل أبيب، إسرائيل، بالسماح للمقدسيين بالمشاركة في الانتخابات الفلسطينية. وجاء في بنود المادة السادسة، أنه يتم الاقتراع في القدس الشرقية في مكاتب تتبع سلطة البريد الإسرائيلية. وأوضحت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية أن الانتخابات الرئاسية عام 2005 والتشريعية عام 2006 جرت في 6 مكاتب بريد، بلغ عدد محطات الاقتراع فيها 12، لكن المشاركة كانت ضعيفة. ويفترض أن تُجرى الانتخابات التشريعية في الأراضي الفلسطينية في 22 مايو (أيار) لاختيار 132 نائباً، وفق نظام التمثيل النسبي الكامل. ووفق مرسوم الانتخابات، ستُجرى انتخابات الرئاسة الفلسطينية يوم 31 يوليو (تموز)، والمجلس الوطني الذي له نظام خاص في 31 أغسطس (آب).
وأكدت فصائل العمل الوطني والإسلامي في القدس، أمس، حق المقدسيين الثابت في المشاركة الفاعلة في العملية الديمقراطية تصويتاً وترشحاً، من خلال صناديق الاقتراع داخل العاصمة. وقالت الفصائل، في بيان، إن «هذا الحق غير قابل للمساومة أو المهادنة أو المقايضة، وغير ذلك مرفوض رفضاً قطعياً ووطنياً وضرب في الخيال». وأشارت إلى أن إجراء الانتخابات التشريعية هو استحقاق وطني طال انتظاره، مؤكدة تكاتف كل الجهود للعمل على إنجاحها، بصورة تعكس مفاهيم الديمقراطية والتقدم في المجتمع الفلسطيني. وأضافت أن «الانتخابات التشريعية هي شكل متقدم في حالة النضال الوطني الفلسطيني، ضمن الفهم الجمعي بأن القدس والمقدسيين أساس وجوهر الصراع مع الاحتلال».
هذا وقد دعت الفصائل، لجنة الانتخابات المركزية بصفتها جهة الاختصاص، لتحمل مسؤوليتها وواجباتها المتعلقة في سجل الناخبين داخل المدينة، وتوفير أجواء ملائمة، ومراكز الاقتراع فيها، مع التأكيد على رفض أي بدائل تمسّ بمكانة القدس ورمزيتها والسيادة الوطنية فيها.
وشددت على أن جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي انطلقت بالأساس من أجل هدف واضح لا لبس فيه، هو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وهي على يقين بأن هذه البوصلة لن تحيد. وقالت الفصائل إنها «تتطلع إلى وحدة وطنية واستراتيجية موحدة لوقف البلطجة والعربدة بحق مقدساتنا وترابنا».
وقدمت حركة حماس، أمس، قائمتها الانتخابية للجنة الانتخابات، كما قدم التيار التابع للقيادي المفصول من «فتح»، محمد دحلان، قائمته، على أن تقدم حركة فتح، اليوم الثلاثاء، قائمتها. وحملت قائمة حماس اسم «القدس موعدنا»، ويترأسها القيادي في الحركة، خليل الحية. وقد ضمت القيادي نزار عوض الله (من غزة)، محمد أبو طير (من القدس الشرقية)، والناشطة لمى خاطر (من الخليل). كما ضمّت القائمة، أسرى، بينهم نائل البرغوثي من رام الله، وحسن سلامة من غزة.
وتسلمت لجنة الانتخابات 15 طلباً حتى الأمس فقطـ، ويغلق الباب منتصف ليل يوم الأربعاء.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».